تستمر أزمة الغاز العالمية وارتفاع أسعار الغاز حول العالم بشكلٍ جنوني للأسبوع الثاني على التوالي. وذلك بعد أن حذرت عدة تقارير من مستويات التخزين المنخفضة في دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والعراق والولايات المتحدة، والارتفاع المفاجئ في أسعار الغاز الطبيعي. وذلك على خلفية استمرار الطلب القوي من المشترين حول العالم مثل الصين.
ارتفاع أسعار الغاز حول العالم وتوقعات بارتفاع التضخم
تشهد مناطق كثيرة حول العالم أزمة غاز كبرى تهدد باستمرار ارتفاع أسعار الغاز حول العالم، وتهدد الإنتاج العالمي للأغذيّة. حيث شهد سعر الغاز الطبيعي أعلى مستوياته على مستوى العالم. خصوصًا في دول أوروبا وآسيا التي وصلت الأسعار فيها إلى ثلاثة أضعاف أسعار الغاز في الولايات المتحدة وكندا.
تأتي أزمة الغاز الجديدة، وفقًا لتقريرٍ نشر مؤخرًا من كابيتال إيكونوميكس في الرياض، بسبب الظروف الجوية القاسية وغير المعقولة. حيث أنها أدت إلى فترات أطول من الطلب على التبريد والتدفئة. كما وناقش التقرير زيادة الطلب على الغاز من الصين مع استمرار الانتعاش من الوباء. أيضًا، ناقش التقرير أحد اسباب ارتفاع أسعار الغاز على مستوى العالم نتيجة انقطاع إنتاج العديد من مصانع الغاز الطبيعي المسال، وقرارات روسيا التي تحدّ من الصادرات عبر أوكرانيا للاتحاد الأوروبي لأسباب سياسية. والذي أدى إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب، وزيادة أسعار المنتجات الأوروبية المصدرة كذلك.
حاليًا، التأثير الأكثر وضوحًا للأزمة يقع في أوروبا، حيث أضاف ارتفاع تضخم الغاز والكهرباء نسبة 0.5% إلى تضخم مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي منذ بداية العام. وذلك بعد أن ارتفعت أسعار الغاز الأوروبي بنسبة 290% منذ بداية الربع الثاني لعام 2025. والتي أدت لتسجيل مؤشرات الأسهم الأوروبية، خصيصًا الشركات الغذائية، أدنى مستوياتها التاريخية. ثم لحقها ارتفاعات فورية بأسعار الغاز الطبيعي كذلك في آسيا بنسبة 260%. بينما أثرت الأسعار المرتفعة للغاز بالولايات المتحدة واليابان على أسعار الكهرباء كذلك.
أما في المملكة المتحدة، فقد وجدت نفسها شركات التغذية تواجه ارتفاعاً هائلاً في أسعار الغاز. حيث أنها اضطرت، وفقًا لمنظمة صناعة الأغذية البريطانية، إلى دفع خمسة أضعاف ثمن غاز ثاني أكسيد الكربون كجزء من صفقة حكومية مع شركة أمريكية لاستئناف الإنتاج في المملكة المتحدة. حيث تضاعفت أسعار طن الغاز من 200 جنيه إسترليني إلى 1000 جنيه إسترليني، وفقًا لوزير البيئة.
تحذيرات من العراق حول ارتفاع أسعار الغاز حول العالم
حذر العراق بدوره من تفاقم أزمة الغاز العالمية. حيث بين وزير النفط العراقي في مقابلةٍ مع وكالة بلومبيرج أن هناك قلقًا جديدًا من أن أزمة إمدادات أسواق الغاز الطبيعي ستجبر الشركات على اعتماد أنواع بديلة من الوقود. مما سيسبب أيضًا زيادة الطلب على النفط. الذي سيستمر في الارتفاع أيضًا على الأرجح.
وكان الوزير قد صرح سابقًا خلال مؤتمر”جاستيك” لصناعات الغاز والهيدروجين، إن العراق مستعدٌ لضخ مزيد من الخام. وذلك في حال إذا كانت الزيادة في الاستهلاك العالمي تستدعي ذلك. كما وأكدّ استعداده للزيادة بشرط الاتفاق داخل أوبك حصرًا. فيما توافق نيجيريا، أحد دول أوبك أيضًا رأي العراق، مشيرًا رئيس شركة النفط الحكومية النيجيرية، إن النفط قد يرتفع عشرة دولارات أخرى بسبب نقص الغاز في حال عدم التحرك.
وواصل الوزير جبار أيضًا في مقابلته أن العراق الإنتاج النفطي للعراق زاد عن 4 ملايين برميل يومياً الشهر الماضي. مبينًا إن العراق يستطيع رفع هذا الرقم إلى 5 ملايين بمجرد أن تنهي أوبك + قيود العرض في النصف الثاني من عام 2025.
كما وقال جبار أيضًا أن العراق يخطط لإنتاج حوالي 4 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز بحلول عام 2025. والذي ستساعد فيه استثمارات شركة TotalEnergies في مشاريع تطوير الغاز في العراق. والتي يجب أن تكون قادرة على ضخ 600 مليون قدم مكعب في اليوم من ثلاثة حقول تنتج النفط في مناطق الغالب- مجنون، وغرب القرنة 2، ورطاوي. لكن هذ الإنتاج لن يكون للتصدير، حيث سيستخدم الغاز الإضافي محليًا فقط وفقًا لتصريحات سابقة.
توقعات بهبوط الأسعار قريبًا
حاليًا، يتوقع تقرير كابيتال إيكونوميكس أنه من المرجح أن يرتفع تضخم الغاز والكهرباء بنسبة 16% عالميًا مع استمرار ارتفاع أسعار الغاز حول العالم. كما ويبدو أن النفط سيستقر على ارتفاعٍ عند 155 دولارًا لبرميل النفط، نتيجة نقص الفحم وطاقة الرياح. بينما جرى تداول النفط خام برنت فوق 75 دولارا يوم الأربعاء.
ومع ذلك، توقع المحللون بالتقرير أنه بحلول الربع الثاني من عام 2025 ستكون الأسعار تحت ضغط هبوطي مستمر. حيث ستحفز الأسعار الحالية العرض. لكن سيكون هناك عبء على النشاط في معظم الاقتصادات، خصيصًا الناميّة. حيث أن ارتفاع أسعار المرافق العامة سيؤثر على الدخل المتاح للإنفاق التقديري. ومن المتوقع أن تعاني دول الشرق الأوسط غير النفطيّة من ارتفاعٍ بنسبة 80% على أسطوانات الغاز بنهاية 2025. وقد تكون هناك عواقب وخيمة على صناعة الطاقة في الدول الصناعية، خصوصًا المملكة المتحدة.
اقرأ أيضًا:
فرص عمل جديدة في السويد للمهاجرين بعد تمويل حكومي بمليار دولار للوظائف 2025
مشاريع الخمسين في الإمارات-50 مبادرة لتقوية وتنويع اقتصاد الإمارات العربية المتحدة
مقبرة الإطارات الضخمة في الكويت سيعاد تدويرها بشكلٍ كامل ضمن مبادرة بيئية حكومية