استحوذت شركة بايونير للموارد الطبيعيّة للنفط الصخري الأمريكي على شركة الحفر “دبل بوينت” بقيمة بلغت 6.4 مليار دولار، والتي من المتوقع أن تكتمل في الربع الثاني من عام 2025، ضمن مجموعة من الصفقات لدمج شركات الحفر الأمريكية للنفط الصخري، وستزيد”بايونير” من خلال هذه الصفقة موقعها إلى أكثر من مليون فدان صافي، وستحصل بذلك بشكل رئيسي على أرض جديدة غير محفورة(مستغلة) بعد.
بنود الصفقة وأهمية الأصول المُحازة
حسب بيانٍ من بايونير، فإن الصفقة تتكون من حوالي 27.2 مليون سهم من أسهم شركة بايونير العادية، ومليار دولار نقداً، بالإضافة إلى تحملها نحو 900 مليون دولار من ديون والتزامات دبل بوينت، حيثُ ستكون عملية الاستحواذ واحدةً من أكبر عمليات الاستحواذ في صناعة النفط في أمريكا الشمالية هذا العام، وأول صفقة كبيرة منذ الارتفاع السريع في أسعار النفط إلى أكثر من 60 دولارًا للبرميل خلال الأشهر الخمسة الماضية.
تأتي الصفقة بعد أقل من ثلاثة أشهر من إتمام بايونير شرائها زميلتها “بارسلي للطاقة” في الحفر الصخري مقابل 4.5 مليار دولار من الأسهم، ضمن خطط التوسع في حوض بيرميان بالولايات المتحدة عقبَ أسوأ انهيار شهدته صناعة النفط في التاريخ؛ حيث ارتفعت أسعار النفط الخام 27% هذا العام، ما يعني ارتفاعاً يمحو الركود في عام 2025، ويأتي الاستحواذ وسط تفاؤل متزايد بأن الاقتصادات ستستمر في الانفتاح، مما أدى إلى زيادة الطلب على البنزين والديزل وأنواع الوقود الأخرى، كما قال الرئيس التنفيذي، سكوت دي شيفيلد عقب إعلانِ الاستحواذ في بيانٍ له: “لقد نجحت “دبل بوينت” بوضع بصمة مثيرة للإعجاب وعالية الجودة في حوض ميدلاند”، مشيراً إلى مناطق بيرميان الأوسع التي يوجد فيها النفط الصخري. وأضاف: “إنّ الصفقة ستولد قيمة كبيرة لمساهمينا”. حيث يشمل مستثمرو “دبل بوينت” شركات طاقة عملاقة مثل “أبولو غلوبال الإدارية”، “كوانتوم للطاقة وشركاؤها”، و “مجموعة بلاك ستون”، ومدح فنسنت جي بياتزا، كبير محللي الصناعة في “بلومبيرج إنتليجنس”، الاستحواذ و الاندماج الذي يحصل في بايونير في مذكرةٍ حيثُ رأى أن بايونير في وضع ملائم للظهور كواحد من الناجين الكبار والمستقلين من دمج بيرميان، حيثُ أنّ صفقات الشركة الأخيرة جعلتها منافسًا هائلاً في الحوض، مع نطاق يحسد عليه وتركيز للأصول.” ومن المتوقع تحقيق وفورات في التكاليف السنوية تبلغ حوالي 175 مليون دولار مع عملية الاستحواذ وكشفت بايونير عن القيمة المتوقعة لهذه المدخرات التي قد تبلغ نحو مليار دولار على مدى 10 سنوات.
ولغاية الربع الأول من العام الجاري، كانت “دبل بوينت” تدير سبع حفارات لتنتج 80 ألف برميل من النفط يومياً في حوض بيرميان، وقبلاً كانت قد بدأت الشركة بالحفر في منطقة إيجل فورد في جنوب تكساس منذُ الأيام الأولى من صعود النفط الصخر الزيتي في الولايات المتحدة قبل الانتقال إلى حوض بيرميان الأكثر ربحًا، حيثُ هناك قاموا بتجميع ممتلكات كبيرة بدعم من شركات الأسهم الخاصة بما في ذلك أبولو، إلى أن باع المؤسسين في عام 2017 حقوق ملكية نحو 70 ألف فدان لشركة “بقدونس” مقابل 2.8 مليار دولار.
اندماج الشركات وبداية تعافي للولايات المتحدة
ذكرت رويترز أن عملية الاستحواذ جعلت بايونير أحد أكبر الشركات في حقل بيرميان باسين( أعلى حقل إنتاجية في الولايات المتحدة)، من بين عدة شركات مندمجة حديثاً كذلك، حيثُ اعلنَت شركة “كونشو للموارد” عن عملية شراء ودمج لشركة “كونوكو فيليبس بقيمة 5.8 مليار دولار العام الماضي، و شراء شركة “دبليو بيكس للطاقة” شركة “ديفون” مقابل 12.1 مليار دولار، وإعلان شركة “نوبل للطاقة” مؤخراً عن الاستحواذ على شركة “سيرج للطاقة الأمريكية” مقابل ما يقرب من 12.1 مليار دولار بالإضافة لحوالي 7 صفقات استحواذ أخرى بين شركات طاقةٍ عملاقة، حيثُ بحسبٍ خبراءٍ في الطاقة، ستساهم هذه الاندماجات في رفع قسمة الأسهم للشركات النفطيّة مع صعود أسعار الدولار والنفط عالمياً، كما أنّ الشركات ستتبنى خطط تسويقية استراتيجيّة موحّدة لمواجهة انخفاض الطلب على النفط، كما أنّ المستثمرين يشعرون بالامان أكثر عند الدمج، مما يخفف التذبذبات في البورصة.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يعود نمو الإنتاج في بيرميان هذا الشهر، في حين وجد مسح الطاقة الفيدرالي الأخير في دالاس أنّ حفارات الصخر الزيتي كانت مرة أخرى على استعداد للإنفاق على نمو الإنتاج، حيثُ لا يزال إجمالي الإنتاج الأمريكي بعيداً عن ارتفاعات ما قبل الوباء البالغة 13 مليون برميل يوميًا، لكنه في ارتفاع، وتظهر أحدث البيانات الأسبوعية من إدارة معلومات الطاقة إنتاج 11.1 مليون برميل في اليوم للأسبوع المنتهي في 26 مارس، وكان هذا أعلى بمقدار 100 ألف برميل في اليوم.