ارتفع مؤشر القطاع الصناعي الأميركي إلى أعلى مستوى له منذُ أكثر من 37 عاما في شهر مارس الماضي، مدفوعاً بالنمو القوي في الطلبات الجديدة على مستوى العالم. وهو أوضح مؤشر حتى الآن على أن الازدهار الاقتصادي المتوقع في المستقبل كان قد بدأ فعلاً.
قال معهد إدارة الصناعة الاميركية (ISM) يوم مؤخراً، “إنّ مؤشره لنشاط المصانع الوطنية قد قفز إلى قراءة 64.7 نقطة الشهر الماضي قافزاً من مستوى 60.8 نقطة في فبراير. وكان هذا أعلى مستوى لهً منذ شهر ديسمبر 1983 !
نمو الاقتصاد الامريكي بسبب حزمة المساعدات
ومن المتوقع أن ينطلق النمو الاقتصادي هذا العام، مدعوماً بحزمة المساعدة الضخمة للوباء التي قدمها البيت الأبيض بقيمة 1.9 تريليون دولار أمريكي، وإعادة فتح الشركات الثانوية، حيثً يتم البدء بتطعيم المزيد من الأمريكيين ضد فيروس كورونا.
حزمة الإغاثة التي تم تمريرها الشهر الماضي تحوي على مبلغ 1400 دولار إضافي للأسر المؤهلة بالإضافة إلى توسيع شبكة الأمان الحكومية للعاطلين عن العمل حتى 6 سبتمبر المقبل.
حيثُ كشف الرئيس جو بايدن يوم الأربعاء الماضي 31 مارس 2025. عن خطة مدروسة بعناية لإنفاق مبلغ يقارب الـ 2 تريليون دولار على البنية التحتية مثل الطرق والجسور على مدى الـ 10 سنوات المقبلة.
قراءات المؤشرات الصناعيّة
تقديرات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من العام تصل إلى 10.0٪ كمعدل سنوي. ونما الاقتصاد بوتيرة 4.3٪ خلال الربع الرابع. وقد يصل النمو هذا العام إلى 7٪، وهو الأسرع منذ عام 1984. كما انكمش الاقتصاد بنسبة 3.5٪ خلال عام 2025، وهو أسوأ أداء منذ 74 عاماً !
يعاني الموردون بالفعل من أجل تسليم المواد التجارية للمصنعين، ممّا يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج. كان ذلك أكثر وضوحاً في صناعة السيارات، حيثُ أدَّى النقص العالمي في رقائق أشباه النواقل إلى خفض الإنتاج العالميّ.
اقترب مؤشر ISM (مؤشر القطاع الصناعي الأميركي) للأسعار المتعلقة بتكاليف المصنعين خلال الشهر الماضي من أعلى مستوياته منذ يوليو عام 2008.
حيثُ قفز المؤشر الفرعي للطلبات الجديدة إلى مستوى 68.0 نقطة عند نهاية آذار. وكانت هذه أعلى قراءة له منذُ يناير عام 2004. كما تلقت المصانع المزيد من طلبات التصدير، في حين ازداد تراكم الطلبات على المصنعين.
نمو كبير للتوظيف
يوجد مجال للمزيد من التوسع، وخصوصاً مع وجود مخزونات في الشركات المصنعة لكنّ عملائها لا يزالون ضعيفين. ومع تزايد الطلب، قامت المصانع بتوظيف المزيد من العمال من ذوي الخبرة خلال شهر مارس الماضي. وعندها قفز مؤشر التوظيف الصناعي إلى مستوى 59.6، وهي أعلى قراءة لهُ أيضاً منذ فبراير عام 2018، انطلاقاً من 54.4 في فبراير.
وهذا ما يدعم التوقعات بحدوث تسارع حاد في نمو التوظيف خلال الفترة المقبلة. وفقاً لمسحٍ أجرته رويترز للاقتصاديين، من المحتمل أن تكون الوظائف غير الزراعية قد زاد عددها بمقدار 647 ألف وظيفة عند نهاية الشهر الماضي، وهذا بعد ارتفاعها بمقدار 379 ألفاً في فبراير.
اقرأ أيضاً : شركة غوغل تهدف إلى إعادة فتح مكاتبها في أمريكا في شهر أبريل الجاري