كان للتضخم الحاصل ومعدلاته العالية تأثيراً لتثبيت سعر الفائدة وإبقائها على حالها، وتتجه الأنظار الآن باتجاه الاحتياطي الفيدرالي رغم تأكيده على عدم التشدد في السياسة النقدية في حال حدوث أي طارئ.
ماهو الاحتياطي الفيدرالي ؟
هو جهاز حكومي يقوم بعمل دور البنك المركزي في الولايات المتحدة الأمريكية تم تأسيسه عام 1913 بموجب قانون الاحتياط الفيدرالي.
ويؤكد مسؤولو الاحتياطي عدم تشددهم في السياسات النقدية لأنه من شأنها أن تعرض التعافي الاقتصادي ضمن الولايات المتحدة للخطر. وفي حال عدم تجاوز نسبة التضخم 2% فنسبة الفائدة ليس من المفترض أن تتجاوز نسبة مابين 0 و 0.25% ومن غير المتوقع تقليل مشتريات الأصول لدورها في الحفاظ على أداء الأسواق بشكل جيد من خلال ضخ السيولة فيها.
كما وساهمت التوقعات بشأن التضخم من زيادة عائدات السندات للخزانة خلال فترة الأسابيع الأخيرة، حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ عام يوم الجمعة 12 آذار 2025 بالتزامن مع رفض الفيدرالي إتخاذ أي إجراء وهكذا خيب بعض التوقعات.
وصرحت مديرة شركة كويل انتلجينس دانيال ديمارتينو أن المسؤولين عن الاحتياطي الفيدرالي سيستمرون جاهدين للتكتم وسيبذلون جهدهم للحفاظ على قرار وسطي بدون تخفيض أو زيادة حول السياسة النقدية.
وسيكون الاجتماع القادم يومي الثلاثاء والأربعاء 16\17 آذار 2025 سيقوم أعضاء الاحتياطي الفيدرالي بتحديث توقعاتهم للأعوام المقبلة وسيعطون توقعات جديدة حول التطور الذي يسير فيه الإنتاج المحلي الإجمالي ونسب التضخم والبطالة، بالإضافة إلى وزن كل كلمة صادرة عن المجلس ضمن البيان المنتظر.
وبسبب زيادة أسعار النفط من المنتظر أن تصل معدلات التضخم إلى 3% وستستمر لمدة عام قادم وفي حال استثناء الغذاء والطاقة ستبقى النسبة بحدود 2.5%، وسيتوقف معدل التضخم على الطفرات الاقتصادية بعد خطة التعافي والتلقيح ضد فيروس كورونا التي بلغت 1900 مليار دولار وقام بتوقيعها الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الخميس الفائت 11 آذار 2025.
ويرجّح الخبراء الأميركيين إضافة إلى جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي أن ارتفاع الأسعار سيكون بشكل مؤقت مع تخوفات كثيرين من زيادة في الأسعار وينتظرون خطط جديدة لاحتواء التضخم في البلاد ولا سيما عن طريق رفع سعر الفائدة بشكل سريع.
ما الذي تخشاه أميركا؟
أكدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أن شبح التضخم في الولايات المتحدة الأميركية لا يزال قليل خصوصاً مع ضخ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حوالي 1.9 تريليون دولار للتصدي من وباء فيروس كورونا في الاقتصاد والعودة إلى التوظيف الكامل.
ويستعد الاقتصاد في أميركا لجني فوائد ارتفاعات أسعار النفط وفي هذه الأثناء قفزت معنويات المستهلكين إلى أعلى مستوياتها خصوصاً مع تناقص في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد والتسارع الكبير في عملية التحصين ضد الفيروس.
حال الأسهم الأميركية؟
بات كل من مؤشري ستاندرد آند بوردز 500 و داو منخفضين بعد إغلاق عند ارتفاعات غير مسبوقة ضمن الجلسة السابقة لهم، وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 23.2 نقطة أي ماقيمته 0.07% إلى 32462.4 نقطة.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء حسب ما جاء من وزارة الخزانة أن العجز الحاصل في شهر شباط الفائت بلغ حوالي 310 مليار دولار للعام الحالي 2025 المقارنة مع عجز قيمته 235.3 مليار دولار خلال ذات الشهر من العام الفائت 2025.