التجارة الإلكترونية الإماراتية تحقق مكانة بارزة، باعتبارها القطاع الاقتصادي ذو النمو الأسرع في الشرق الأوسط. وذلك من ناحية قيمة المبيعات، مدفوعاً بارتفاع مستوى الاتصال الرقمي والنمو الكبير والبنية التحتية في قطاع الإلكترونيات والملابس والأحذية. وجاء ذلك تبعًا لتقرير قطاع التجارة الإلكترونية في الإمارات والشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025.
تقرير قطاع التجارة الإلكترونية
وشمل التقرير موضوع التغييرات الديناميكية التي تحدث في سوق التجارة الإلكترونية. وكما أعطى نظرة عامة إقليمية عن قطاع التجارة الإلكترونية، بالإضافة لتقييم النمو فيه وعن الفرص المستقبلية. وقد راعى التقرير محركات النمو الرئيسية والاتجاهات،وأيضًا التحول الرقمي الذي حصل نتيجة جائحة “كوفيد19”. وتطرق التقرير للتقدم التكنولوجي الذي أعاد تشكيل الصناعة من جديد.
التجارة الإلكترونية الإماراتية مستمرة في نموها
أفاد المدير التنفيذي للمنطقة اللوجستية في “دبي الجنوب” محسن أحمد بأن التجارة الإلكترونية الإماراتية مستمرة في نموها التصاعدي. لذا يُهيئ ذلك فرصة للشركات لتوسع عملياتها، ولستثمر الإمكانات الكثيرة في التجارة الإلكترونية.
وأدى القطاع اللوجستي دورًا رئيسيًا في تقوية اقتصاد دبي وبالمجمل عزز اقتصاد الإمارات العربية المتحدة ككل. وساهم القطاع في ترسيخ مكانة دبي كمركزاً رئيسياً للتجارة الإلكترونية في المنطقة، مما يعمل على جذب الشركات الرائدة صنع منظومة مستدامة لبعضها.
وإن الانتقال للدفع الإلكتروني، وتحويل الطاقات التكنولوجية لتجارب يعد أكثر أمانا وأسرع من الاتجاهات الأساسية التي تؤثر في التجارة الإلكترونية الإقليمية. وكما تؤدي أول منطقة تجارة إلكترونية في المنطقة (إي.زي.دبي) دوراً مهماً في ذلك.
الإمارات والسعودية الأول بمبيعات التجارة الإلكترونية
وأظهر التقرير في نتائجه بأن نمو التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، يستند بشكل رئيسي على ما تحققه الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعوديةإذ تمثلان 75% من إجمالي مبيعات التجارة الإلكترونية في عام 2025.
وترجع هذه النسبة إلى القوة الشرائية العالية في الدولتين، بالإضافة لشبكة قنوات التواصل الاجتماعي الواسعة ولزيادة معدلات انتشار الهواتف الذكية فيها، مقابل دول المنطقة.
الثورة الرقمية هيكلت تجارة التجزئة لسنوات قادمة
من جهته، قال مدير عام وكالة “يورومونيتور إنترناشونال” في دبي حسين دوغان إن الثورة الرقمية ساهمت في هيكلة تجارة التجزئة من جديد لسنوات قادمة. مما أدى لظهور منظومات تجارية ونماذج أعمال وقنوات جديدة للوصول إلى العملاء.
وكما سرعت جائحة عملية التحول الرقمي، وكانت التجارة الإلكترونية الحل الأساسي في الإغلاق للعديد من المستهلكين.
ومن الممكن بحسب الوكالة أن يكون نصف نمو القيمة المطلقة لقطاع التجزئة العالمي في الفترة من عام 2025 إلى عام 2025 من العمليات الرقمية. ويقابل ذلك ما قيمته 1.4 تريليون دولار في نمو القيمة المطلقة، مع ازدياد عمليات بيع السلع عبر الإنترنت.
وسيمثل هذا مايقارب حجم القيمة الإجمالية للمنتجات المباعة في قنوات البيع بالتجزئة قبل خمس سنوات. في حال وضع هذا النمو المتوقع في التجارة الإلكترونية في سياقه الصحيح. وقد أصبح قطاع التجارة الإلكترونيةالإماراتية ومنطقة الشرق الأوسط بالإجمال جاهزا لتحقيق النمو.
الإمارات الأولى في الأسواق الناشئة
يظهر مؤشر الاتصال الرقمي للوكالة، والذي يقيس المشهد الرقمي، تفوق الإمارات على نظيراتها في الأسواق الناشئة على هذا المؤشر. وهذا نتيجة بنيتها التحتية المتطورة، بالإضافة لمهارة سكانها في استخدام التكنولوجيا.
فيما لاحظت “جي إل إل” أنه من بداية جائحة كورونا ازداد انتشار التجارة الإلكترونية. فقد ارتفع من 3% في عام 2019 إلى 5% في 2025 في أنحاء المنطقة.
وجاء ذلك متوافقا مع استمرار جهود “جي إل إل” في تقديم الحقائق حول تأثير التجارة الإلكترونية على قطاع الخدمات اللوجستية للبيع بالتجزئة.
وكما كان أداء تجار التجزئة في منصات التجارة الإلكترونية والمنصات الرقمية أفضل بشكل كبير من منافذ البيع التقليدية. والتي من جهتها عانت ضغوطاً في فترات الإغلاق. وتبعا للتقارير فأن المنطقة استفادت كثيرا من البنية التحتية القوية والمؤهلة لانتشار التجارة الإلكترونية.
بدوره، بين مؤشر الأداء اللوجستي للبنك الدولي 2018، أن الإمارات تصدرت المرتبة 11 عالمياً والأولى إقليمياً . وذلك في كفاءة الجمارك والبنية التحتية القوية والخدمات اللوجستية الجيدة. ونتج عن كل دعم مكانة الدولة كمركز رائد في الخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية.
شركة “جي إل إل” تدعم الشركات في التحول الرقمي
في السياق ذاته، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة “جي إل إل” تييري ديلفو، في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا بأنه لا يزال سوق العقارات العالمي متأثرا بالتكنولوجيا نتيجة تفشي الجائحة. الأمر الذي ساعد في الإسراع في وتيرة التحول الرقمي.
ويتبين ذلك في قطاع التجزئة بشكل خاص إذ يتسوق المستهلكون من خلال الإنترنت بشكل أكبر من أي وقت مضى. مما جعل تجار التجزئة مضطرون لإعادة تشكيل عملياتهم من أجل التكيف مع الظروف المتغيرة في المجتمع الذي بات اعتماده على التجارة الإلكترونية.
وأعرب ديلفو عن سعادته بالتعاون مع «إي.زي.دبي» و«يورومونيتور» لتبادل المعلومات عن الاتجاهات المؤثرة في سوق الخدمات اللوجستية لأنشطة التجزئة. وكما قال أن الشركة تسعى لدعم الشركات في المنطقة، بهدف الاستفادةمن طاقات نمو التحول في لهذا القطاع.
ويتم الإشارة إلى أن التقرير يتوقع نمو تجارة التجزئة في المتاجر،بمعدل سنوي مركب نحو 1% في الفترة من 2019 إلى 2025. في وقت من المرجح نمو التجارة الإلكترونية بمعدل سنوي مركب في نسبة 19% في الفترة نفسها. وبغض النظر عن تأثير الجائحة، قد يرتفع انتشار الإنترنت في الشرق الأوسط بنسبة 6% بقدوم عام 2025، مقابل ب 3% في 2019.
إقرأ أيضًا
اجتماع الدول السبع القادم سيناقش التهرب الضريبي لشركات التكنولوجيا الكبرى