امتلئت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات عن طوابير الفيول والبنزين في بريطانيا بالآونة الأخيرة. حيث نقلت وسائل الإعلام العديد من الصور والفيديوهات لصفوف سيارات طويلة معظمها في مدن إنجلترا الكبرى كالعاصمة لندن. بينما ومن جهةٍ أخرى نقلت العديد من وسائل الإعلام عدة أسباب وراء الأزمة الغير مسبوقة في المملكة المتحدة. فما سبب الأزمة الحقيقي؟، وهل المملكة المتحدة حقًا تعاني من نقص في إمدادات الوقود؟
ملايين السائقيين البريطانيين بلا وقود!
مازال يكافح ملايين السائقيين البريطانيين لعدة ساعات يوميًا في طوابير لملء سياراتهم بالبنزين والفيول. حيث أفادت عدة وكالات إعلام بريطانية عن نفاد أكثر من 90% من الوقود في المضخات بكافة أنحاء المملكة المتحدة. كما وقد نقل البعض الآخر عدة معارك اندلعت بين الناس في المحطات على خلفية أزمة الوقود في بريطانيا.
كذلك، خفت حركة المرور بشكلٍ كبير بأغلب المدن على خلفية الأزمة إلى مستويات مشابهة لإغلاق وباء كورونا. بينما يحاول السائقيين البريطانييت بيأس تعبئة خزانات سياراتهم. كما وكأي أزمة وقود أخرى، فقد جلبت الصفوف الطويلة المزيد من الهلع للناس الذين سارعوا بشكلٍ أكبر لملء خزاناتهم لأنهم قلقون من حدوث نقص كبير. الأمر الذي أدى لزيادة الطلب وإجهاد الإمدادات المتاحة.
لكن أزمة البنزين في المملكة المتحدة ليست مشابهة لأزمات أخرى مثل تلك في سوريا ولبنان أو بعض الولايات الأمريكية. والتي كان لديها نقص في المشتقات النفطية. حيث كشفت عدة تقارير رسمية وإعلامية أن المملكة المتحدة لا تعاني حقًا من أي نقص في إمدادات البترول. بل أن الأزمة بشكلٍ أو بآخر بسبب تأخر النقل، والذي أتى من نقصٍ في سائقي الشاحنات، والهلع من قبل الناس بشكلٍ رئيسي بعدها. ولكن لماذا نقص السائقين للشاحنات النفطية؟.
أسباب طوابير الفيول والبنزين في بريطانيا
نقص سائقي الشاحنات
تشهد المملكة المتحدة نقصًا حادًا في سائقي الشاحنات، تزامنًا مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. حيث أصبحت الوظيفة كسائق شاحنة أقل جاذبية للبريطانيين الذين يرون أن الدفع لسائقي الشاحنات لا يتناسب أبدًا مع طبيعة العمل المتطلبة. بينما سابقًا كانت الكثير من الصناعات والشركات تملء صفوفها من عاملين قادمين غالبًا من دول أوروبا الشرقية. والذين كانوا يرغبون بالهجرة للدول الأكثر ثراءً في الاتحاد الأوروبي.
كانت كلاً من المملكة المتحدة مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا تعتمد على هؤلاء المهاجرين الذين كانوا مسرورين بقيادة الشاحنات. والحصول على أموال أكثر مما يمكنهم كسبه في دولهم. ووفقًا للإحصاءات الوطنية ببريطانيا، فقد كان هناك أقل بحوالي 16000 من مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعملون كسائقي مركبات بضائع ثقيلة في مارس 2025، مقارنة بالعام الماضي. بينما قدرت جمعية النقل البري في المملكة المتحدة أن هناك نقصًا الآن بحوالي 100000 عامل. خمسهم بسبب نقص العمال الأجانب.
كما واعترف وزير النقل جرانت شابس بالفعل أن قرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي كان “عاملاً” في الفوضى الحاصلة بالأزمة. ثم أصرّ على عدم وجود نقص فعلي في احتياطيات البنزين والديزل. ومؤكدًا أنها مجرد مشكلة قصيرة الأجل. وناجمة عن نقص سائقي الشاحنات الثقيلة لتوصيل الشحنات من محطات التوزيع إلى المضخات.
يقدر عدد سائقي الشاحنات الذين أجبروا للعودة إلى بلادهم في الاتحاد الأوروبي 25 ألف عقب خروج بريطانيا. ثم لحقها متطلبات تأشيرات صارمة لأولئك الراغبين بالعودة. لكن قررت الحكومة مؤخرًا أنها ستعطي 5 آلاف تأشيرة إضافية “مؤقتة” لسائقين من كل أنحاء العالم لتوسيع مجموعة العمال.
وباء كورونا المتفشي في بريطانيا
كذلك، شدد الخبراء أيضًا على أن تداعيات فيروس Covid-19 هي جزء كبير من فوضى طوابير الفيول والبنزين في بريطانيا. حيث تم إيقاف تدريب واختبار سائقي الشاحنات مؤقتًا أثناء عمليات الإغلاق بشكلٍ مكثف. ثم سبب هذا فجوة في التوظيف لا يمكن تغطيتها بسهولة.
هذه الاضطرابات الوبائية لـفيروس Covid-19 جعلت ظروف العمل سيئة، ومنفرة للعديد من الناس. حتى المهاجرين الباحثين عن عمل. كما وحتلى المتقمون يعانون من مشاكل. حيث أنه بسبب عمليات الإغلاق على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية. فهناك ما يصل إلى 40000 من المتقدمين لإجراء اختبار سائق شاحنة، لم يتمكنوا من القيام بذلك.
أزمة طوابير الفيول والبنزين في محطات بريطانيا ستستغرق عدة أشهر!
أكدّ تقريرٌ لوكالة بلومبيرج أن محطات الوقود في المملكة المتحدة ستستغرق أسابيع للعودة إلى طبيعتها. حيث سيتعين على سائقي السيارات في المملكة المتحدة الانتظار أسابيع حتى تعود إمدادات الوقود إلى طبيعتها. ووفقًا للتقريرن فما زالت أكثر من ربع محطات الخدمة في المملكة المتحدة ليس لديها وقود بعد أسبوع منذ بدء الأزمة. بينما ونسبة 27% أخرى لديها درجة واحدة فقط في المخزون.
كذلك، أشارت جمعية تجار التجزئة للبترول في المملكة المتحدة. أنه هناك أيضًا العديد من محطات الخدمة لا تزال مغلقة. لكن ومع الإجراءات الظارئة للحكومة بنشر أسطول من الناقلات الاحتياطية. ووضع الجيش في حالة تأهب لقيادة الشاحنات، قد خففت من حدّة الأزمة. لكن لم يكن هناك ما يشير إلى أن السائقين كانوا يستجيبون لنصائح الوزراء لإبطاء مشترياتهم. مما يعني أن شحنات الوقود كانت وماتزال بالكاد قادرة على مواكبة الطلب.
اقرأ أيضًا:
طريقة بحث جديدة من جوجل تجمع بين الصور والنص بتقنيات تعتمد على الذكاء الصنعي!
مشاكل وأخطاء بتحديث iOS 15 يشكي منها مستخدمي الأيفون والحل 1.iOS 15
السماح بتداول العملات الرقمية في دبي المنطقة الحرة بعد حظر الصين الأخير