شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال تستثمر بمصادر الطاقة المتجددة النظيفة

شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال ستستثمر بمصادر الطاقة المتجددة والنظيفة. حيثُ قالَت شركة النفط الفرنسية العملاقة أنها ستعيد تصنيف علامتها التجارية ليتحول معظم تركيزها لإنتاج الطاقة المتجددة النظيفة. كما سيتم تغيير اسم علامتها التجارية العملاقة للنفط والغاز من “توتال” إلى “توتال إنرجيز” Total Energies تماشياً مع سياسة الشركة الجديدة وفقاً لرئيسها التنفيذي.

توتال ستستثمر بمصادر الطاقة المتجددة للحدّ من الأضرار البيئيّة

تهدف توتال، رابع أكبر منتج للنفط والغاز مملوك للقطاع الخاص في العالم، إلى الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2050. حيثُ بدأَت توتال تستثمر جزئياتً في المزيد من مصادر الطاقة المتجددة كمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وذلكَ بعدَ أن صوت المساهمون بأغلبيةٍ ساحقة بأكثر من 91.88 % من الأصوات في نهاية شهر مايو لصالح هذه الخطوة في الاجتماع السنوي للشركة يوم الجمعة 28 مايو. موافقين بذلك على الأهداف البيئية الجديدة للشركة. بما في ذلك خطط معالجة حالة الطوارئ المناخية، وفقاً لرئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي باتريك بويان.

تأتي هذه القرارت أولاً لمواجهة الضغوط المتزايدة التي تتعرض لها الشركة الفرنسية. وشركات النفط الكبرى الأخرى الضخمة للتكيف مع أنواع الطاقة الجديدة المنخفضة الاستهلاك للكربون. حيثُ قال الرئيس التنفيذي باتريك بوياني أنّ “توتال إنرجيز” تريد أن تصبح من رواد الطاقة الخضراء في المستقبل القريب. كما أكدّ أنه سيتعين على الشركة أن تمرّ “بتحولٍ حقيقي” لتحقيق هدفها الصافي صفر بحلول عام 2050. هذا وقد لحقَ التصريحات والقرر يوم الجمعة ارتفاعٌ في أسهم شركة توتال بنحو 0.25% في لندن.

ثانياً تأكيداً لتصريحاتٍ سابقة للشركة الفرنسية أّنها ستلتزم بتخفيض متوسط ​​كثافة الكربون لمنتجات الطاقة المستخدمة في جميع أنحاء العالم بواسطة عملاء توتال. وذلكَ بنسبة 60% بحلول عام 2050. وفي غضون ذلك، ستستثمر توتال في المصادر المتاحة للطاقة المتجددة حالياً. كما وتستهدف انخفاضاً بنسبة 15% بحلول عام 2030 ، و 35% بحلول عام 2040. فيما تخطط توتال، هذا العام، لتخصيص أكثر من 20 في المائة من ميزانيتها الاستثمارية لمصادر الطاقة المتجددة وكذلك الكهرباء.

ولا تعدّ شركة توتال أول من قررَت تغيير اسمها ليتماشى مع سياستها الجديدة في استثمار مصادر الطاقة المتجددة. ففي عام 2018، أعادت شركة Statoil النرويجية تسميتها إلى Equinor في محاولةٍ بدورها كذلك لتعكس هدفها في التنويع بعيداً عن الوقود الأحفوري.

هل تنجح توتال وغيرها من الشركات فعلاً بالاستثمار دونَ خسائر بالطاقة المتجددة؟

حذرت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق من هذا الشهر من أن مجموعات الطاقة يجب أن توقف جميع مشاريع النفط والغاز الجديدة هذا العام إذا كان العالم سيصل إلى صافي انبعاثات الكربون بحلول عام 2050. حيثُ قالت وكالة الطاقة الدولية بتقريرها إنه لا يمكن أن يكون هناك استثمار جديد في مشاريع الوقود الأحفوري بعد هذا العام. في حال أراد العالم الوصول إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول منتصف القرن.

لكن الرئيس التنفيذي لشركة “توتال” بويان قال خلال الاجتماع السنوي للمساهمين إن إنهاء مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة حالياً سيكون أمراً خاطئ. ويشرح كوفين كبير المحللين في مجال النفط والغاز في مركز الأبحاث المالية في موقع Carbon Tracker عدم رغبة الشركات حالياً بإنهاء العقود النفطيّة، بإنّ شركات الطاقة العالمية والمنتجين المملوكين للدولة لديهم احتياطيات من الوقود الأحفوري في سجلاتهم. والتي سيتعين عليهم تركها غير مستغلة، إذا كان للعالم أي فرصة لتحقيق أهداف انبعاثات الكربون الخاصة به.

كما بينَ كوفين بتحليلح أنّ شركات الطاقة الأوروبية مثلَ توتال تحركت بسرعةٍ أكبر من نظيراتها في الولايات المتحدة لتستثمر في مصادر الطاقة المتجددة لبدء الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري. لكن صناديق التحوط، وكذلك كبار المستثمرين بدأوا يدركون أن الفشل في تعديل الخطط في ضوء الأهداف المناخية قد يمثل خطراً مالياً على الشركات التي يستثمرون فيها.

كما يرى كوفين أنّ شركة توتال، إلى جانب شركة “بي بي”، و”إيني” لا يستوفون جميع السمات المميزة بعد للامتثال لمعاهدة باريس للمناخ في باريس-التي صادقت عليها ما يقرب من 200 دولة في عام 2015 لحدّ الانبعاثات الكربونيّة. ولكنهم يعملون بشكلٍ أفضل من شركة شل، ومعظم شركات أمريكا الشمالية.

اقرأ أيضاً:

Scroll to Top