مترو الرياض قد يتسبب بخسائر فادحة للسعودية بسبب بعض الشركات الدولية

تجاوزت الديون المستحقة على السعودية مؤخراُ، لشركات أجنبيّة نفّذت مشروع مترو الرياض إلى مبالغ طائلة تتجاوز مليارات الدولارات. وتعجز الحكومة السعوديّة عن سدادها وهذا بسبب زيادة التكاليف المرتبطة بجائحة وتداعيات كورونا، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها الفيروس. ما أدّى إلى دفع بعض الشركات العالميّة للجوء إلى سفاراتها في المملكة بهدف الضغط على الرياض لتسديد ما عليها من مستحقّات.

أوضحت وكالة بلومبيرج الأمريكية للأنباء في تقريرٍ لها، الثلاثاء 6 أبريل 2025. “إن شركة بيكتل كورب الأمريكية وشركات دولية أخرى تسعى جاهدةً إلى تحصيل مبالغ الفواتير غير المدفوعة بمليارات الدولارات من حكومة المملكة العربية السعودية. جراء العمل المنجز في مشروع مترو الرياض”.

حيثُ، من المقرر افتتاح مترو الرياض والذي تتجاوز تكلفته أكثر من 23 مليار دولار. ويتألف من ستة خطوط رئيسية بطول 176 كيلومتراً.

ديون مترو الرياض تتجاوز المليارات !

حسبَ تصريح المدير الماليّ لشركة بيكتل الأمريكيّة، “فإن الشركة تسعى إلى تحصيل حوالي مليار دولار مقابل قيامها بتنفيذ نظام النقل الحديث في مترو الرياض. وهو حجر الأساس في جهود الحكومة السعودية لتحديث العاصمة، والتي تعاني من انسداد في الحركة المرورية”.

فيما قال أحد كبار المهندسين المشاركين في بناء المشروع، “هناك أيضاً شركات فرنسية وإسبانية وإيطالية، تسعى بقوّة للحصول على عدة مليارات من الدولارات على شكل فواتير غير مدفوعة، كما تحظى شركة بيكتل بالقدر الأكبر من المستحقات غير المدفوعة”.

وأكملَ، “إنّ المدفوعات المتأخرة ترتبط جزئياً بتأخيرات التنفيذ وتجاوز وزيادة التكاليف بسبب جائحة فيروس كورونا. والذي تسبب في حصار بعض المهندسين خارج السعوديّة، وجعل من الصعب مواصلة وتيرة العمل في المشروع”.

كما قال مصدر مطلع، “إنّ الخلاف على المدفوعات قد أخذ مؤخراً طابعاً دبلوماسياً. وهذا عندما أثارت السفارات الأمريكية والفرنسية والإسبانية في الرياض الأمر في رسالة إلى الحكومة السعودية”.

وتجدر الإشارة “إلى أن المقاولين الحكوميين في المملكة قد اشتكوا لعدة سنوات من تأخر المدفوعات منذ انخفاض أسعار النفط في 2015. ما دفع السلطات إلى حجب عشرات المليارات من الدولارات للمساعدة في كبح عجز الميزانية المتضخم. في حين أن هذا القرار ساعد في كبح جماح الإنفاق الحكومي. إلا أنّه أضعف ثقة القطاع الخاص الذي يعتمد بشكل كبير على العقود الحكومية”.

المملكة جاهزة لتسديد الديون

يقول المسؤولون عن المشروع، إنهم ملتزمون بالدفع في الوقت المحدد، وقد اتخذوا خطوات هامة لحل المشكلة. ولكن يبدو أن انهيار أسعار النفط الخام العام الماضي أدى إلى تأخيرات مماثلة لبعض الشركات. رغم أن المشكلة أقل منهجية من ذي قبل”.

وبالمقابل، لم ترد “بيكتل الأمريكيّة” على طلب للتعليق لوكالة بلومبيرج الأمريكية. وقالت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، التي تشرف على المشروع. في بيانٍ منفصل لها، إن المدفوعات للمقاولين “قد سددت في الوقت المناسب، كما يجري تقييم المطالبات المذكورة أعلاه وفقاً لعملية تسوية المنازعات المنصوص عليها في العقد”.

ومن الجدير بالذكر، أن مترو الرياض يمثّل الركيزة الأساسية في خطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمضاعفة حجم المدينة وتحويلها إلى مركز أعمال دولي. وإنه من بين أكبر المشاريع من نوعها في العالم. حيث يجري بناء 6 خطوط بواسطة 3 اتحادات للشركات العالمية، وقد اكتمل حوالي 90% من المشروع بالكامل.

اقرأ أيضاً :

Scroll to Top