كما يتوقع المحللون أن استمرار تراجع أسعار أسهم شركات الطاقة الاوروبية هو أمرٌ قادم لا محالة. وهذا يعود لسبب تراجع أسعار النفط العالمي وانخفاض الدولار.
وقالت وكالة بلومبرج للأنباء، أن تراجع سعر نفط خام غرب تكساس. وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي إلى قرب ادنى مستوى له منذُ يناير الماضي. يشيرُ إلى وجودِ وفرة في إمدادات النفط الخام بالأسواق وهو ما يؤدي إلى انخفاض سعره أكثر.
كانَ مؤشر ستوكس يوروب 600 الفرعي لأسهم شركات الطاقة لقد تراجعَ يوم أمس بنسبة 5.1%. ليُنهي ثمانية أيام تداول من الارتفاع.
توقعاتٌ مناقضة لسعر أسهم شركات الطاقة الأوروبية
أشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن السعودية وروسيا، وهما أكبر منتجين للنفط في “أوبك بلس”، أجريتا محادثاتٍ مؤخراً؛ بهدف التوصل إلى أرضيّة مشتركة بشأنِ مستويات إنتاج النفط. في الوقت الذي دعت فيه الرياض إلى ضرورة توخّي الحذر، في حين تسعى موسكو إلى زيادة الإنتاج.
ويرى روب بارنت، المحلل في خدمة “بلومبرج إنتيليجانس” للاستشارات أنّ منهج الحذر والتدرج الذي تتبناه السعودية بالنّسبة لتخفيفِ القيود على إنتاج النفط، في ظلِّ غموضِ الصورة بالنسبةِ للطلب العالمي، قد يصطدم خلالَ اجتماع أوبك بلس مع الموقف الروسي الداعي إلى الإسراع برفع القيود والسماح بزيادة الإنتاج.
ويضم تحالف “أوبك بلس” الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ومنتجين رئيسيين من خارج المنظمة بقيادة روسيا.
وأشارت بلومبرج إلى أن الأنظار ستتجه إلى أسهم شركات النفط الأوروبية العملاقة، مثل “رويال داتش شل” و”بي.بي” و”توتال” و”إيني” و”ريبسول”، إلى جانب شركات التنقيب مثل “أكير بي.بي” و”لوندن”.
شركات الطاقة الأوروبية تتوجه نحو الطاقة النظيفة
بدأت أكبر شركات الطاقة الأوروبية تعزيزَ استثماراتِها في مجالاتِ الطاقة النظيفة وتقليص الاستثمار في مشاريعِ النفط والغاز، ويعكس هذا التحول توجه هذه الشركات للامتثال للقواعد الأوروبية.
وحسب التقرير الذي يتتبع قطاع الطاقة في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2015. أن الطاقة المتجددة شكلت 38٪ من مصادر إنتاج الكهرباء العام الماضي مقارنة بـ 37٪ للوقود الأحفوري.
ويأتي هذا التحول مع ارتفاع الاعتماد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي.
كما يشير التقرير إلى انخفاض الاعتماد على طاقة الفحم بنسبة 20٪ العام الماضي، مما جعله 13٪ فقط من مصادر إنتاج الكهرباء في أوروبا.
وقال ديف جونز كبير محللي الكهرباء في إمبر والمؤلف الرئيسي للتقرير إنّ “النمو السريع في طاقة الرياح والطاقة الشمسية دفع الفحم إلى التراجع، وهذه مجرد البداية”.
وأضاف جونز أن “أوروبا تعتمد على الرياح والطاقة الشمسية لضمان ليس فقط التخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2030، ولكن أيضا للتخلص من التلوث ومحطات الطاقة النووية، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء،وهوما يؤدي إلى ارتفاع أسعار أسهم شركات الطاقة الاوروبية”.
وأدَّت إجراءات الإغلاق بسبب كورونا في العام الماضي إلى انخفاض الطلب على الكهرباء في جميع أنحاء العالم. وانخفض الطلب الأوروبي بنسبة 4٪ عام 2025 وفقا للتقرير الذي قال إن كورونا لم يكن له تأثير على نمو مصادر الطاقة المتجددة.
وأشارَ التقرير إلى أنه منذ عام 2015 سجلت انبعاثات إنتاج الكهرباء في أوروبا انخفاضا تاريخياً وأصبحت أنظف بنسبة 29٪.
ويأتي هذا الإنجاز بعد التزامات من قادة الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55٪ عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2030.
وفي الولايات المتحدة تجاوزت مصادر الطاقة المتجددة الفحم في السنوات الأخيرة. وفي مايو الماضي تم إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة أكثر من الفحم لأول مرة منذ عام 1885.
اقرأ أيضاً : أسعار النفط تواصل ارتفاعها