يعاني قطاع صناعة السيارات من نقص في كمية الرقائق الإلكترونية عالمياً، فقد أثرت أزمة فيروس “COVID 19” على تصنيع هذه الرقائق الإلكترونية، مما أدى إلى تراجع أمداد قطاعات صناعة السيارات العالمية بها، وتتعاون أمريكا واليابان اليوم من أجل توفير هذه الرقائق مجدداً، لإعادة دعم صناعة السيارات.
وقد عُقد اجتماع في الولايات المتحدة الأمريكية أمس، الجمعة الواقع في 2 نيسان 2025، مع أكبر مصنعي الرقائق الإلكترونية في اليابان وكوريا الجنوبية، بحيث جاء هذا الاجتماع في ظل نقص الرقائق الإلكترونية التي تعاني منها صناعة السيارات حالياً.
بحيث أن وباء “COVID 19” قد أدى إلى أزمة الرقائق هذه، مما أسهم في تخفيض إنتاج شركات صناعة السيارات حول العالم في الآونة الأخيرة.
كما وقد عُقد الاجتماع أمس، تلبية للحاجة الملحّة من أجل حل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن، ومناقشة أهم الحلول في ظل أزمة عدم توافر الرقائق الإلكترونية.
بحيث أن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” يرى أن تراجع إمداد الرقائق الإلكترونية لقطاع صناعة السيارات، أمر يدعو إلى القلق والتخوف من هذه القضية.
كما وتسعى هذه الدول المتطورة من أجل بذل الجهود في سبيل حل أزمة الرقائق الإلكترونية هذه، كونها تعتبر دول متقدمة جداً في مجال التكنولوجيا والصناعات، وقد تم تأجيل الاجتماع التالي للولايات المتحدة مع اليابان، إلى 16 نيسان 2025.
وقد أثر نقص الرقائق الإلكترونية على شركات السيارات العالمية بشكل كبير، وبدى ذلك بشكل واضح حين تراجعت إنتاجياتها بقوة في أسواق السيارات.
كما وقد حققت هذه الشركات خسائر كبيرة في ظل أزمة الرقائق الإلكترونية، بحيث قُدرت هذه الخسائر بقيمة أكثر من 60 مليار دولار أمريكي، وذلك في الربع الأول من العام الحالي 2025.
وتعمل اليوم شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية بجهود كبيرة، ذلك من أجل إعادة توفير هذه الرقائق بشكل أكبر من السابق، ليعود نشاط قطاع صناعة السيارات لسابق عهده.
بحيث ستنفق شركة “INTEL” في تصنيع الرقائق الإلكترونية مبلغ حوالي 20 مليار دولار أمريكي، وذلك في ظل تسخير مصانع جديدة لصنع هذه الرقائق، في الولايات المتحدة الأمريكية، وبشكل خاص في مقاطعة أريزونا.
وقد خفضت شركة السيارات العالمية “Ford Motors” من إنتاجها للسيارات، تزامناً مع أزمة الرقائق الإلكترونية، كما وقد أوقفت إنتاجها من شاحنة “F 150” مؤخراً.
وأعلنت عن أن ذلك الإيقاف في الإنتاج يعتبر مؤقت لحين توفر الرقائق الإلكترونية مجدداً، بحيث أن السيارات تعتمد بنسبة ما يقارب 40% على الرقائق الإلكترونية في تصنيعها.
كما ويعاني اليوم قطاع صناعة السيارات من نقص في حجم العرض، مع زيادة كبيرة في حجم الطلب على الرقائق الإلكترونية، مما أسهم في زيادة أسعار هذه الرقائق من قبل شركات التصنيع.
فقد زادت أسعار الرقائق الإلكترونية في الآونة الأخيرة، وارتفعت بمعدل حوالي 20% في الربع الأول من العام الحالي 2025، ويرى الكثيرون أن ارتفاع أسعار هذه الرقائق سيقوم برفع أسعار السيارات بشكل أكبر في الأيام المقبلة.
وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية اليوم مع كبار التكنولوجيا من أجل حل هذه المشكلة، ومحاولة لإعادة توازن الأسواق العالمية، بحيث أن أزمة الرقائق الإلكترونية هي أزمة تجتاح العالم بأكمله.
ومن المتوقع أن تستعيد مصانع السيارات نشاطها، بالإضافة إلى إعادة إنتاجها بشكل أكبر، وذلك فور توافر الرقائق الإلكترونية مرة أخرى.