تعاني سوريا اليوم من أزمة اقتصادية خانقة، وفجوة تضخمية في الاقتصاد، ذلك بسبب إجراءات الحصار الكبيرة على سوريا من قبل الدول، وتشهد اليوم الدولة السورية أزمة على مخصصات المحروقات محلياً، بحيث يعاني المواطنون السوريون اليوم من أزمة البنزين والمازوت بشكل كبير.
وبعد أن تم تخفيض مخصصات المحروقات يوم أمس، الأحد الواقع في 28 آذار 2025 في محافظة طرطوس، تم إقرار نفس القرار اليوم في العاصمة دمشق.
بحيث قامت اللجنة المتخصصة بالمحروقات اليوم 29 آذار 2025، بتخفيض حجم الكمية من المواد البترولية بالنسبة للسيارات بمعدل ما يقارب 50% في العاصمة دمشق.
كما وقد أشارت لجنة المحروقات إلى أن الكمية المخصصة من مادة البنزين بالنسبة إلى السيارات الخاصة والسيارات السياحية، قد تم تخفيضها إلى 20 لتر بنزين وذلك كل سبعة أيام، أي يحق لسائقي هذه السيارات تعبئة 20 لتر فقط مرة واحدة كل 7 أيام.
أما بالنسبة للسيارات العمومية، أو ما تعرف باسم “التكسي”، فقد تم تخفيض مخصصاتها من مادة البنزين أيضاً إلى 20 لتر بنزين، وذلك من خلال التعبئة مرة واحدة كل 4 أيام.
بالإضافة إلى تخفيض مخصصات البنزين بالنسبة إلى السيارات التي تعمل على الخطوط الخارجية، مثل السيارات المتنقلة بين سوريا ولبنان، وسوريا والأردن أيضاً، فقد تم تخصيص 20 لتر من مادة البنزين لهذه السيارات أيضاً.
وقد كانت الصدمة الكبرى بالنسبة إلى سائقي السرافيس العاملة على الخطوط داخل العاصمة دمشق، فقد تضمن قرار لجنة المحروقات اليوم، إيقاف إمداد السرافيس بمخصصاتهم من مادة المازوت أيام الجمعة.
حيث سيتم إيقاف عمليات التعبئة بالنسبة للسرافيس في كل يوم جمعة من الشهر، وهذا القرار سيبقى على حاله حتى صدور إشعار آخر بخصوصه.
ولكن الجهات المعنية قد أوجدت حلاً من أجل تأمين خدمات النقل للمواطنين السوريين، في الأيام التي تتوقف فيها السرافيس عن العمل، ذلك من خلال استمرار عمل باصات النقل الداخلي، بالإضافة إلى الباصات التابعة إلى شركات النقل الخاصة، في العاصمة دمشق.
كما وقد أوضحت وزارة النفط في سوريا في الأيام السابقة، أن الدولة السورية قد تأثرت بشكل كبير بسبب أزمة سفينة “Ever Green” الجانحة في قناة السويس.
حيث أدت هذه الأزمة إلى سد قناة السويس لأيام، مما أدى إلى تأخر وصول أحد السفن المتجهة إلى سوريا، بحيث تحمل هذه السفينة مواد بترولية مثل النفط، بالإضافة إلى المشتقات النفطية.
وبسبب أزمة سفينة “Ever Given”، انقطعت التوريدات النفطية إلى سوريا في الوقت الراهن، كما وقد أوضحت وزارة النفط أنها تعمل من أجل ترشيد استخدام وتوزيع ما تبقى من المواد البترولية في سوريا.
وقد جاءت قرارات تخفيض مخصصات السيارات والسرافيس من المشتقات النفطية، في ظل أزمة النفط الخانقة التي تعاني منها سوريا اليوم.
كما وتعاني محطات تعبئة البنزين والمازوت في سوريا، من شدة ازدحام السيارات والسرافيس عليها، كما ويشعر المواطن السوري بالاستياء تجاه هذه الأزمة، حيث من الممكن أن يصل طول انتظارهم على محطات التعبئة إلى 12 ساعة أحياناً، وذلك من أجل حصولهم على مخصصاتهم من المحروقات.