تطورات البيتكوين وعلاقتها بحركة الذهب والدولار

تراجعت العملة الرقمية البيتكوين آواخر شهر مارس بعد تسجيل ارتفاعاتٍ قياسيةٍ جديدة في بداية الشهر، إذّ وصلت قيمتها التداوليّة إلى 61,781.83$، قبل أن تتراجع في الأيام الأخيرة إلى حدود 57,000$، ورجّحَ محللون أنّ هذا الارتفاع أتى بعدما وقّعَ الرئيس الأمريكي جو بايدن على مشروع التسهيلات النقدية لإنعاش الاقتصاد الأمريكي الذي يقدر بقيمة 1.9 تريليون دولار، والأمر من إدارته بتسريع حملة التطعيمات في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الإعلان عن دعم العملة من شركات كبرى مثل “تسلا”، التي صرحت عن إمكانيّة بدء شراء سياراتها بعملة البيتكوين، مشيرةً إلى احتفاظها بجزء من رأس مالها على هيئة تلك العملة بدلاً من الأموال التقليدية، وإعلان “ماستر كارد” عن دعم العملة على شبكتها بوقتٍ لاحق من العام.


ارتباط القيمة السوقيّة للبيتكوين بالذهب والفضة


جذبت العملة المشفرة البيتكوين الكثير من الاهتمام للمعاملات الآمنة الواعدة، وتقليل التعرض للقراصنة دون تدخل طرف ثالث مثل البنوك وهيئات الضرائب، وأصبحَ يُعتقَدُ أن الكثير أن العملات المشفرة تتفوق على العملات التقليدية القائمة على الذهب، فهل يمكن لعملة البيتكوين الرقميّة التي قيمتها معتمدة على استثمارات من شركات متعددة الجنسيات، ورؤوس أموال ضخمة أنّ تحل محل الذهب حقاً؟ ؛ وفقاً لمقال على موقع المسح الجيولوجي الأمريكي، إنّ البيتكوين تعتمد فعليًا على الذهب لأنّ العملات المشفرة كالبيتكوين تعتمد على تقنيّة “سلسلة الكتل”، والتي تنشئ هوياّت رقميةً آمنة يتم التحقق من صحتها بواسطة شبكة كمبيوتر موزعة، ونظراً لأن تقنية “سلسلة الكتل” تعتمد على شبكة من أجهزة الكمبيوتر، فإنّه يعتمد أيضاً على المعادن المستخدمة في إنتاج الكمبيوتر مثل الذهب والفضة والنحاس التي تعتبر من المعادن عالية التوصيل التي تؤدي وظائف مهمة في أجهزة الكمبيوتر الحديثة، حيثُ يُستخدم الذهب والفضة في محركات الأقراص الصلبة ولوحات الدوائر، كما أنّ بطاقات الرسوميات المتطورة والتي تعتمد على أفضل بطاقات الرسومات المصنوعة من الذهب والفضة والبلاتينيوم-التي أدّت لتطور عمليّة التعدين وصعود العملة المشفرة- تتطلب حل معادلات تشفير بقوة حوسبة هائلة، وتتوقع الشركات أنه مع توجيه المزيد من قوة الحوسبة نحو تعدين البيتكوين، ستضطر الدول المصنعة للأجهزة المعدّنة إلى زيادة الطلب على المعادن كالذهب والفضة والنحاس من إفريقيا وبالتالي زيادة الطلب العالمي على الذهب، ولكن لا نجد قيمة محاذيّة للذهب مع عملات البيتكوين والإيثريوم، اذّ سنجد أنّ البيتكوين في سنةٍ واحدة ارتفع من 5300 دولار إلى 57 الف دولار، ثم انخفاضه إلى 29 ألف دولار إلى أن يعود قفزةً واحدة إلى حوالي 58 ألف دولار أي ارتفعت قيمته السوقيّة بنسبة 450% ، أما أسعار الذهب فسنجد أنه ارتفع بسنةٍ من قيمٍ بحوالي 1450 دولار إلى حوالي 2075 دولار أي ارتفاع بنسبة 30% ، ثم انخفض حتى اللحظة بحوالي 10% فقط مما يدل على تماسك الذهب لأن انخفاضاته محدودة مقارنةً بارتفاع البيتكوين، كما أنّ المحللين الاقتصاديين مازالوا يؤكدون أنّ البيتكوين ليس بديلاً وثيقاً عن الذهب القانوني، فالبيتكوين لم يأخذ الشرعية القانونية في أغلب الدول، أما الذهب فلديه الشرعية القانونية في كل دول العالم، ومازالت البنوك المركزية للدول تقوم بزيادة الاحتياطي لديها من الذهب بهدف الاستثمار والتحوط، بالإضافة أنه وعلى النقيض تماماً لم نسمع حتى اللحظة أنّ البنوك المركزية تقوم بشراء بيتكوين أو أي عملة افتراضية نظراً لطبيعة العملة الامركزية و المجهولة الهويّة، كالسلطات المصريّة التي أصدرت قراراً منذ أيام بحظر التعامل مع البيتكوين والساتوشي، بالإضافة إلى قلق المستثمرين في سهم شركة “تسلا”-السبب في ارتفاع القيمة للبيتكوين إلى 58 ألف دولار من أن استثمار تسلا بهذا المبلغ الكبير في البيتكوين من الممكن ان يحقق خسارة للشركة كونه يتسم بشدة المخاطرة وارتفاع حدة التقلبات، عقبَ إعلان شركة تسلا لوقف بعض الانتاج للسيارات الكهربائية الخاصة بها في مصنع كاليفورنيا.

Scroll to Top