شركات بريطانية تحقق أرباح بطرق مثيرة للجدل وذلك من خلال إجراء تسريح الموظفين، ومن ثم تقوم هذه الشركات بتوظيفهم من جديد بشروط مجحفة بحقهم.
تسريح العمال وإعادة توظيفهم
وفي العام الماضي، وقعت مشاكل مع موظفو شركة “بريتيش إيروايز” للطيران و الإدارة، بشأن سلسلة تسريحات، ويتبعها إعادة توظيف. وكما عمدت شركة “بريتيش غاز” في أبريل إلى تسريح 500 مهندس رفضوا القبول بعقود جديدة.
وقد نددت (يونايت) أكبر نقابة بريطانية إزاء تكرار هذه العمليات. وأن هذا الإجراء “ينتشر مثل المرض في أماكن العمل”.
وتوصل استطلاع للرأي أجراه الاتحاد النقابي “ترايدز يونيون كونغرس” (تي يو سي) إلى أن ما يقارب 10% من العمال قد تعرضوا لتهديدات بالتسريح، في حال لم يقبلوا إعادة توظيفهم بشروط جائرة. وكذلك ارتفعت هذه النسبة عند الشبان والعمال المنحدرين من أقليات عرقية.
نزاع بين العمال وإداراتهم حول العقود الجديدة للعمل
وفي الوقت الحالي، يعاني سائقي الحافلات في مانشستر من هذه المشكلة، بالإضافة لعمال مصنع “ياكوبز دوفي إغبرتس” للقهوة، وموظفي مراكز التوزيع التابعة لشركة “تيسكو”. ويخوض هؤلاء العمال نزاعا مفتوحا حول عقود جديدة مطروحة عليهم. بينما تندد النقابات بهذه الإجراءات وتعتبرها مناورة لتسريح العمال وهضم حقوقهم.
بوريس جونسون تسريح العمال مناورة غير مقبولة
ومن المعروف، أن إجراءات تسريح العمال وإعادتهم للعمل بشروط جديدة ليس مخالفا للقانون في بريطانيا. ولكن اعتبر رئيس الوزراء بوريس جونسون هذا الأمر مناورة “غير مقبولة” ومسيئة للعمال ومضيعة لحقوقهم. فيما طالبت النقابات و”حزب العمال”، وهو من أكبر أحزاب المعارضة بحظر هذا الإجراء.
كريس فورد هناك حلولا أفضل من تسريح العمال
وأمّا المدير المشارك لمركز أبحاث في ليدز كريس فورد والمتخصص في العلاقات في العمل ، يرى أنه يوجد حلولا أفضل من تسريح العمال وإعادتهم في ظل الأزمة الصحية. بحسب رأي فورد يمكن تجميد التوظيف, وإنهاء الخدمة الطوعي والبطالة الفنية. وحيث شدد على أنه لا يفترض اللجوء إلى التسريح وإعادة التوظيف إلا في حال كان أخر حل.
وحذر فورد من هذه التدابير بكونها قد توقع ضجة كبيرة في سوق العمل وتزعزعه، والذي قلما يخضع لتنظيمات في المملكة المتحدة، إذ تعد مرونة التوظيف فيها أكبر مما هي موجودة في باقي الدول.
وأضاف فورد بأنه لا يرى أي حالة تكون فيها هذه الوسيلة جيدة وهناك طرق أخرى أمام أرباب العمل لتحقيق النتائج نفسها.
شركات حصدت أرباحا من تسريح العمال وإعادتهم
وكما خلصت الصحيفة البريطانية (أوبزيرفر) إلى أن 9 من الشركات الـ13 المتهمة بتسريح الموظفين ثم إعادة توظيفهم، قد زادت أجور مديريها، وحصدت أرباحا. في حين سجلت شركة “إي إيه جي”، الشركة الأم لـ”بريتيش إيروايز” خسائر سنوية قياسية صافية وصلت إلى 6.9 مليارات يورو عام 2025 ,وسط الأزمة الحادة, التي أصابت قطاع الطيران نتيجة الوباء. وأيضا بلغت 1.1 مليار دولار في الفصل الأول من العام 2025.
وكذلك سجلت شركتها الأم “سينتريكا” خسائر بمقدار 577 مليون جنيه إسترليني قبل اقتطاع الضرائب. رغم تحقيق “بريتيش غاز” إيرادات تشغيل صافية بنحو 80 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل 92 مليون يورو.
ووفق “سنتريكا” لايرتبط التغيير في العقود بجائحة كوفيد-19. ولكنه ضروري في ظل تراجع الأرباح بحوالي النصف خلال السنوات العشر الأخيرة. والهدف منه هو حماية عشرين ألف موظف في المملكة المتحدة. إذ وافق 98% منهم حتى الآن على توقيع عقد جديد.
إقرأ أيضًا
ارتفاع اسعار النفط عالميًا عقب الهجوم الإلكتروني على شبكة كولونيال بايبلاين