افتتح قادة مجموعة الدول السبع محادثاتهم الشخصية الأولى منذ ما يقرب من عامين يوم الجمعة 11 يونيو. حيث أعلنوا بالإجماع عن تعهدٍ بالتبرع بمليار جرعة من لقاح كورونا للدول الناميّة والفقيرة، في إطار إبراز للوحدة الديمقراطية الغربية.
لقاح فيروس كورونا للدول الفقيرة ضروري لتجاوز الأزمة العالميّة
استقبلَ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قادة دول مجموعة السبع، المشكلة اقتصاداتها لحوالي 51% من اقتصادات العالم في خليج كاربيس، جنوب غرب إنجلترا. قبلَ أن تبداً الجلسة الأولى من قمة المحادثات حول “إعادة البناء بشكل أفضل” كما وصفها جونسون.
حيثُ بينَت المجموعة المكونة من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، إن النهج المشترك هو أفضل فرصة في العالم للتعافي من الأزمة الصحية العالمية والتصدي لتغير المناخ.
ثمَ اعلنَ عن خطة قدمتها مجموعة الدول الصناعية السبع للبدء بإرسال اللقاحات لفيروس كورونا لعدة دول فقيرة هذا العام. بما في ذلك 500 مليون جرعة أمريكية من لقاحات فايزر أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس 10 يونيو لفيروس كورونا إلى البلدان الفقيرة “ذات الحاجة الماسة” في أغسطس. في إطار الوفاء بوعد الولايات المتحدة بقيادة الحملة العالمية ضد الوباء.
ووفقاً للبيت الأبيض، ستذهب جرعات فايزر إلى 92 دولة منخفضة الدخل اختارتها مجموعة منظمة الصحة العالمية-كوفاكس التي كانَت تهدف إلى التوزيع العادل للقاحات حول العالم منذ العام الماضي. حيث ستشحن حوالي 200 مليون جرعة أمريكية الصنع بحلول نهاية العام، على أن يتم شحن الباقي في عام 2025، إلى معظم الدول من آسيا وأفريقيا. إضافةً لبوليفيا فقط من أمريكا اللاتينية.
ومن المتوقع أن تلتزم كندا كذلك بمشاركة ما يصل إلى 100 مليون جرعة، وقد تتبعها تعهدات أخرى من مجموعة السبع. بعدَ حثّ رئيس الوزراء البريطاني على ضرورة تطعيم جميع سكان العالم ضد فيروس كورونا بحلول نهاية عام 2025.
أهداف سياسيّة وراء المساعدات الإنسانيّة
هذا وقد وصفَ ناشطون تعهد الدول السبع بإرسال مليار جرعة لقاح كورونا للدول الناميّة والفقيرة بأنه متأخر وأن عدد الجرعات قليل جداً كذلك. حيث قد أودَت الجائحة بالفعل بحياة أكثر من 3.7 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. ناهيكَ عن أنّ الفيروس لا يزال يُنتج متغيرات جديدة.
فيما يرى محللين سياسيين أن مجموعة السبع تريد الارتقاء إلى مستوى جهود “دبلوماسية اللقاح” المتنافسة التي أطلقتها الصين وروسيا. حيث شددت إدارة بايدن على أنها لا تتوقع شيئاً مقابل تبرعات لقاحات كورونا من الدول الفقيرة. كما ومن المتوقع أيضاً أن يقدم القادة السبع مزيداً من المساعدة للدول الناميّة لبناء البنية التحتيّة. وذلكَ لمواجهة الإنفاق الذي تغذيه الديون من قبل الصين في دول من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
بينما تتأمل الولايات المتحدة بإدارة جو بايدن أن تبعث بالتبرعات رسالة عزم من قبل مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي ضد كل من بكين وموسكو. بهدف إعادة تحديد العلاقات، والتخلي عن موقف الرئيس الأسبق دونالد ترامب الانعزالي.
الأمم المتحدة ترحب بقرار التبرع بمليار جرعة لقاح كورونا للدول النامية
من جهته، رحب رئيس الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، بالخطوة لكنه أضاف أن هناك حاجة إلى المزيد. حيث أشارَ إلى أنه إذا لم يتم تلقيح الناس في البلدان النامية بسرعة. فقد يتحور فيروس كورونا أكثر ويصبح مقاوماً أكثر للقاحات الجديدة.
كما وأكدّ غوتيريش ضرورة تنسيق خطة تطعيم عالمية. وضرورة العمل بمنطق. والذي يرى أنّ الدول السبع بعيدة كل البعد عن ذلك. بينما دعَت منظمة أوكسفام الخيرية قادة مجموعة السبع إلى دعم التنازل عن الملكية الفكرية وراء اللقاحات. مؤكدةً أن العالم سيحتاج إلى 11 مليار جرعة لإنهاء الوباء.
اقرأ أيضاً:
دول السبع تعلن عن صفقة تاريخية لمواجهة التهرب الضريبي للشركات متعددة الجنسيات
شركات التكنولوجيا الأمريكية تدعم بتشريعات جديدة من مجلس الشيوخ الأمريكي لمواجهة نفوذ الصين
طلبات اللجوء من تركيا إلى اليونان مرفوضة واليونان تصنف تركيا كبلد آمن للاجئين