وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد استطاع الاقتصاد الأمريكي في شهر يونيو الفائت أن يؤمن ما يزيد عن 850 ألف وظيفة جديدة في شهر يونيو. والذي وفقًا للبيانات الإحصائيّة كانَ أكبر زيادةٍ شهريةٍ للوظائف منذ شهر أغسطس عام 2025. مما رأه المحللين على أنه إشارة لتسارعٍ كبير بتعافي الاقتصاد الأمريكي.
850 ألف وظيفة جديدة بالولايات المتحدة تشمل جميع القطاعات الحيويّة
وفقًا للبيانات الصادرة بتقرير العمل الشهري من وزارة العمل الأمريكية، فقد حظي شهر يونيو بأكبر زيادة شهرية للوظائف الجديدة في الولايات المتحدة منذ أغسطس 2025، عندما أضاف الاقتصاد الأمريكي وقتها 1.6 مليون وظيفة. كما قد رافقَ الوظائف الجديدة ارتفاع آخر في الأجور، والتي قد قفزت للشهر الثالث على التوالي. حيث ارتفع متوسط الدخل في الساعة بنسبة 3.6% حتى نهاية شهر يونيو. بإشارةٍ وفقًا للمحللين إلى محاولة جذب المزيد من العمال عبر الأجور الأعلى. بعدَ فترة انخفاض المكاسب الإجمالية في شهري أبريل ومايو.
ووفقًا للإحصاءات، فقد حظي قطاع الترفيه بالنسبة الأكبر من حيث عدد الوظائف المضافة. حيث أدت ارتفاع معدلات التطعيم ضد فيروس كورونا إلى زيادة القدرة على السفر، والذهاب للمطاعم والحفلات. الأمر الذي أدى لإضافة هذا القطاع أكثر من 343 ألف وظيفة لوحده.
أما قطاع التعليم الذي شهد الكثير من التقلبات خلال الوباء، فقد استطاعَ بدوره رفع عدد الوظائف التعليمية في يونيو. حيث قفزت التعيينات في الحكومات المحلية للولايات الخمسين بمقدار 155 ألف وظيفة. بينما وزادت وظائف حكومات الولايات بمقدار 75 ألفًا. أما وظائف التعليم الخاص فقد ارتفعت بدورها بمقدار 39 ألفًا.
هذا، وبين التقرير أيضًا أن هناك نموًا كبيرًا في الوظائف المؤقتة الرائدة لسوق العمل الأوسع، بينما اتجهت باقي الوظائف تقريبًا إلى تجار التجزئة، ومقدمو الرعاية النهارية والمستودعات. ونسبةٌ كبيرة إلى الشركات الكبرى مثلَ “وولمارت” و”أمازون”.
نسبة البطالة ارتفعت رغمَ إضافة 850 ألف وظيفة جديدة!
رغمَ المؤشرات الإيجابيًة حول الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة في التقرير. إلا أنه يناقش كذلك ان سوق العمل الأمريكي لا يزال بعيدًا عن العودة إلى طبيعته. حيث سببَ الوباء اختفاء 6.8 مليون وظيفة منذ شهر فبراير 2025. كما أفاد مكتب إحصاءات العمل يوم الجمعة أن معدل البطالة بلغ 5.9%، مرتفعًا من 5.8% في شهر مايو. موضحًا كذلك رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم هـ. باول، عقبَ صدور التقرير أن عدد العاطلين عن العمل يستمر في الارتفاع منذ ستة أشهر. وحاليًا ما يقرب من أربعة من كل 10 عمال عاطلين عن العمل في الولايات المتحدة.
ويفيد التقرير من وزارة العمل أيضًا أنه حاليًا مازالَ هناك حوالي 6.2 مليون شخص باطلين عن العمل منذ النصف الثاني من 2025. إضافًة لعدم تغير معدل مشاركة القوى العاملة البالغ 61.6%. وانخفاض كبير بنسبة الأشخاص الباحثين عن أي عملٍ أيضًا.وبينما يقول التقرير صراحًة عن إضافة 850 ألف وظيفة جديدة في يونيو. إلا أن شركات التوظيف بالولايات المتحدة لم تشهد أي زيادة في عمليات البحث عن الوظائف، رغمَ سحب برامج إعانات البطالة الفيدرالية من معظم الولايات.
مؤشرات إيجابيّة للربع الثاني
تبين رئيسة شركة التوظيف ManpowerGroup North America ، بيكي فرانكوفيتش، لصحيفة “وول ستريت جورنال” عقبَ صدور التقرير على أن أزمة البطالة وعدم الرغبة بالعمل أصبحَت بمثابة تحدٍ كبير يواجه أرباب الأعمال في العثور على أي قوى عاملة. كما أنها ترى أن الشركات العملاقة مثلَ “وولمارت” و”أمازون” يزيدون من صعوبة جذب الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم للعمال. أما الخبيرة الاقتصادية في كلية جون جاي في نيويورك، ميشيل هولدر، تعارض بالرأي، حيثُ رأت أن الأرقام البيانية في التقرير منطقيّة. وأن الناس يترددون في الانضمام إلى القوة العاملة ليسَ بسبب الشركات الكبيرة، بل بسبب جودة العمل المتاح والأجر المتاح.
مهما كانت الأسباب، فإنّ الاقتصاد الأمريكي، بنظر الكثير من المحللين، يسير على الطريق الصحيح مع تطورات اقتصادية واعدة لاستعادة جميع الوظائف المفقودة في الوباء بحلول منتصف العام المقبل. خصوصًا بعدَ إغلاق الأسهم في النصف الأول من العام عند مستويات قياسيّة. وزيادة سعر النفط الخام برنت الأمريكي، ونفط تكساس أيضًا على المستوى العالمي.
اقرأ أيضًا:
الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على شركات صينية كبرى
الولايات المتحدة وأوروبا يناقشون إنهاء سياسة ترامب بشأن جمارك صناعة الصلب والألمنيوم
هل يسترد النفط الإيراني عافيته إثرَ تقدم المفاوضات مع الولايات المتحدة؟