يستمر ارتفاع أسعار الملابس والأحذية عالميًا بشكلٍ كبير مع المشاكل التي تواجه العالم حاليًا. حيث سترتفع أسعار كافة أنواع الملابس والأحذية مع قدوم فصل الشتاء. والذي يمكن أن يعزى لعدة أسباب مثل زيادة تكاليف الشحن من الصين، وارتفاع سعر القطن، والأهم مشكلة نقص الطاقة التي تهدد مختلف الصناعات حول العالم.
ارتفاع كبير بأسعار الملابس والأحذية في الدول العربية!
يأتي فصل الشتاء على الدول العربية مع توقعاتٍ بأن تزداد أسعار الملابس والأحذية بنسبة 15% في دول بلاد الشام. بينما ستصل نسبة الارتفاع في دول الخليج وتركيا إلى نسبة حوالي 3% إلى 5% فقط. حيث يبدو ان المشاكل العالمية التي تواجه قطاع الصناعة، ومشاكل زيادة أسعار التوريد، وغلاء الأقمشة ستؤثر بشكلٍ كبير على المستهلكين العرب. ناهيك عن الاضرار بمحلات الجملة، والمفرق في الأسواق الشعبية.
التأثيرات الكبيرة ستؤير بشكلٍ خاص بدول سوريا والعراق وفلسطين والأردن. والذين يشهدون موجة غلاءٍ بالفعل في الأسواق التي بدأت إطلاق مواسمها الشتوية. فيما يبين أسعد القواسمة، ممثل قطاع الملابس والمجوهرات في غرفة تجارة الأردن، لصحيفة “جوردان تايمز” أن السوق يعاني والتجار بدأوا بالانسحاب تدريجيًا.
كذلك، يبين القواسمة لصحيفة جوردان نيوز أن الزيادة المتوقعة في الأسعار ترجع إلى زيادة رسوم الشحن الدولي خاصًة من دول الشرق الأقصى مثل بنغلاديش والصين. إذّ يبين القواسمة أن التجار في الشرق الأوسط عليهم الآن دفع 12 ألف دولار لكل حاوية يتم شحنها من دولة في الشرق الأقصى بدلًا من 2000 دولار التي كانت سابقًا.
لا يقتصر الأمر فقط على المنتجات المستوردة، حيث تشهد كلٌ من لبنان وسوريا موجة غلاءٍ أكبر حتى في المنتجات المحلية. والتي يعزى سببها إلى زيادة الجمارك على القطن والأقمشة المستوردة. والتي قد ارتفعت أسعارها عالميًا في المقام الأول بسبب عدة مشاكل سنذكرها لاحقًا.
اليوم في الأسواق السورية، ستجدّ جاكيت قطن رجالي بسعرٍ لا يقلّ عن 60 ألف ليرةٍ سورية. بينما الكنزة الرجالي لا يقلّ سعرها عن 45 ألف ليرة سورية. أما الملابس النسائية، فإنّ أرخص فستانٍ يكلف حوالي 80 ألف ليرة سورية، وبنطال الجينز العادي قد يكلف على الأقل 30 ألف ليرة سورية. وفي وقتٍ أصبح فيه غلاء المعيشة وتأمين الحاجيات الأساسيّة، وسعر المحروقات للشتاء الأولويّة للسوري.
ما أسباب ارتفاع أسعار الملابس والأحذية بشكلٍ جنوني؟
بدأت أسعار الملابس بشكلٍ خاص في الارتفاع حول العالم خلال العام الماضي. لكن يبدو أن العالم على موعد مع موجة غلاء جديدة تطال الملابس. حيث تبين المؤشرات، الصادرة عن المكتب الأمريكي لإحصاءات العمل، أن قفزة الأسعار للملابس حول العالم كانت بنسبة 4.3% في شهر أغسطس مقارنًة بنفس الفترة من العام السابق.
ووفقًا للتقرير، فإنّ بعض العناصر تأثرت أكثر من غيرها. فمثلًا أصبحت السراويل الرجاليّة والسراويل القصيرة أغلى بنسبة 6.6% على الأقل حول العالم. بينما زادت أسعار الفساتين النسائية بنسبة 12% تقريبًا منذ العام الماضي. ويبين التقرير أن السلع ستسجل في نهاية 2025، و2023 أعلى مستوى لها مع انعدام التوازن بين الطلب والعرض. بالإضافة لعدة عوامل أخرى. والتي تشمل:
- ارتفاع أسعار القطن
يعزى أحد أسباب ارتفاع أسعار الملابس لارتفاع أسعار القطن. إذ سجل القطن يوم الثلاثاء الماضي أعلى مستوى له منذ 2011 نتيجة عدم إمكانية تلبية المحاصيل للطلب المتزايد. الأمر الذي دفع تجار التجزئة لتعويض ارتفاع التكلفة لأنها تتراكم في مجموعة من مشكلات سلسلة التوريد. علمًا أن 75% من الملابس حول العالم تمتلك نسبًة معينة من القطن، وفقًا لموقع الشركة Cotton Inc.
- أسعار الشحن الجنونية والتضخم العالمي
كما لا يعدّ نقص القطن المشكلة الوحيدة التي يتعين على تجار التجزئة التعامل معها. إذ يأتي ارتفاع الأسعار في وقتٍ تتضخم فيه أسعار المستهلك بالفعل. والذي بينته وكالة بلومبرج بتقريرٍ عن مقياس السلع العالمية الذي يتتبع المحاصيل والطاقة والمعادن. والذي أظهر وصولًا إلى مستوىً قياسي. حيث أدى الطلب على المواد وعقبات سلسلة التوريد العالمية إلى زيادة قيمة المنتجات بشكل متزايد.
وهناك أيضًا مشكلة التكاليف الكبيرة للشحن التي ذكرت سابقًا. إذ أصبحت تكاليف الشحن عبر المحيط الهادئ باهظة أكثر من أي وقتٍ مضى. والذي أتى بعد قرارٍ أخير من الصين، ودون أي إعفاء حتى لأسعار شحن الحاويات الباهظة للغاية مثل الإلكترونيات والسيارات.
ارتفاع أسعار الأحذية
الأمر الآخر الذي سيرافق المستهلكين هذا الشتاء هو الارتفاع الصاروخي بأسعار الأحذية. والذي الآن يتمتع بأسرع معدل تضخم في 20 عامًا. إذّ تتجه أسعار الأحذية حول العالم للارتفاع أيضًا بنسبة 5.4% شهريًا منذ يوليو المنصرم. وبشكلٍ أكثر دقة، تبين التقارير ارتفاع أحذية فئة النساء بنسبة 4.9%، وارتفاع أسعار أحذية الأطفال بنسبة 11.9%، وارتفاع أسعار أحذية الرجال بنسبة 5.5%.
يأتي الارتفاع بسعر الأحذية لغلاء ونقص الخامات التي تصنع الأحذية منها، خصيصًا المطاط والبلاستيك. كما ويمكن أن يعزى الارتفاع في أسعار الأحذية أيضًا إلى ارتفاع رسوم استيراد الأحذية خصوصًا من الصين. إضافًة لنقص العمالة وإغلاق المصانع في الصين وماليزيا وفيتنام. الأمر الذي أدى لنقصٍ كبير بإنتاج الأحذية الرياضية.
اقرأ أيضًا:
ارتفاع ثروة إيلون ماسك بشكلٍ جنوني مع ارتفاع أسهم تسلا بنهاية أكتوبر 2025!
باقات وعروض خطوط بتلكو البحرين 2025 – خطوط بتلكو اللاحقة والمسبقة الدفع
التمويل المباشر للمشاريع الصناعية عبر منصة نمو من بنك قطر للتنمية 2025