أشادَت عدة هيئات مغربية معنية بحقوق الإنسان والصحة في بيانٍ لها بمشروع القرار للرئيس الأمريكي جو بايدن الداعي إلى رفعٍ مؤقت عن حقوق حماية الملكية الفكرية للقاحات فيروس كورونا.
وترى الهيئات التي أجتمعَت على توقيع البيان المساند أنه يجب البدء بتسريع إنتاج اللقاحات دولياً. حيثُ عدتها الحل الوحيد للتغلب على الوباء.
المطالب من الجمعيات بالرفع الفوري لحقوق ملكية لقاحات كورونا
يبين الفاعل المدني مولاي أحمد الدريدي أن عدة هيئات مغربية قد دعمَت هذا القرار بتوقيع بيان مشترك من أجل السماح بإعطاء براءة اختراع اللقاحات التي تتحكم فيها شركات أمريكية على وجه الخصوص. مع تطبيق توجيهات مسيرة من منظمة التجارة العالمية. كما يرى أن موقف الرئيس الأمريكي وقراره برفع الاقتراح على البرلمان الأمريكي “قرار تاريخي”.
فقد كانَت الولايات المتحدة دوماً ضدّ الأدوية “الجنيسة” خلال فترة الوباء. كما حذرَت الدول من المضي باتجاهها حتى تقر منظمة الصحة العالمية فعاليتها. ويبين الدريدي أن القانون مهمٌ جداً، حيثُ من شأنه أن ينقذ المغاربة والقارة الإفريقية. كما أعربَ عن استيائه من التفاعل السلبي للمقترح من قبل مجلس النواب لحدّ الآن.
ويشمل البيان الذي وقعَت عليه عدة جمعيات أن “تقوم جميع الحكومات بتقديم الدعم العاجل واللازم لهذا الاقتراح الرائد الذي يُعطي الأولوية لحياة البشر لا لأرباح الشركات في هذا الوقت الحرج الذي تمر به الصحة العالمية”. كما يؤكد البيان ضرورة عدم إهدار المزيد من القت في انتظار الأعمال التطوعية لشركات الأدوية المصنعة للقاح للدول الناميّة.
وكانَت قد رفعت مذكرة إلى البرلمان المغربي سابقاً في يوليو 2025، من قبل 44 جهة مغربية تطالب فيها بتقوية الاستجابة الحكوميّة. إضافةً لطلب الهيئات من البررلمان أن يدعم الإصلاح التشريعي للقانون رقم 13-23 المكمل للقانون 17-19 بشأن الملكية الصناعية. حيثُ اعتبرتهُ قانوناً مقيد ومعادي للإنتاج الوطني للأدوية.
هل تتحقق المطالب فعلاً برفع حقوق ملكية لقاحات كورونا؟
تتزايد الضغوط من المشرعين الديمقراطيين، والرئيس الأمريكي جو بايدن وأكثر من 100 دولة أخرى لرفع حقوق ملكية لقاحات كورونا. وتأتي الهند وجنوب إفريقيا في مقدمة الدول التي تطالب. بينما وضحَت الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي أنها تتناقش حول شروط رفع حقوق الملكية مع منظمة التجارة العالمية.
في حين صرحَت ممثلة التجارة الأمريكية، كاثرين تاي في بيان إن حقوق الملكية الفكرية للشركات مهمة. إلّا أن واشنطن تدعم التنازل عن تلك الحماية للقاحات كوفيد-19. كما أشارَت إلى أن أزمة كورونا أزمة صحية عالمية، وأن الظروف الاستثنائية لجائحة كوفيد-19 تستدعي اتخاذ تدابير استثنائيّة.
بينما من جهةٍ أخرى تعارض شركات الأدوية القوية بشكل عام رفع براءات الاختراع وحقوق الملكية الخاصة بها للقاحات كورونا. وذلكَ بحجة الأبحاث المكلفة والسريعة التي تكبدتها للوصول للقاحات. فيما تقول الإدارة الأمريكية الآن أنها ستواصل تكثيف جهودها، بالتعاون مع القطاع الخاص وجميع الشركاء المحتملين، لتوسيع تصنيع اللقاحات وتوزيعها.
وحاولَت عدة وكالات إعلامية مثل “فرانس-24″، و “بي بي سي” الاتصال بشركات الأدوية المصنعة للقاحات دونَ أي جدوى أو رد. بينما اعتبر الاتحاد الدولي للمصنعين والجمعيات الصيدلانية أن قرار الولايات المتحدة “مخيب للآمال”. أما رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين فقد أكدت أن الاتحاد الأوروبي مستعد أيضاً لمناقشة أي مقترحات تعالج الأزمة بطريقة فعالة وعملية.
في حين مازلَت تجادل الدول الناميّة برفع حقوق الملكية عن براءات الاختراع، بهدف زيادة إنتاج اللقاحات، ومعالجة الوباء لديها. حيثُ أن العديد من الدول الناميّة لا تتحمل استيراد اللقاحات بسبب أوضاعها الاقتصاديّة.
قد لا يتم تلقيح الدول الفقيرة حتى عام 2025!
بنفس السياق، أشارَت شبكة VOX أن البلدان ذات الدخل المرتفع اشترت أكثر من نصف إمدادات لقاح كوفيد-19 حتى الآن. بينما البلدان منخفضة الدخل اشترَت ما نسبته 9% فقط.
فإذا استمرت هذه التفاوتات في الحصول على اللقاحات. فإنّ المنظمات الصحية تقول أنه سوف يستغرق الأمر عامين على الأقل بالنسبة لأفقر دول العالم، والتي لا تستطيع تحمل التنافس على الجرعات المبكرة من اللقاحات. لتحصين غالبية سكانها. حيث يتمتع الناس في البلدان الغنية بفوائد التحصين الكامل وأمانهم. بينما يستمر المرض ويموت الناس في البلدان الفقيرة.
ووفقاً للإحصائيات، فإن الدول الغنية اشترت مسبقاً بالفعل 96 % من الجرعات التي كان من المقرر أن تقدمها شركة BioNTech / Pfizer لعامي 2025 و2023. و نسبة 100% من إمدادات شركة Moderna. كلها مؤشرات قد يعتبرها البعض تشير مباشرةً لسبب الأزمة الإنسانية في الهند وإفريقيا والدول العربية. وضرورة لرفع حقوق ملكية لقاحات كورونا عن الشركات الخاصة.
اقرأ أيضاً:
ارتفاع الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة بشهر أبريل رغم ضعف قطاع السيارات
أوروبا تستعد لإنهاء العزل الصحي العام بعد تقديم 200 مليون جرعة لقاح فيروس كورونا
استقرار في مبيعات التجزئة الأمريكية والتوجه للخدمات مع ذهاب شيكات الدعم الحكومي