تحذيرات دولية من التعامل بالعملات الرقمية، وكانت العملات الرقمية بدأت كأداة تداول على ما يسمى الانترنت العميق الخفي الذي يستخدمه المجرمون واللصوص من مافيات وتجار بشر من أجل تسوية مدفوعاتهم وإتمامها بنجاح.
وقد أتت أول التحذيرات من تقرير لبنك التسويات الدولي في سويسرا، بأن العملات الرقمية مثل البتكوين وإيثريوم ولايتكوين خطرة وضارة وعديمة القيمة ووسيلة لانهيار قيمة النقود الحقيقية والأصول.
ويخلص التقرير إلى أن التعدين والتداول يشكل كارثة بيئية وخطرة بسبب استنزاف العملات للطاقة بشكل مبالغ فيه وبما يعادل استهلاك الكهرباء في سويسرا.
وبرر تقرير بنك التسويات إلى أن العملات الرقمية بلا قيمة، لأن تداولها يتم عبر صناديق وهمية تودي بثروة المواطنين وبعيدة عن قواعد العمل الرسمية والرقابة.
وجاء في تقرير بنك التسويات الدولي بأن العملات الرقمية عملية نصب منظمة تستخدم التكنولوجيا وحماس الشباب في نهب ثروات الأفراد، ولا يوجد قيمة تسندها في حال خسارة المتعامل لثروته.
العملات الرقمية والحكومات
هذا وترى الحكومات حول العالم أن العملات الرقمية تهديد لها وللعملات التي تستخدمها حكومات الدول، وبعض الحكومات يبحث عن أفضل الطرق للاستفادة من وجود العملات الرقمية.
وبعض الحكومات ترى في العملات الرقمية وسيلة من أجل حماية اقتصادها من التعثر مثل فنزويلا وكوبا وغيرها من الدول التي تدهورت عملتها المحلية.
وسوف تساعد العملات الرقمية بعض الدول بالخروج من قفص العقوبات الدولية وتأثيرها مثل إيران وفنزويلا كون هذه العملات لا تخضع للرقابة المؤسساتية والتنظيم.
وقد حذر العديد من السياسيين في أميركا أن يؤدي صعود العملات الرقمية إلى إلغاء دور الدولار الأميركي والإخلال بقوته، وأن تستخدمها عصابات المخدرات من أجل إتمام عملياتها بعيداً عن الجهاز المصرفي.
ولكن لا يزال موقع الدولار قوياً في الاقتصاد العالمي ولن يتأثر بوجود العملات الرقمية، ويمكن أن تؤدي حالة عدم الاستقرار الجيوسياسية إلى إيجاد بنية قوية للعملات الرقمية.
وبالنسبة إلى روسيا فهي غير مستعدة إلى دمج نظامها المالي مع العملات الرقمية، ولا يمكن لروسيا أو أي دولة إصدار
عملة رقمية خاصة بها، لأن العملات الرقمية تتجاوز الحدود الجغرافية للدول.
وفي الارجنتين ومع ارتفاع معدلات التضخم إلى 50%، وتدهور الأسواق وتراجع قيمة البيزو أظهر العديد من المواطنين
اهتمام متزايد بالعملات الرقمية وحيازتها.
وكانت الحكومة الأرجنتينية بحثت استخدام تكنلوجيا العملات الرقمية لتخفيض آثار التضخم وارتفاع السلع في الأسواق.
وأيضاً قامت فنزويلا بتقديم عملتها الخاصة البيترو بعد انهيار الاقتصاد الفنزويلي وتراجع عملة فنزويلا إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، هذا ما شجعها على تبني عملتها الرقمية التي كانت تأمل منها أن تساعدها على الهروب من العقوبات
والتخفيف منها وهذا ما لم تنجح فيه الحكومة الفنزويلية.
تحذيرات البنوك المركزية والحكومات
حذرت العديد من البنوك المركزية حول العالم منها الهند وعمان مواطنيها بشأن تداول العملات الرقمية، محذرين من المخاطر الكبيرة التي تحملها هذه العملات.
فقد حظرت الجزائر وبنغلادش وبوليفيا والصين والإكوادور ومصر وإندونيسيا والهند التعامل بالعملات الرقمية، مع عقوبات تصل إلى السجن لمن يحملون أو يتعاملون أو يحققوا مكاسب من العملات الرقمية.
ولم تمنح أي من البنوك المركزية أية تراخيص للمؤسسات بشأن تداول العملات الرقمية عدا السلطات الأميركية التي سمحت للبنوك أن تفتح حسابات للعملاء بالعملات الرقمية من أجل إنشاء صلة وصل بين العملات الرقمية والجهاز المصرفي.