باخرة جانحة تعيق الحركة في قناة السويس

حركة الملاحة العالمية في حالة ارتباك بسبب باخرة في قناة السويس.

واحدة من أكبر سفن الحاويات في العالم قد جنحت بشكلٍ عرضي قناة السويس. مما تسبب في ازدحام هائل للسفن في كلا طرفي القناة التجارية الدولية الحيوية.

في التفاصيل، علقت السّفينة إيفر جيفن “Ever Given”. والّتي يبلُغُ وزنها 220 ألف طن وطولها 400 متر بالقرب من الطرف الجنوبي للقناة يوم الثلاثاء الماضي 23 آذار 2012. وقالت هيئة قناة السويس إنها فقدت القدرة على التوجيه وسط الرياح العاتية والعاصفة الترابية التي تعرضت لها المنطقة.

محاولة إنقاذ الباخرة

وفقاً لتقاريرٍ مختلفة من هيئة الملاحة البحرية المصرية. فقد كانت ثمانية زوارق (سحب) تعمل على تحرير الباخرة الجانحة، ممّا أدى إلى تعطيل حركة الممر الرئيسي للتجارة بين آسيا وأوروبا، والّذي يمر عبره حوالي 50 سفينة يومياً، وفقاً لإحصاءات الحكومة المصرية.

سبب جنوح الباخرة

قالَ خبراء الأرصاد الجوية المصريّون، “إنّ رياحاً عاتية وعاصفة رملية قد ضربت المنطقة يوم الثلاثاء الماضي. وبلغت سرعتها أكثر من 31 ميلاً في الساعة”.

وصرّحت شركة BSM: “أنّ جميع أفراد الطاقم بخير وتمّ تحديد مصيرهم ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو تلوث”.

كما تجمع عدد كبير من الناقلات بالقرب من مدخل القناة صباح يوم الأربعاء في انتظار المرور عبر القناة.

وقالت شركة الأبحاث Kpler إنّ سبع سفن تحمُل 6.3 مليون برميل من النفط الخام كانت من بين السفن غير القادرة على المرور.

قالَ القبطان جميل الصايغ، القبطان السابق والمتخصص في القانون البحري ذو الخبرة في الملاحة في القناة. إنّ الحادث ربما يرجع جزئياً إلى الرياح القوية التي حوّلت الحاويات فوق سطح السفينة إلى شراع واسع أدى إلى انحراف السفينة عن مسارها. وقالَ إنّ “القوة الّتي تولّدها الرياح قد غيرت من غيرِ قصد رأس السفينة”.

لكنّه أضاف أن الخطأ البشري ربّما كانَ أيضاً عاملاً لأنَّ السفن تعبُر القناة في قوافِل ولم تتعرض أيّ من السفن خلف Ever Given لمشاكل مماثلة سابقاً.

تداعيات هذه الحادثة

بغضِّ النظر عن الزحام الشديد التي تسببتهُ هذه الباخرة، فقد أثّرت أيضاً على أسعار النفط العالمي، حيثُ ارتفعت أسعار النفط بنسبة 3% ما أدى إلى تذبذب في الأسواق العالميّة.

وكما هو معلوم تُنتقل المنتجات من بلد التصدير إلى بلد الاستيراد عن طريقِ حاوياتٍ بطول 40 أو 20 قدم. وهي الوسيلة الأكثر شيوعاً في التبادل التجاري العالمي. ولأهمية توافر الحاويات وتأثير سعر شحنتها على سعر المنتج بداخلها وجبَ أن يكون هناك مؤشر لعدد الحاويات المتوقع بالموانئ وهذا المؤشر اسمه (CAX).

المؤشر هذا إذا كان فوق 0.5 معناه أن الأمور جيدة والحاويات متوفرة. وإذا كان أقل معناه توقع ارتفاع في سعر الشحن، وإذا كان أقل بكثير فليس هناك حاويات أصلاُ.

فالّذي حدثَ مثلاً في فترة الكورونا هو شحن كميات كبيرة من البضائع من آسيا نحو أوروبا وأمريكا وكان الطبيعي أن يتمّ التفريغ وإعادة شحن الحاويات لآسيا والمتفق عليه هنا عودة الحاويات محمّلة غير فارغة .. لكنّ حدث مالم يكن متوقعاً، فوقعَ تأخير في التفريغ خصوصاً في مخازن جنوب كاليفورنيا في أمريكا وأوروبا أيضاً.

تأثير هذا الأمر على الوطن العربي المستورد الرئيسي من آسيا كان مباشراُ في انخفاض حجم التبادل التّجاري، وهذا أدى إلى أمرين:

– الأول بالنّسبة للمستهلك، سوف يجد منتجات محليّة كانت مخصصة للتصدير متوفرة عندهُ في السوق المحليّ بسعرٍ مناسب.

– الثاني أن المستورد يبيع مخزونه بسهولةٍ تامّة، لكن هل سيبيع ويستورد مرة أخرى بسرعة ؟
بالطبع لا، لأن أغلب المؤشرات ليست في صالحهِ خاصّةً مؤشر CAX لميناء كلانج في ماليزيا الّذي يظهر رقم 0.22 وهو أقل بكثير من 0.5 !

حقيقة عن اسم الباخرة

السفينة التي تسد قناة السويس تسمى Ever Given، على الرغم من أن كلمة Evergreen مكتوبة عليها وبأحرف ضخمة أيضاً.

إنّ  Evergreen هو اسم شركة الشحن التي تستأجر السفينة، السفينة نفسها تسمى Ever Given.

كما تعتبر Ever Given واحدة من بين 20 سفينة حاويات في أسطول Evergreen وتمّ تسميتها بتنسيق “Ever” + “G-word” الخاص بالشركة.

باخرة جائحة تعيق الحركة في قناة السويس.

اقرأ أيضاً : مبادرة التمويل العقاري الجديدة في مصر

Scroll to Top