تقوم الحكومة الصينية اليوم بخلق حالة من التوتر في شركات التكنولوجيا الصينية، إذ تزيد الصين من القوانين الصارمة التي تخضع لها شركات التكنولوجيا، حيث تعتبر هذه الهجمات على هذه الشركات الصينية بمثابة حرب تشنها الحكومة الصينية عليها.
حيث تقوم شركات التكنولوجيا باستخدام بيانات المستخدمين بأي طريقة، حتى ولو كانت تلحق ضرراً بالمستهلكين، ذلك من أجل أن تكسب هذه الشركات المزيد من الأرباح، وتحقيق شعبية عالية حول العالم.
كما يرى الكثير من المحللين أن التجارة ببيانات المستخدمين من قبل شركات التكنولوجيا، تعد تجارة مربحة جداً بالنسبة لهم، حيث تزيد بشكل كبير من إيراداتهم، مما يرفع من حصص أسهمهم في الأسواق.
وقد شهدت الصين في الآونة الأخيرة حالة من القلق نتيجة لانتهاك شركات التكنولوجيا لبياناتهم الشخصية، مما زاد من حالة التخوف تجاه هذه الشركات.
الأمر الذي أدى إلى تحرك الحكومة الصينية بشكل كبير، وفرض المزيد من القواعد الصارمة والإجراءات الرقابية على شركات التكنولوجيا، بشكل أكبر مما كانت عليه سابقاً.
وبسبب هذه الاتهامات التي قد وجهت لشركات التكنولوجيا، انخفضت أسعار أسهم هذه الشركات في الأسواق المالية العالمية، وتراجعت ثقة المستخدمين بهذه الشركات.
وعلى الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققتها شركات التكنولوجيا الصينية عالمياً، مثل شركة “JD.com” وشركة “Ali Baba” المشهورة بشكل كبير، بالإضافة إلى شركة “Tencent” الصينية المعروفة عالمياً بالألعاب التي تصدرها حيث بلغت إيراداتها لعام 2019 حوالي ما يقارب 377.3 يوان صيني.
إلّا أن هذه الشركات اليوم تخضع لهجمات الحكومة الصينية عليها، بالإضافة إلى الرقابة الشديدة عليها، كما وتعتبر شركات التكنولوجيا الصينية قد استفادت قدر الإمكان من بيانات المستخدمين حول العالم، فأصبحت ذات سمعة قوية جداً.
ولكنها اليوم تفقد ميزاتها الجميلة لتطل علينا بخفاياها السيئة، الأمر الذي أدى إلى استياء المستخدمين، مما دفع الحكومة الصينية لفرض المزيد من إجراءات التدقيق الداخلي والخارجي على هذه الشركات.
والأمر الذي زاد من تخوف المستهلكين أكثر عمليات الإقراض الفوضوي التي تحدث على مواقع الإنترنت، حيث تم توجيه العديد من الاتهامات إلى هذه المنصات التي تقوم بهذه العمليات.
ويعتقد الكثير من الناس أن المشكلة قد بدأت عندما قام “جاك ما” مؤسس شركة “Ali Baba”، بتوجيه انتقادات للنظام المالي في الصين بشكل علني في شهر تشرين الأول من العام الماضي 2025.
ومن المتوقع أن تستمر أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الصينية بالانخفاض، نتيجة للاستياء العام من قبل المستخدمين، بالإضافة إلى تركيز جهود الحكومة الصينية على هذه الشركات، حيث يُعتقد أن شركات التكنولوجيا قد أصبحت قوية جداً، وتحتاج إلى رقابة وتدقيق بشكل أكبر مما كانت عليه الإجراءات سابقاً.
ويرى الكثير من المحللين أن هذه الإجراءات الصارمة التي تقرها الحكومة الصينية على شركات التكنولوجيا في الصين هي قواعد وتشريعات ضرورية جداً، على الرغم من أنها جاءت في وقت متأخر، ولكن من المتوقع أن تحل الكثير من المشكلات.
حيث عبرت الحكومة الصينية عن قلقها جراء هذا النمو الكبير في شركات التكنولوجيا الصينية، من خلال قوانين رقابية أكبر من السابق.
كما وقد عبر المستخدمين عن قلقهم تجاه بياناتهم وخصوصياتهم التي تنتهكها هذه الشركات، مما دفع الرئيس الصيني “شي جين بينج” إلى إخضاع هذه الشركات إلى المزيد من إجراءات التدقيق، ذلك من أجل معالجة عمليات الاحتكار التي تقوم على الإنترنت.