دخول روسيا سباق السيارات الكهربائية

أدركت البشرية في القرن الواحد والعشرين أنّهم على عتبة فقدان آخر رمق من المواد الطبيعية التي تُستخدم في تشغيل السيارات العادية التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي عن طريق الوقود الأحفوري, وبسبب احتواء هذا الوقود على كمية من الغازات التي تلوث البيئة, كان لابد من العثور على بدائل.
ظهر في العقد الماضي عدد من الدول المتنافسة في مجال انتاج “السيارات الكهربائية” وفي مقدمتها روسيا، حيث أعلنت وزارة الصناعة والتجارة الروسية عن السيارة الكهربائية الصغيرة “زيتا” التي تُعد أول سيارة روسية كهربائية فريدة من نوعها. قال وزير الصناعة والتجارة الروسي دنيس مانتوروف أنّ الشركة الخاصة زيتا تصمم سيارة تعمل على الكهرباء, تمتلك هذه السيارة ثلاثة أبواب ومقعدين وتعتمد في دفعها على أربعة محركات كهربائية مركبة على صرة العجلات بقوة ١٨٠١ كيلو وات لكل محرك, بفضل هذه البنية المعقدة تنطلق السيارة بسرعة قصوى تبلغ حوالي ١٢٠ كلم، وذكرَ أنّ شهادات الترخيص لهذه السيارة صارت في مراحلها النهائية، وقالَ: “آمل في أن يبدأ انتاجها في القريب العاجل”, مضيفاً أنه يتابع شخصيا سير مشروع هذه السيارة.
سيارات ما قبل عصر زيتا
في حين يبدو الكلام النظري مقنعاً ومنطقياً جداً حولَ هذه السيارة, إلا أنّ المحللون يملكون آمالاً ضعيفة لإنتاجها في المستقبل، يُعزى ذلك إلى ضعف البنية التحتية لشحن بطاريات السيارات, وبهذا تُعتبر روسيا الدولة المصدرة للنفط والغاز على مستوى العالم ضعيفة في إدارة مشاريع سيارات كهربائية ناجحة.
أخذت سيارة زيتا الكثير من الانتباه قبل انتاجها في العام المقبل، لذلك حالياً لنعد قليلاً إلى الوراء.. تُعد السيارة الكهربائية “تسلا” الأكثر شهرة حالياً في روسيا, لقد قام بانتاجها رجل الأعمال الأمريكي والمخترع اليون ماسك، يتراوح سعرها مابين ٣.٧ و ٩.٨ مليون روبل, أي بعشرة أضعاف سعر السيارة المُنتظرة زيتا.
سوق روسيا للسيارات الكهربائية
على مدى العقد الماضي, كان مجال الطاقة الكهربائية في روسيا بطور تقدم مستمر, إلا أنّه برغم هذا لم يلقى أرباحاً كافية لجهوده، يُعزى السبب إلى قلة التمويل في هذا المجال ولأنّ السيارات المستوردة كانت مرغوبة أكثر في سوق الشراء, كما أنّ القانون الذي سمح للسيارات الكهربائية القيادة في الشارع الروسي ظهر فقط في عام ٢٠١١.
مع تطور الحياة خضعت هذه القوانين الى تغيرٍ في مضمونها, فأصبحت تتحدث عن فوائد ومميزاتٍ استثنائية لسائقي السيارات الكهربائية، ومنها: مسار مخصص لهم وتخفيضات ضريبية عليهم.
الأسباب التي دفعت روسيا الى انتاج سيارات كهربائية
كانت في مقدمة الأسباب التخلص من التعقيد الميكانيكي بكل قِطَعه المركبة داخل محرك السيارة العادية، وتوفير الوقت والمال في صيانة السيارة الكهربائية لأنها أقل تعقيداً من السيارة العادية, بالإضافة إلى الهدوء الذي سينعم به الجميع من دون وجود صوت محرك مزعج, الإعفاء من الجمارك لمدة قصيرة، عزم المحرك الكهربائي أعلى من المحرك العادي الأمر الذي يساعد السائق في اجتياز المنحدرات الصعبة بشكل أقل صعوبة, السيارات الكهربائية هي المستقبل حيث ستزيد نسبتها عام ٢٠٢٥ عن نسبة السيارات العادية, كما أعلنت بعض الدول مثل الصين عن حظر السيارات العادية كلياً في شوارعها عام ٢٠٣٠، عملية للاستخدام داخل المدن، انخفاض كبير في سعر السيارة وكلفة تشغيلها (كلفة الوقود), وأخيراً التقليل من التلوث الهوائي وزكام الأنف وأمراض الجهاز التنفسي الذي يسبيه الغاز المُنبعث من محرك السيارة العادية.

Scroll to Top