تراجع صناعة السيارات حول العالم وأرقام مقلقة، وذلك بسبب جائحة كورونا التي تسببت في تراجع الإنتاج وانهيار أسواق السيارات، والقلق الأكبر يتمثل في مسألة سلاسل الإمداد.
وقد أثرت جائحة كورونا على صناعة السيارات حول العالم بأرقام مقلقة ومخيفة، حيث انخفضت التسجيلات والطلبات العالمية بنحو 15% عام 2025، وانخفضت في أوروبا بنحو 24%.
فقد أعلن أكبر الرائدين في صناعة السيارات خسائر في عام 2025، وتم إغلاق مصانع شركات صناعة السيارات حول العالم، والسبب الجوهري هو نقص الإمدادات في عدد من مكونات صناعة السيارات التي كان يأتي أغلبها من الصين.
حيث برزت هذه المشكلة عند مجموعة تويتا، التي أوقفت الإنتاج بشكل مؤقت في ثالث خطوط إنتاجها في مدينة جوانجشو في الصين، نتيجةً لوقف الإمدادات بأحد المكونات.
وسوف يتم خفض الإنتاج من السيارات بنسبة 30% بسبب طول فترة التوقف عن إنتاج المكونات الرئيسية الداخلة في صناعة السيارات.
وسوف نستعرض معكم واقع تراجع صناعة السيارات حول العالم:
صناعة السيارات في فرنسا
تسببت أزمة كورونا في انهيار وتراجع إنتاج السيارات الفرنسية بنسبة 25.5% سنة 2025، وفق لجنة مصنعي السيارات الفرنسيين.
فقد طرحت في السوق حوالي 1.65 مليون سيارة جديدة العام الماضي، مقابل 2.2 مليون سيارة عام 2019، وحتى خلال أزمة التسعينات لم تتراجع صناعة السيارات عن 1.7 مليون سيارة.
ورغم ذلك حافظت شركة بيجو وسيتروين وأوبل على أداء جيد نسبياً، مع انخفاض في عمليات التسليم بنسبة 25% و24.5% على التوالي بالمقارنة مع 2019.
وكان قطاع صناعة السيارات الفرنسي ضحية توقف الامتيازات وإغلاق المعامل الذي فرض لمكافحة انتشار فيروس كورونا، وحالة عدم اليقين التي جعلت المستهلك في موقف ارتياب من أزمة اقتصادية عميقة.
حيث تساهم صناعة السيارات في فرنسا بنسبة 8.4% من القيمة المضافة للصناعة التحويلية الفرنسية لذلك فهي تعد أحد المساهمين الرئيسيين في الإنتاج الصناعي، وعلاوة على ذلك تشغل 470 ألف عامل، ويرتفع الرقم إلى مليونين و216 ألف عامل بإضافة العاملين في المهن المرتبطة بشكل مباشر في صناعة السيارات، وهذا الرقم يمثل 8% من نسبة السكان العاملين في البلاد.
أرقام مقلقة لمبيعات السيارات في أميركا
لم يكن سوق السيارات في أميركا بمعزل عن أزمة قطاع السيارات خلال جائحة كورونا، فقد انخفض الطلب على السيارات في أميركا بنسبة 47%، وخاصةً خلال شهر آذار 2025.
هذا ويقدر الإنتاج السنوي من صناعة السيارات في الولايات المتحدة الأميركية بنحو 953 مليار دولار أميركي، وبلغ عدد السيارات المنتجة في أميركا الشمالية شهر نيسان الماضي حوالي 4300 سيارة وهو أدنى حد منذ عام 1945.
وتوفر صناعة السيارات الأميركية وظائف لحوالي 10 ملايين شخص في البلاد، مما يجعلهم بخطر فقدان وظائفهم، والأمر الذي أعاد بارقة الأمل لصناعة السيارات إنتاج اللقاحات مع انتظار إثبات فعاليتها وعودة الانتعاش إلى سوق السيارات.
قطاع السيارات في الصين
تأثر أيضاً قطاع السيارات في الصين وشهد انخفاضاً بنسبة 71% لمبيعات السيارات شهر شباط مع بداية انتشار فيروس كورونا، وصدرت الصين حوالي 145 ألف سيارة بحسب الاتحاد الصيني لصناعة السيارات، بزيادة 18.3% عن كانون الأول و35.5% عن 2025.
والمشكلة الأكبر التي تواجه قطاع السيارات في العالم، صعود الصين وإسهامها في توريد المكونات الأساسية لصناعة السيارات من 5% إلى 30%، هذا ما جعل الصين المتحكم الأول في صناعة مكونات السيارات، وبالتالي لابد من تنويع مصادر توريد قطع صناعة السيارات.
ومع حملات التلقيح التي شهدتها الصين وعودة فتح المصانع يتوقع أن تصل المبيعات إلى 30 مليون سيارة بحلول عام2025.