شركات التكنولوجيا الأمريكية ستحظى بحزمة تشريعيّة جديدة وفقَ قرارٍ من مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء 9 يونيو. حيثُ قالَ عدة أعضاء في اجتماع مجلس الشيوخ أنّ حزمة التشريعات الجديدة تهدف للاستثمار أكثر في قطاعات البحوث وتكنولوجيا أشباه الموصلات. إضافةً لتعزيز قدرة الولايات المتحدة الأمريكيّة على التنافس مع التكنولوجيا الصينية الناميّة بسرعة كبيرة.
شركات التكنولوجيا الأمريكية تحت ضغوطٍ سياسيّة
صوت مجلس الشيوخ الأمريكي للموافقة على حزمة شاملة من التشريعات التي تهدف إلى تعزيز قدرة الولايات المتحدة على التنافس مع التكنولوجيا الصينية. وبأغلبية 68 صوتاً مقابل 32 صوتاً يوم الثلاثاء. حيث سيصرح الإجراء الذي أقره المجلس بتخصيص حوالي 190 مليار دولار لتقويّة شركات التكنولوجيا والبحوث الأمريكية. لكن مازالَ يجب أن يمرر مجلس النواب القانون إلى إدارة البيت الأبيض، لكي يوقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على تنفيذ القانون رسمياً.
كما وووافقَ مجلس الشيوخ بشكلٍ منفصل على العمل بإنفاق 54 مليار دولار إضافيّة لزيادة الإنتاج والبحث في تصنيع أشباه الموصلات، ومعدات الاتصالات المتقدمة بالولايات المتحدة. حيثُ صرحَت وزيرة التجارة الأمريكية، جينا ريموندو، أنّ تمويل مجلس الشيوخ سيؤدي لإنشاء 7 إلى 10 مصانع جديدة لأشباه الموصلات في الولايات المتحدة.
في حين ذكرَتْ شركات صناعة السيارات الأمريكية على وجهٍ خاص. حيثُ ستشتمل الخطة التشريعيّة على صرف 2 مليار دولار لزيادة إنتاج الرقائق المخصصة المستخدمة من قبل الشركات المصنعة. والتي شهدت نقصاً هائلاً في تنظيم عمليات الإنتاج والتوريد نتيجة أزمة نقص الرقائق العالمية منذ منتصف عام 2025. بينما كانت شركة جنرال موتورز أول من علّقَ على التشريع واصفةً إياه أنه “يمثل خطوة مهمة لمعالجة النقص في أشباه الموصلات. والذي يستمر في التأثير على صناعة السيارات الأمريكية”.
كما وأشارت السناتور ماريا كانتويل إلى أن مشروع القانون سيسمح كذلك لوكالة ناسا بالإنفاق على مهمة أرتميس إلى القمر. وزيادة الإنفاق على الرحلات الفضائية للتنافس مع الصين على مقعد أول الواصلين إلى المريخ.
عقوبات جديدة خلال يومين فقط على الصين!
يحتوي مشروع القانون على عدد من الأحكام الأخرى المتعلقة بالصين، بما في ذلك حظر تنزيل تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي TikTok على الأجهزة الحكومية. إضافةً لحظر شراء الطائرات بدون طيار المصنعة والمباعة من قبل الشركات المدعومة من الحكومة الصينية. كما أشارَ قرار المجلس لتوجيه عقوبات إلزاميّة جديدة على الشركات الصينية المتورطة في الهجمات الإلكترونية الأخيرة على الولايات المتحدة. أو سرقة الملكية الفكرية من الشركات الأمريكية، وبالأخص العاملة في قطاع التكنولوجيا.
وتأتي العقوبات الجديدة بعدَ يومين فقط من توقيع الرئيس الأمريكي بايدن قانوناً يفرض عقوبات، ويوسع لبعض الشركات الأخرى الصينية. حيثُ وضعَت الإدارة الأمريكية لائحة تتضمن 59 شركة تكنولوجيا كبرى، أو شركات طيران صينية.
تمويل شركات التكنولوجيا الأمريكية يثير استياء الصين
عبر البرلمان الصيني عن “استيائه الشديد ومعارضته الحازمة” لمشروع القانون. حيثُ تضمنَ بيانهم أنّ مشروع القانون الأمريكي أظهر”وهم بجنون العظمة، والرغبة في أن تكون الولايات المتحدة الفائز الوحيد”. الأمر الذي عدته الصين أنه يشوه الروح الأصلية للابتكار والمنافسة.
ويقول محللون أنّ القانون يبرز بشكلٍ مباشر رغبة الولايات المتحدة في مواجهة النفوذ العالمي السياسي المتزايد لبكين التي حصدته في الأعوام الأخيرة عبرَ شركات التكنولوجيا لديها، واكتسابها لعدة حلفاء جدد عبرَ التعاون الاستثماري. والذي تبين من تحذير زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر من العواقب الوخيمة لعدم تمويل الأبحاث في شركات التكنولوجيا الامريكية لمواكبة الصين. حيثُ قال إنه في حال جماد الولايات المتحدة، ستنتهي أيامها “كقوة عظمى مهيمنة”.
فيما شبّه بعض النقاد جهود تمويل مجلس الشيوخ بدفعة التنمية الصناعية ذات التقنية العالية في الصين. والتي أطلق عليها اسم “صنع في الصين 2025”. والتي أثارت غضب الولايات المتحدة لفترة طويلة.
اقرأ أيضاً عن الموضوع:
الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على شركات صينية كبرى
الولايات المتحدة تحظر الواردات البحرية لشركة صيد صينية
أمريكا تسترد ملايين الدولارات المدفوعة للقراصنة المسؤولين عن هجوم كولونيال بايبلاين