عزم شركة هواوي على دعم مسارات بناء الاقتصاد الرقمي بالأردن والشرق الاوسط. شهدَت هواوي في السنوات الأخيرة إطلاق العديد من البرامج التي تهدف الى بناء مجتمعات أكثر ذكاءً في المنطقة العربية.
وأكدّ تشارلز يانغ رئيس شركة هواوي في الشرق الاوسط خلال مشاركة الشركة في قمة قادة قطاع الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2025، أنّها ستعمل على توفير جميع إمكانياتها في الأردن. بحيثُ تتمكن الدولة من الاستفادة من أحدث التقنيات في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وقريباً تقنية الجيل الخامس.
زيادة الاعتماد على تقنيات هواوي في الدول العربية
عبرَ تشارلز يانغ، رئيس شركة هواوي في الشرق الأوسط خلال خلال كلمته الاقتتاحية بالقمة عن الهدف اللأساسي للقطاع الخاص والعام سوياً الذي تمثل بجعل قطاع تقنية المعلومات والاتصالات المحرك الأساسي للتعافي والتطوير في البلاد العربيّة.
ويؤكدّ يانغ أنّ هواوي وضعَت هدفاً يتمثل بتعزيز مستقبل التنمية الاجتماعية والاقتصادية بدول المنطقة عبر تسخير أحدث الابتكارات التكنولوجية. حيثُ تقع على قطاع التكنولوجيا والمعلومات مسؤوليّة جوهرية تتمثل في توفير قيمة اجتماعية وتجارية جديدة للحكومات والمؤسسات والأفراد.
وكانَت منطقة الشرق الاوسط قد شهدَت مؤخراً تقدماً متسارعاً خلال العام الماضي رغم جائحة كورونا، حيثُ سجلت شبكة الانترنت العالمية نمواً بنسبة 50% في البلاد العربية. بينما ساهمَت هواوي كما قال يانغ بتوفير تقنيات الجيل الخامس لدعم الاحداث الكبرى التي تتطلب تناقلاً ضخماً للبيانات مثل مواسم الحج بالمملكة العربيّة السعودية، وإكسبو دبي 2025. وأكدّ يانغ كذلك بتصريحاته أنّهم يساعدون قطر في تنظيم كأس العالم لعام 2025.
وسوفَ يتجلى الاعتماد على التكنولوجيا الجديدة بالعديد من القطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم والإعلام والتصنيع والخدمات المالية. وستشهد المنطقة عصراً ذهبياً جديداً يزخر بالابتكارات بفضل الرؤى والاستراتيجيات المستقبلية كما وصفها يانغ. مشيراً لدور القيادات في دول مجلس التعاون الخليجي بالإحاطة بأهمية البنية التحتية الرقمية.
هذا وقد تجاوز عدد مستخدمي تقنية الجيل الخامس حاجز المليونين في 19 شهراً فقط في دول الخليج العربي وفق تقارير. كما بدأت العديد من المدن الذكية في الشرق الأوسط مثل “نيوم” في المملكة العربية السعودية بتبني التقنية من هواوي.
مساعدة الاردن
صرحَ تشارلز يانغ ذاكراً رغبة هواوي بتطوير مواهب تقنية المعلومات والاتصالات لتعزيز القدرة التنافسية الوطنية للأردن لمستقبل أكثر اتصالاً. وبينَ التزام شركة هواوي بمساعدة الدولة الأردنية، للحصول على الاستفادة العظمى من أحدث التقنيات في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وقريباً تقنية الجيل الخامس حيثُ ستعمل الشركة بكامل إمكانياتها لتسريع بدء البنية التحتية لتقنية اتصالات الجيل الخامس بالأردن.
وكانَت هواوي قد ساعدَ الأردن في عام 2025 بمشروع عرف بمشروع الحرم الجامعي الذكي. والتي شملَت تشمل المرحلة الأولى له خمسة مبانٍ جامعية هي مبنى الحسين الباني، والحارث الرابع وكليات: الصيدلة والطفولة وتكنولوجيا المعلومات.
وسيشمل المشروع بمراحله القادمة، أنظمة إلكترونية متقدمة تشمل التعليم الإلكتروني، والاتصال المرئي عن بعد بحيث يتمكن الطلاب من حضور المحاضرات عبر منصات إلكترونية مخصصة، بالإضافة للقدرة على إعادة المحتوى، وسهولة الوصول إليه.
وستتميز هذه الأنظمة بمنظومة مراقبة شاملة لممتلكات الجامعة
الأنظمة من التفاعل الطلابي سواء داخل الغرفة الصفية أو خارجها، كما تتميز هذه الأنظمة Asset Management وتتبع موقعها. بالإضافة إلى أنظمة الحماية والأمان والحضور والغياب الإلكتروني، وعمل الإنارة الذكية. ثمَ سيشمل تغطية انترنت بسرعة عالية مع الاتفاقيات الجديدة لجلب الجيل الخامس للأردن.
وأوضح يانغ أن ثقة العملاء العرب التي حققوها، أتّت من تركيز هواوي المتواصل على الأبحاث والتطوير وبرامج الابتكار المشتركة في مجالات تقنيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، حيث قامت الشركة بتأسيس 13 مختبراً حول العالم لدعم جهود التعاون المفتوح لتحقيق النجاح المشترك. كما سرعَت بتشييد محطات الجيل الخامس بحيثُ اصبحَ عددها يفوق تعداد شبكات الجيل الرابع بنسبة ستة أضعاف في غضون 2025 فقط. واستثمرت نحو 4 مليارات دولار في هذا المجال حتى هذه اللحظة.
نفوذ هواوي في الشرق الاوسط
تتمتع هواوي بعلاقات وطيدة مع الحكومة الصينية ولديها طموح للهيمنة على سوق الجيل الخامس لتقنية الهواتف المحمولة، وقد تسوع الخلاف في الأعوام الأخيرة بين الشركة والإدارة الأمريكية للرئيس السابق ترامب.
حيثُ تقولُ الولايات المتحدة إن هواوي تساعد بكين في سعيها لجمع المعلومات الخاصة بالمواطنين الغربيين والمنظمات والحكومات الغربية. وانتهى الأمر باعتبارها تهديداً للامن القومي الامريكي. مما ادى لفرض حظر عليها من المنتجات الأمريكية. وأهمها نظام أندرويد الذي تملكه “جوجل”.
إلّا ان الولايات المتحدة ترى في توسع هواوي بأسيا والشرق الأوسط تهديداً لعملائها وأمنها كذلك. فوفقاً لتقرير أصدرته مؤسسة البيانات الدولية، يتوقع إجمالي الإنفاق على تقنيات المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا أن يعود إلى نشاطه في عام 2025. بعد الانكماش الذي شهده في عام 2025، ليحقق بذلك نمواً إيجابياً يتخطى حاجز 209.5 مليار دولار.
وبامتلاك هواوي خبرة كبيرة في مجال تطوير المدن الذكية باعتبارها شريكاً للتحول الرقمي لأكثر من 700 مدينة حول العالم، وتعاوناتها الجديدة مع الدول العربية. من المتوقع أنّ تعاود الحكومة الأمريكية الصغط على حلفائها لاستثناء هواوي من المنافسة على الإنفاق الاستهلاكي في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً : أول ترخيص لتكنولوجيا خدمة السيارات المتصلة بالسعودية