أشارت عدة وكالات إخباريّة يوم الثلاثاء 15 يونيو، أن عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية للهواتف “كوالكوم” يريد الاستثمار في شركة “أرم” Arm للحوسبة والصناعات الرقميّة، والمتمركزة في المملكة المتحدة، وذلكَ بعدَ أنباءٍ بمنع الشركة الضخمة لصناعة كروت الرسوميات “إنفيديا” من قبل عدد من السلطات التنظيميّة عن إتمام صفقة للاستحواذ على شركة “أرم” بقيمة 40 مليار دولار.
كوالكوم وإنفيديا في صرعٍ معارض لمشروع الاستحواذ
نشأ صراعٌ بارد بين شركتي تصنيع الرقائق الرائدتين كوالكوم وإنفيديا. وذلكَ بعدما عبرَت شركة كوالكوم عن إنفتاحها على فكرة الاستثمار في شركة “أرم” Arm العاملة في تصميم الرقائق في المملكة المتحدة. في حال تم تأكيد حظر بيع الشركة لشركة إنفيديا Nvidia بقيمة 40 مليار دولار من قبل المنظمين، وفقاً لصحيفة “ذا تلغراف”.
فمنذ أنّ أعلنَت شركة إنفيديا عن الاستحواذ على شركة Arm في سبتمبر الماضي. والذي كان من المتوقع أن يستغرق حوالي 18 شهرًا، كانت شركة كوالكوم تخبر المنظمين في جميع أنحاء العالم بأنها ضد الصفقة، كما لحقها مايكروسوفت وجوجل، وفقًا لوكالة الأنباء “بلومبيرج”.
حيثُ تقول الشركات إنّها تعارض عملية الاستحواذ. وذلكَ لخوفهم من أن تصبح شركة Nvidia حارس بوابة لتكنولوجيا Arm. وبالتالي منع صانعي الرقائق الآخرين من استخدام الملكيّة الفكرية للشركة. كما جادلوا في محاولةٍ مع إنفيديا للاستفادة بالكامل من الاستحواذ. دون منع الوصول إلى تصميمات شرائح Arm لباقي الشركات.
ورغمَ تصريحات إنفيديا المتكررة أنها ستحافظ على نموذج الترخيص المفتوح الخاص بشركة Arm. وترك الشركة تستقر في مركزها الحالي في كامبريدج، المملكة المتحدة. إلّا أن المعارضة امتدَت لتشمل الآن لجنة التجارة الفيدرالية، والمفوضية الأوروبية، وهيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة، وإدارة الدولة الصينية لتنظيم السوق. الذين أعلنوا أنهم بصدد التحقيق في الصفقة.
كوالكوم تريد استبعاد إنفيديا من الصفقة
قال الرئيس التنفيذي الجديد لشركة كوالكوم (Qualcomm)، كريستيانو آمون، مؤخراً، كردٍّ على إنفيديا، إن الشركة ستكون على استعداد لشراء حصة في شركة Arm مع مستثمرين آخرين في الصناعة. وذلكَ في حال قامَت الشركة المالكة “سوفت بانك”، بإدراج الشركة في سوق الأسهم بدلاً من بيعها لشركة Nvidia، حسبما ذكرت ذا تلغراف يوم الأحد 13 يونيو.
ويرى آمون في تصريحاته للصحيفة أنّ شركة “أرم” Arm لها مستقبل مستقل. حيث يعتقد آمون أن الكثير من الشركات داخل النظام البيئي بالصناعة مهتمين، بما في ذلك “كوالكوم”، للاستثمار في Arm. كما يتنبئ آمون باحتمالاتٍ كبيرة لشركة “أرم” في حال دخول “سوفت بانك” في عملية تحول إلى شركة مساهمة عامة، مع مجموعة من الشركات الراغبة بالاستثمار فيها. والتي أجرَت شركة كوالكوم بالفعل عدة نقاشات حولها.
لم تردّ شركة إنفيديا بعدّ على التصريحات. بينما قالَت لوكالة CNBC فقط إن الاكتتاب العام لن يكون كافياً لدعم نمو Arm.
ما أهمية شركة أرم Arm المصنعة للرقائق لشركة إنفيديا؟
انبثقت شركة Arm عن شركة حوسبة مبكرة تسمى Acorn Computers في عام 1990. هذا وتستخدم حالياً هندسة الرقائق الموفرة للطاقة التي ابتكرتها الشركة في 95% من الهواتف الذكية حول العالم. و 95% من الرقائق المصممة في الصين. كما تقوم الشركة بترخيص تصميمات الرقائق الخاصة بها لأكثر من 500 شركة. والتي تستخدمها الشركات بدورها لصنع رقائقها الخاصة.
كما تمتلك Arm مشروعًا مشترك يسمى “أرم الصين”-“Arm China”- مع شركة الأسهم الخاصة الصينية Hopu Investments. ويقع المقر الرئيسي لشركة Arm China في شنغهاي. مما يسوغ الحق لوزارة التجارة الصينية وإدارة الدولة الصينية لتنظيم السوق في مراجعة الصفقة مع إنفيديا.
ولا تبدو شركة”أرم” متحمسةً للصفقة مع كوالكوم، مقارنةً بإنفيديا. حيثُ قالَ متحدث باسم Arm لـوكالة CNBC : “إن الشركة واثقة للغاية من أن المنظمين في جميع أنحاء العالم سيوافقون على الصفقة بالنهاية”. كما قالَ أن عملية الجمع بين Arm و Nvidia سيمكن من إنشاء خط أنابيب لأقوى التكنولوجيا المتقدمة لدعم النظام البيئي. إضافةً لتعزيز المنافسة في السوق في عصر الذكاء الاصطناعي.
في حين، لم يبدي المتحدث باسم الشركة “أرم” أي رغبة بعدم التعاون مع شركة كوالكوم. حيثُ أشار إلى أن تقنيات الشركة وتقنيات كوالكوم متكاملة للغاية. كما رحبَ بمساعدة Qualcomm في إنشاء تقنيات ومنتجات جديدة.
آخر الأنباء تقول أن إنفيديا طلبت من المنظمين الصينيين الموافقة على الصفقة في الأسابيع الأخيرة، وفقًا لتقرير من صحيفة “فاينانشيال تايمز”. وفي الحين، تبقي إنفيديا العملية التنظيمية سريّة. لكن مصادر مسربة تؤكدّ أنّ الشركة لا تزال واثقة من أنها ستتلقى الموافقة، وتغلق الصفقة في أوائل عام 2025.
اقرأ أيضاً عن آخر أخبار التكنولوجيا حول العالم:
إنهاء دعم نظام ويندوز 10 من مايكروسوفت رسمياً عام 2025 تمهيداً لإطلاق نظام تشغيل جديد
شركات التكنولوجيا الأمريكية تدعم بتشريعات جديدة من مجلس الشيوخ الأمريكي لمواجهة نفوذ الصين
تعطل المواقع الإلكترونية في جميع أنحاء العالم لعدة ساعات نتيجة عطل!