سجل سعر النحاس أعلى مستوى له منذ عام 2011 ليصل إلى أكثر من 3% حيث وصل سعر الطن الواحد 9000 دولار نتيجة الرهانات التي كان سببها تخوف من طلب متزايد على المعدن سيؤدي بدوره إلى عجز تاريخي بعد التعافي من جائحة كورونا.
وارتفع مؤشر المعادن متجاوزاً ال2000 نقطة ويتم استخدام هذا المؤشر وحسابه من قبل الشركة الكورية للموارد، ويقيس هذا المؤشر سعر 15 معدناً بما فيها معدني النحاس والنيكل.
ويتخوف الكثيرين من حدوث تضخم بسبب السيولة الكبيرة في الأسواق تترافق مع ارتفاعات حادة بالسعر، ومن المعروف أن معدن النحاس يساعد على التنبؤ بأوضاع الاقتصادية وإذا ما كان سيتعافى أو يتراجع إضافةً إلى أهميته لدخوله في معظم الصناعات عالمياً.
وتمّ تسجيل أقل مستوى لأسعار معدن النحاس في شهر آذار للعام الفائت 2025 ويصل إلى 4600 دولار للطن المتري ليعود ويرتفع بعدها في شباط العام الحالي، وتتوقع بنوك الاستثمار العالمية أ يتخطى سعر الطن 10000 دولار خلال العام الحالي.
وعلى مدى 12 شهراً يحقق الاقتراض الإيجابي عائد حالي بمعدل 9% للنفط و 3% للنحاس مما يحقق عائداً جيداً قبل حدوث أي زيادات في الأسعار.
بحسب التقرير الذي نشرته المجموعة الدولية لدراسات النحاس ذكر أن: الإنتاج التشيلي من معدن النحاس يشكل حوالي 30% من إجمالي الإمداد في العالم ما جعلها واحدة من الدول المنتجة للنحاس في العالم وأهمها بالتالي أي تغيير يطرأ على القطاع في تشيلي سيكون ذو تأثير مباشر على الكميات المعروضة من معدن النحاس.
ولعبت جائحة فيروس كورونا دورها وأدت إلى ضعف وتراجع في أرقام إنتاج النحاس خلال الفترة الماضية وعدم انتظام ضمن عمل المناجم خصوصاً الموجة الأولى من الفيروس التي أثرت على أميركا الجنوبية، حيث تراجع إنتاج المناجم في دولة البيرو بنسبة بلغت 16.5% بين شهري كانون الثاني و أيلول للعام الفائت 2025 وكانت ذروة هذا التراجع خلال الفصل الثاني من هذا العام بمعدل 38% نتيجة تداعيات الفيروس.
من المعروف أن تسعير المعادن والسلع يكون بالمقارنة مع الدولار الأميركي، إذ يوجد رابط بين سعر الدولار الواحد وسعر المعدن الموجود والعلاقة بينهما عكسية، فكل ارتفاع في العملة الخضراء يقابله انخفاض في سعر المعادن.
وكان لتعافي الاقتصاد الصّيني دور كبير أيضاً حيث أدى إلى زيادة ملحوظة في الطلب على معدن النحاس وساهم هذا الطلب بدور إيجابي في توقعات للأسواق بشأن ارتفاع الطلب أكثر ممّا هو عليه في أسواق الاستهلاك لمعدن النحاس في العالم.
وفي تصريح جاء للرئيس التنفيذي لشركة كونكوردأشار فيه إلى أنّ استخدام الحكومات لمشاريع وخطط زيادة الاعتماد على الكهرباء سيساعد على ارتفاع أسعار معدن النحاس إلى مستويات جديدة وتناسب الطلب الموجود والمتزايد في الأسواق وهذا سيحفز ويدفع الشركات المختصة بالتعدين إلى الاستثمار في رفع قيم الإنتاج.
وأضاف أن هذا الاستثمار لن يحدث عند مستوى 10000 دولار وإنما ستحتاج الشركات لمستوى يبلغ 12000دولار للطن الواحد للوصول إلى توازن السوق ودفع عجلة الإنتاج الجديد بشكل أمثل.