بالرغم من أزمة نقص إمدادات الرقائق الإلكترونية المُستخدمة في صناعة السيارات، التي أضرت بأغلب شركات صناعة السيارات في العالم، نجحت مجموعة تويوتا موتور كورب اليابانية لصناعة السيارات في تجنب الوقوع في هذه الأزمة، حيثُ أعلنت عن ارتفاع إنتاجها على مستوى العالم خلال فبراير الماضي بنسبة ٤.٦% سنويا.
صرّحت وكالة “بلومبرغ” للأنباء أنّ “تويوتا” التي تُعتبر أكبر شركة مُنتجة للسيارات في العالم، ما زال نموها مستمراً للشهر السادس على التوالي، الأمر الذي أوضحَ قابليتها في مواجهة أزمة نقص الرقائق الإلكترونية التي أجبرت بعض الشركات العالمية مثل “جنرال موتورز” و”هوندا موتور” و”فولكس فاغن” إلى تعليق العمل في بعض مصانعها خلال الأسابيع الأخيرة.
وأضافت المجموعة اليابانية أن إجمالي إنتاجها الذي يشمل إنتاج “تويوتا موتور” و “ودايهاتسو موتور” و “هينو موتورز” وصل خلال الشهر الماضي إلى 797571 سيارة ، بفضل الإنتاج الكبير في الصين، وزادت مبيعات تويوتا خلال الشهر الماضي بنسبة 4. 7%.
قدرة الشركات اليابانية على تحمّل الأزمات
بعد كارثة فوكوشيما التي قطعت سبل التوريد لشركة تويوتا في 11 مارس/ آذار عام 2011، أدركت أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم أن المهلة الزمنية لتوريد الرقائق كانت طويلة جدًا في حال وقوع كوارث مدمرة كالكوارث الطبيعية الخارجة عن سيطرة الإنسان؛ أكّدت المصادر أنّ السبب في أن تويوتا لم تتأثر إلى حد كبير بأزمة النقص العالمي حتى الآن في ظل عمليات الإغلاق الناجمة عن جائحة كورونا، الأمر الذي أجبر العديد من شركات صناعة السيارات المنافسة على تعليق عمليات الإنتاج؛ يُرجح إلى وضع تويوتا خطة استمرارية للأعمال التي تطلب من الموردين تخزين ما مدته من شهرين إلى 6 أشهر من الرقائق لحسابها، لاختصار الوقت الذي يستغرقه الأمر بين تنفيذ الطلب وتسليمه.
قال شخص مطلع بشؤون شركة هارمان إنترنتاشيونال المتخصصة في أنظمة الصوت وشاشات العرض للسيارات والتقنيات المساعدة للقيادة ”كانت تويوتا على حد علمنا صانع السيارات الوحيد المجهز بشكل مناسب للتعامل مع نقص الرقائق“.
استمرار نمو انتاجية تويوتا في ظل ادراكها لوضعها المناخي
فاجأت تويوتا المنافسين والمستثمرين الشهر الماضي بقولها أنّ إنتاجها لن يتأثر بشكل كبير بسبب نقص الرقائق حتى مع إجبار فولكس فاجن وجنرال موتورز وفورد وهوندا وستيلانتس، من بين آخرين، على إبطاء أو تعليق الإنتاج جزئيًا، وفي غضون ذلك، رفعت تويوتا حجم إنتاجها من السيارات للسنة المالية المنتهية هذا الشهر ورفعت توقعات أرباحها للعام بأكمله بنسبة 54٪.
إنّ خطط استمرارية شركة تويوتا للرقائق قد خففت من تأثير الكوارث الطبيعية التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، مثل الأعاصير الشديدة والعواصف الممطرة التي غالبًا ما تسبب فيضانات وانهيارات أرضية في جميع أنحاء اليابان، بما في ذلك مركز التصنيع في منطقة كيوشو الجنوبية حيث تصنع شركة رينيساس أيضًا الرقائق، وقال أحد المصادر المشاركة في توريد أشباه الموصلات، إنّ تويوتا والشركات التابعة لها أصبحت ”أكثر عداوة للمخاطر وحساسية“ لتأثير تغير المناخ. ولكن الكوارث الطبيعية ليست التهديد الوحيد لنا، حيث يخشى صانعو السيارات من حدوث المزيد من الاضطرابات في إمدادات الرقائق بسبب زيادة الطلب حيث أصبحت السيارات أكثر رقمية وكهربائية، بالإضافة إلى التنافس الشرس على الرقائق بين كل من شركات تصنيع الهواتف الذكية إلى أجهزة الكمبيوتر إلى الطائرات وحتى الروبوتات الصناعية.
وقالت المصادر إن تويوتا لديها ميزة أخرى على بعض المنافسين عندما يتعلق الأمر بالرقائق بفضل سياستها طويلة الأمد لضمان فهمها لجميع التقنيات المستخدمة في سياراتها، بدلاً من الاعتماد على الموردين لتوفير ”المعارف الغامضة“، وقال أحد المصادر، وهو مهندس بشركة تويوتا: ”هذا النهج الأساسي يميزنا عن غيرنا“.