بدأت أسعار النفط الخام بالارتفاع مرة أخرى عالمياً، إذّ تجاوزت العقود الآجلة لخام برنت، المؤشر العالمي، عتبة الـ60 دولاراً للبرميل في شهر مارس ووصلت إلى قيمةٍ زادت عن 65 دولاراً للبرميل الواحد قبل أنّ تستقر في 31 مارس الحالي على 59.5 للبرميل، تزامناً مع عدة عوامل كالإغلاق المتجدد في أوروبا نتيجة الوباء، وأزمة قناة السويس التي حُلَّت مؤخراً، وارتفاع مخزون الولايات المتحدة من النفط الخام والبنزين، وهبوط واردات الاتحاد الأوروبي من النفط، وأصدرَت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقديرات تعكس الاستهلاك العالمي من البترول والوقود السائل، حيثُ تتوقع أنّ الاستهلاك في شهر يناير من العام الجديد قد بلغ حوالي 93.3 مليون برميل في اليوم، بانخفاض قد يبلغ تقريباً 2.8 مليون برميل في اليوم مقارنةً مع عام 2025.
تراجع بالسوق الأوروبية وارتفاع المخزون الأمريكي
واصلت أسعار النفط بأوروبا خسائرها لليوم الثاني على التوالي بعدَ إعادةِ الحجر الصحي لعددٍ من المدن الرئيسيّة في أوروبا، في ظلِ ارتفاعٍ ملحوظ لمخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، وفق بيانات أوليّة لمعهد البترول الأمريكي تراجع الخام الأمريكي قرابة 0.3% إلى مستوي 60.25$ ، من مستوى الافتتاح عند 60.41$، وسجل أعلى مستوي عند 62.25$ ،وانخفض خام برنت بنسبة 0.2% إلى مستوي 63.80$ للبرميل ،من مستوى الافتتاح عند 63.94$ ، وسجل أعلى مستوي عند 65.80$، وتحت ضغط ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل العملات العالمية فقد الخام الأمريكي نسبة 2.3% ،وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.8%، وأعلنَ معهد البترول الأمريكي في 30 مارس الحالي عن ارتفاع في المخزونات التجارية في البلاد بنحو 3.9 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، بزيادةٍ أسبوعيّة أخرى، حيثُ تجاوزت توقعات الخبراء بارتفاع بحوالي 0.6 مليون برميل ، وبالتالي ارتفع إجمالي المخزونات التجارية إلى حوالي 500 مليون برميل، حيثُ هبط صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام 170 ألف برميل يوميا، وارتفع إنتاج الخام 100 ألف برميل يوميا إلى 11.1 وانخفضت مخزونات البنزين 1.7 مليون برميل، بينما كانت توقعات المحللين لزيادة 730 ألف برميل ، كما أظهرت البيانات ارتفاع مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 2.5 مليون برميل، مقابل توقعات لارتفاع 171 ألف برميل مليون برميل يومياً في علامةٍ سلبيةٍ لمستويات الطلب المحلي على الوقود رغم خطط إدارة بايدن لإنعاش الاقتصاد. وقال مات سميث من “كليبر داتا” أن ارتفاع الاستهلاك بمصافي التكرير ساهم في قلب المسار بعد خمس زيادات متتالية في مخزونات الخام..بينما نزلت مخزونات البنزين رغم ارتفاع نشاط التكرير، بعدَ إعادةِ مواصلة الطلب. وهبطت مخزونات الخام 876 ألف برميل على مدى الأسبوع المنتهي في 26 مارس آذار مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لزيادة 107 آلاف برميل. ونزلت مخزونات الخام في مناطق الغرب الأوسط إلى أدنى مستوياتها منذ مارس آذار 2025، بعدَ تعطل قناة السويس عن العمل لمدة أسبوعين.
الإجتماع الأول للجنة الوزارية المُشتركة لمنظمة أوبك بلاس في 2025
يعود التذبذب بين انخفاض وارتفاع أسعار النفط الخام في الربع الأول لعام 2025 إلى القرارات عقب الاجتماع لمنظمة أوبك حيثُ خفضَت المملكة العربية السعودية إنتاجها النفطي الذي بلغَ مليون برميل يومياً في شهري فبراير ومارس، بهدف دعم الاقتصاد وسوق النفط في ظلّ استمرارّ الجائحة، وتخفيض المجموعة للإنتاج إلى 7.125 مليون برميل ثم إلى 7.05 مليون برميل، والاتفقاق على انحصار زيادة الإنتاج بروسيا و كازاخستان. رافقه ركودٌ في التصدير من الاتحاد الأوروبي، وزيادةٌ في مخزون النفط الخام في أمريكا عقبَ حوادثِ مدينة تكساس.