أوبك النفط المساهم الأكبر في مزيج الطاقة بحوالي 31 % ومن بعده الغاز والفحم حتى عام 2045

شهدت أسعار النفط ارتفاعا، وذلك نتيجة التفاؤل بتعافي الطلب العالمي على النفط الخام في الأشهر المقبلة والتغلب على مخاوف الإصابات بفيروس كورونا في الهند والبرازيل ودول أخرى.

خطة أوبك+ تعزز التوقعات بتعافي الطلب العالمي على النفط

وقد عززت خطة مجموعة “أوبك+” بزيادة إنتاج النفط تدريجيا من بداية الشهر القادم، الثقة بالسوق ونمت التوقعات بتعافي الطلب العالمي على النفط الخام.
وبهذا الشأن. أفاد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك محمد باركيندو، أن قطاع الطاقة يعمل بجد على معالجة آثار جائحة كورونا ومكافحتها في أسواق الطاقة العالمية.

مقدار الطلب العالمي المتوقع من النفط

وبمناسبة اجتماع الندوة الدولية الخامسة المشتركة بين وكالة الطاقة الدولية ومنتدى الطاقة وأيضا منظمة أوبك للبحث في آفاق سوق الفحم والغاز، وذلك عبر الفيديو . توقع باركيندو بأن الطلب العالمي على الطاقة الأولية سيستمر في النمو على المديين المتوسط والطويل.
ومن المتوقع ارتفاع الطلب العالمي بنحو 25% بقدوم عام 2045. وأيضا قد سيكون النفط أكبر مساهم في مزيج الطاقة العالمي بحوالي 31%. بينما سيمثل الغاز 28% والفحم 25%.

انتقال الطاقة والبحث عن حلول تكنولوجية آمنة

وكما قال باركيندو عن انتقال الطاقة بأن حجم التحديات التي يمثلها انتقال الطاقة، سيتطلب من منظمة أوبك الاستفادة من موارد الطاقات المتاحة جميعها. ومن الضروري البحث عن حلول تكنولوجية آمنة ونظيفة وأكثر كفاءة كاستخدام الكربون CCUS وتخزين. وأيضاً تمكين الاقتصاد الدائري للكربون CCE لتحسين الأداء البيئي العام.

وكذلك بحثت الندوة في تطورات سوق الغاز والفحم على المدى القصير والمدى الطويل . وتحدثت عن طرق التعافي من جائحة كورونا. وماهي توقعات السوق لما بعد جائحة كورونا وما معايير إزالة الكربون من الغاز، وعن دور الغاز والفحم في تحول الطاقة.

توقع ارتفاع الطلب واحتواء الجائحة ينعش أسعار النفط

وبدوره. يبين رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة فيليب ديبيش أن الإيجابية الداعمة للأسعار عادت لتعزز وجودها في السوق النفطية. والذي نتج عنه تسجيل مكاسب وارتفاعات متتابعة بسبب التوقع بانتعاش الاستهلاك العالمي من النفط الخام والوقود. وهذا في ظل استمرار انتشار الوباء في الهند والبرازيل.

وبحسب ما قال ديبيش بإن تعافي الأسعار وصل للعقود الأجلة التي سجلت ربحا نحو 1.5%، مما يؤكد على الرؤية الإيجابية لنمو الطلب على المدى القصير. وأشار إلى حدوث قفزة غير مسبوقة في الطلب في الأشهر الستة القادمة مع ارتفاع معدلات التطعيم، بحسب توقعات صادرة عن بنك الاستثمار الأمريكي “جولدمان ساكس”. وحيث يسهم ذلك في دفع أسعار النفط الخام للوصول لمستوى 80 دولار ا للبرميل في الربع الثالث من العام الحالي.

ومن جهة أخرى. يرى نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة مفيد ماندرا أن ارتفاع الأسعار مدفوع بالتطورات الإيجابية في العمل على احتواء الوباء في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
مما انعكس إلى تخفيف الإجراءات المفروضة بسبب كورونا في عدة ولايات أمريكية مكتظة بالسكان. متزامنة مع عودة عدد من الاقتصادات الكبرى في أوروبا إلى عملها الطبيعي مع إنهاء حالة الإغلاق في الشهر القادم.

مؤشرات التعافي تعزز نمو الاقتصاد العالمي

وفي السياق ذاته. ترى المحللة الأمريكية في شركة أريكان إنجنيرينج الدولية ويني اكيللو بأن مؤشرات التعافي بدأت تظهر بقوة في السوق، وبخاصة في الاقتصاد الأمريكي ذو الإنتاج الكبير والأكثر استهلاكا في مجال الطاقة. وأيضا رفع الإغلاق في أوروبا سيعزز نمو الاقتصاد العالمي وتعافيه. ومن المرجح أنه ستشهد الفترة القادمة طفرة في زيادة استهلاك وقود الطرق والطائرات.

وأشارت اكيللو إلى أن اجتماع وزراء الطاقة في مجموعة “أوبك+” هذا الأسبوع أثر في ارتفاع الأسعار. فقد أكدت المجموعة على الالتزام بتنفيذ خريطة الطريق من أجل تمكين الإمدادات في الأشهر القادمة. والذي يؤدي إلى التفاؤل والثقة بعودة الاستهلاك العالمي إلى المستويات التي كانت قبل الجائحة.

تعافي الطلب لن يكون مستقرا بسبب تزايد الإصابات في الهند والبرازيل

ومن ناحيته. شدد الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة ردولف هوبر على أن التعافي سيتحقق بالفعل، ولكن لن يكون مستقرا ولا منتظم بسبب الأزمة المتزايدة في الهند والبرازيل، والتي تحد من مواصلة موجة الأرباح. وقد أوضح هوبر أن ضعف الدولار يسهم في تعزيز الانتعاش في الطلب على الطاقة وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية.

ولفت هوبر إلى مواصلة وزراء الطاقة في مجموعة “أوبك+” على التعامل مع السوق بشكل حذر للغاية. ولهذا الزيادات المرتقبة في الإمدادات من النفط الخام تأتي بشكل محدود وتؤمن أغراض ارتفاع الاستهلاك المحلي في أشهر الصيف. وعلى المدى الطويل يمكن لمجموعة الإمدادات النفطية التعديل إلى المستوى الوفير، في حال تعافي الطلب وانخفض فائض المخزونات إلى المستوى المتوسط في خمسة أعوام.

ارتفاع أسعار النفط عالميًا

ويذكر أن أسعار النفط واصلت يوم الخميس بحصد المكاسب، وذلك بعد زيادة 1%، في الجلسة السابقة،
وارتفع خام برنت تسليم يونيو 22 سنتا أي 0.3% حتى 67.49 دولار للبرميل. ومن جهته وصل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم يونيو 64.04 دولار للبرميل، مقدرا بزيادة 18 سنتا أو 0.3%.

وبالمقابل عملت مجموعة “أوبك+” التي تضم منظمة أوبك وروسيا وحلفاءهما على خطتها للتخفيف التدريجي للقيود على إنتاج النفط من مايو إلى يوليو، بعد رفع “أوبك” توقعاتها قليلا لنمو الطلب في 2025 إلى ستة ملايين برميل يوميا.

وحيث ذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” الخميس بأن سعر السلة التي تتضمن متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق الارتفاع الثاني له على التوالي، حققت السلة مكاسب أقل من دولار واحد بالمقارنة مع اليوم نفسه من الأسبوع الماضي، والذي سجلت فيه 64.02 دولار للبرميل.

إقرأ أيضًا

الشركات الأمريكية تستمر بإضافة حفارات للنفط والغاز مع انتعاش أسعار النفط

Scroll to Top