ثقة المستهلكين في تركيا تتراجع بعد إغلاق شامل دام لمدة 17 يوماً بسبب كورونا

ثقة المستهلكين في تركيا قد تراجعت إلى 77.3 نقطة في أيار (مايو) بعد أن كانت 80.2 في شهر نيسان (أبريل)، محققةً أقل مستوى منذ أيلول (سبتمبر) العام الماضي . جاء هذا بعد إغلاق شامل امتد لـنصف شهر تقريباً بسبب تداعيات فيروس كورونا في البلاد. كما ذكر معهد الإحصاءات التركي، مؤخراً.  إن المؤشر صعد لثلاثة أشهر متعاقبة حتى آذار (مارس). حينها بلغ ذروته منذ آب (أغسطس) 2018، ثم انخفض في نيسان, وفقاً لرويترز.

أهمية المسح الشهري في قياس مؤشر ثقة المستهلكين في تركيا

الأمر الذي يجعل المسح الشهري مهماً هو أنه يقيس تقييمات المستهلكين وتوقعاتهم بشأن الوضع المالي والوضع الاقتصادي العام ، وكذلك اتجاهات الإنفاق والادخار. وقد ظهرت من خلاله التقييمات التالية :

  • انخفض مؤشر ثقة المستهليكن في تركيا لشهر مايو. الذي تم حسابه بشكل مشترك بين معهد الإحصاء التركي والبنك المركزي من خلال قياس اتجاهات المستهلكين ، بمعدل 3.6 ٪ عن أبريل. ويتم تقييم مؤشر ثقة المستهلكين ، المحسوب من نتائج الاستطلاع ، في نطاق 0-200. الذي سيدعو إلى التفاؤل عندما يكون المؤشر أعلى من 100 والتشاؤم عندما يكون أدناه.
  • كما تدهورت جميع المؤشرات الفرعية هذا الشهر. حيث عانت توقعات الوضع المالي لمؤشر الأسر أكثر من غيرها. كذلك , انخفض المؤشر الفرعي بنسبة 5.5 ٪ . مما يشير إلى أن عددًا قليل من الناس كانوا يتوقعون وضعاً مالياً أفضل في الأشهر الـ 12 المقبلة.
  • كما تراجعت توقعات الوضع الاقتصادي العام خلال الاثني عشر شهرًا القادمة بنسبة 4.9٪ على أساس شهري في مايو.
  • وتراجع مؤشر الوضع المالي للأسر في الوقت الحالي مقارنة بالسنة الماضية بنسبة 3.8٪ خلال نفس الفترة.
  • سجل مؤشر تقييم إنفاق الأموال على السلع المعمرة على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.7٪ عن الشهر الماضي.

تأثُّر مؤشر ثقة المستهلك بالوضع الاستثماري في البلاد

تعددت الأسباب التي من شأنها التأثير على مؤشر ثقة المستهلكين في تركيا ومنها : ركود قطاعي الاستثمار والاقتصاد في تركيا إلى أجل غير معلوم. جدير بذكره أن حالة الركود هذه بدأت منذ فترة طويلة تقارب الثلاث سنوات. يذكر حينها أن الإصلاحات الاقتصادية قد علّقت في ذاك العام 2018. كذلك القيود المفروضة على تركيا من قبل دول الجوار بشكل خاص دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية . فضلاً عن التوترات المتشكلة بينها. التي أدت بدورها إلى تطبيق عقوبات اقتصادية أوروبية أميركية على تركيا. مع توقعات بتطبيق عقوبات ثانية عليها في العام الحالي .

العوامل المؤثرة على مؤشر ثقة المستهلك

من النقاط سلبية تؤثر على مؤشر ثقة المستهلكين في تركيا: إنّ تغير تركيا من نظام برلماني إلى نظام رئاسي في تموز (يوليو) 2018، بعد استفتاء عام 2017 وانتخابات رئاسية في حزيران (يونيو) 2018. قد نتج عنه صعوبة استقلال البنك المركزي ومخاوف تتعلق بعدم التزام الحكومة بأحكام القانون. بالإضافة إلى التحول إلى النظام الرئاسي والوضع الاقتصادي المتراجع والعلاقات المتوترة بين تركيا والدول الأوروبية .  فضلاُ عن كون تركيا مثقلة بالديون التي يجب عليها سدادها من جهة وتراجع الاستثمار الأجنبي في تركيا من جهة أخرى. وأخيراً تداعيات فيروس كورونا في البلاد.

من مقالاتنا :

 

Scroll to Top