ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية يثير مخاوف تأثير “الدومينو” على كل الأسواق

حققت عوائد السندات الأميركية واحدة من أكبر الارتفاعات وأدى التفاؤل المتجدد بشأن محادثات التحفيز الأميركية إلى دفع العائد القياسي للسندات لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوى له عند 1.6% ذلك بعد تشريع مجلس الشيوخ الأميركي خطط التحفيز والإنفاق بقيمة 1.9 تريليون دولار أميركي.

وارتفع عائد السندات لأجل 10 سنوات وهو مقياس توقعات التضخم في السوق إلى أعلى مستوى له منذ بداية عام 2019 وقال رئيس قسم الاقتصاد في بنك ميزوهو سينغافورة مينشنو فاراتان “الوصول الى نطاق 1% إلى 2% كان محتمل بكل تأكيد، وسوف تكون له تداعيات واسعة في كل الأسواق خاصة الأسواق الآسيوية الناشئة”.

مع العلم تغيرت عوائد السندات لتسجل 1.6% ليوم الجمعة الموافق ل 2025/3/5 وتضاعفت العوائد القياسية ثلاث مرات من أدنى مستوياتها في الشهر الحالي بفضل الانتعاش الاقتصادي وخطط التحفيز والبيانات القوية عن معدلات التوظيف التي أصدرتها وزارة العدل الأميركية، وقد كشف استطلاع أجراه بنك اوف أميركا الشهر الماضي أن 73% من المستثمرين قد توقعوا ارتفاع منحنى العائد بحدة.

وفيما يلي نظرة خاطفة على ما يمكن أن يعنيه ارتفاع عوائد سندات الخزانة لفئات الأصول المختلفة:

ارتفاع الأسهم

يمكن أن تكون الأسهم من أبرز الرابحين في ارتفاع عوائد السندات ولاسيما الأكثر تعرضاً لاقتصاد آخذ في الانكماش، وقد صرح اندرو شيتس محلل استراتيجي يتابع العديد من الأصول في مورجان ستانلي:

نطاق ارتفاع العوائد من المحتمل أن يكون ذلك بناءً على توقعات تضخم أعلى وخاصةً بعد التقرير الإيجابي عن أداء الاقتصاد الأميركي، والفترات التي ترتفع فيها العوائد ومنحنى العائد بحدة تلك هي أفضل الفترات لسوق الأسهم.

وان ارتفاع العائدات بشكل أكبر يجعل من الصعب على البنوك المركزية التحكم في منحنيات عوائدها، مما سيخلق رياح معاكسة للأسهم ويجعلها عرضةً لتصحيح كبير بشكل معقول.

لا خوف على الأسواق الآسيوية

في حين أن عوائد سندات الخزينة المرتفعة أدت تقليدياً إلى عمليات بيع في سندات وعملات الأسواق الآسيوية فقد يكون عام 2025 مختلف وفقاً للاستراتيجيين , وقد صرح خون جوه رئيس أبحاث آسيا في مجموعة استراليا ونيوزلندا المصرفية المحدودة في سينغافورة “بأن الارتفاع الأخير مرتبط بتحسن الآفاق الاقتصادية فهو انعكاس إيجابي على الأسواق الآسيوية”، وأضاف ” توقعه أن يبقي البنك الاحتياطي الاتحادي سياسته المتيسرة لبعض الوقت ولا يوجد ما تخشاه الأسواق الآسيوية في هذه المرحلة ” ومن الأمثلة على ذلك إندونيسيا التي انخفض عائد سنداتها إلى أدنى مستوى له في عام 2018 فقد قام المستثمرون في اقتناص الأصول ذات العوائد الأعلى والأصول الحساسة للنمو.

وسوف يؤدي ارتفاع العائد لسندات الخزانة الأميركية إلى ارتفاع مؤشرات أسواق الأسهم الاسيوية ويمكن أن تكون عوائد السندات المرتفعة انعكاساً لتوقعات اقتصادية أميركية أقوى مما سوف يكون ذلك مفيداً لأسواق الأسهم الآسيوية ويحقق انتعاشاً في الاقتصاديات الآسيوية وبالمحصلة ينعكس ذلك على المناخ الاستثماري في البلاد على أسواق الأسهم .

رد فعل بنك الاحتياطي الفيدرالي

إن الكثير من المستثمرين سوف يعتمدون على استجابة مجلس الاحتياطي الاتحادي لأي ارتفاع في العوائد الأميركية , لاسيما وسط الجدل المستمر حول برنامج شراء الأصول وخطط التحفيز التي سوف يتم اعتمادها والتوقعات بأنه سوف يسمح للاقتصاد بالانطلاق، ويستمر بنك الاحتياطي الاتحادي في شراء حوالي 120 مليار دولار أميركي من سندات الخزينة الأميركية، ويهدف بشكل جزئي إلى خفض تكاليف الاقتراض للشركات والأسر. وقال بينغ الخبير المالي من مجموعة سيتي غروب ” بأن الرهانات طويلة الأجل المتعلقة بسندات الخزانة وتأثيراتها على فئات الأصول الأخرى قد يتوقف على كيفية تواصل عمل الاحتياطي الاتحادي، وأضاف بأن هنالك قدر هائل من الجمود فيما يتعلق بالتموضع الذي يحول دون تحقيق عائدات أعلى “، ولا بأس في ذلك عندما نكون في حالة ركود ولكن ليس عندما نكون في وضع التعافي المناسب.

Scroll to Top