حيثُ صرّحت المنظمة العالمية للمناطق الحرّة، “أنَّ المناطق الحرة من حول العالم جميعها متفائلة بشأن نمو الاداء خلال الأشهر المقبلة، وذلك ضمن استعداداتها الرئيسيّة لرفع مستويات الجهوزية المستقبلية لعالم مابعد الكورونا، وذلك بناءً على أجدد المؤشرات الصادرة ضمن تقرير “المقياس الاقتصادي العالمي للمناطق الحرة”.
وأوضحت المنظمة في تقريرِها، “أنّ نحو مايقارب الـ 42% من المناطق الحرة من حول العالم قد عبرت عن الرؤية الإيجابية لأدائها في الربع الرابع من عام 2025، كما وتتطلع إلى نتائج الربع الأول من عامنا الحالي 2025 لتتبع الاتجاه نفسه”.
وأشار التقرير أيضاً، “إلى أنّ الاستثمار والتوظيف وأرباح المناطق الحرة قد أظهرت تحسناً ملحوظاً في الربع الرابع مقارنةً مع الربع السابق من العام نفسه.
أدوات حديثة
قال محمد زرعوني، رئيس المنظمة العالمية للمناطق الحرة: “لقد بذلت المناطق الحرة في الآونة الأخيرة كاملَ جهدها لكي تضمن استمرار الأعمال ولكي تستأنف الأنشطة العاديّة الروتينيّة وسط القيود المُشددة التي فرضتها الجائحة. ولكنّ إنّ التحديات التي يواجهها العالم عموماً والمناطق الحرة خصوصاً، قد أوجدت الكثير من الفرص التي ساهمت في إحداث تنشيط وتنسيق العمل المشترك المتوازن والتكامل الاقتصادي، عبر تطوير وتحديث وزيادة مرونة السياسات بالإضافة إلى تبني أدوات تقنية حديثة قد عززت من جهوزيتها ومن استمرار أعمالها لعالم ما بعد الكورونا”.
كما أكّد الدكتور الزرعوني “أنّه من الممكن للمناطق الحرة أن تكون أكثر جهوزية من أجل المستقبل في حال أنها حاولت التركيز على تعافيها من قيود كورونا بشكلٍ طويل الأمد ومبني على المزيد من الشفافية في بيئتها الحاليّة والتزامها الاجتماعي.
وأكملَ إنه “على الرغم من ذلك، فإنّ تزامن عمليات المناطق الحرة مع الأهداف الرئيسيّة للتنميّة المستدامة للأمم المتحدة سوف تقدم فرصاً جديدة وحديثة لتعزيز طموحات النمو والتنمية المجتمعية”.
ندوة عبر الإنترنت
تماشياً مع التزام واحترام المنظمة العالمية للمناطق الحرة، خطة دعم التعافي السريع، لقد عقدت مؤخراً ندوة رقمية عبر الإنترنت بعنوان «إلى مستقبل أكثر إشراقاً».
وقد سجلت الندوة حضوراً يضم أكثر من 500 مشارك، كما تضمنت قائمة المتكلمين الدكتور سمير الحمروني، الرئيس التنفيذي للمنظمة، والدكتور موهان غورسوامي، الرئيس المعرفيّ في المنظمة، وسيسكا موخشلبوك والتي تعمل اقتصادية في معهد كييل للاقتصاد العالمي. حيثُ شارك هؤلاء المتحدثون عن تأثيرات جائحة كورونا على المناطق الحرة حول العالم، كما استعرضوا نماذجاً تطويريّة تم تصميمها من أجل تعزيز جهوزية المناطق الحرة في المستقبل.
تابع لدكتور الحمروني، “لقد قمنا بإنشاء مجموعة كبيرة وحديثة من برامج الشهادات ومجموعة من الموارد المميزة التي يمكن أن تساعد كل المناطق الحرة على الازدهار والنمو السريع في ظروف مختلفة ونادرة من خلال النظر إلى نهجٍ مستقبلي ومنظور طويل الأمد”.
واستمر الحمروني: «مما لا شك فيه أن الوباء دفعنا جميعاً إلى أن نصبح أكثر نشاطاً في استراتيجياتنا، وسوف تساعد هذه المشاريع مناطق مجانية على تحقيق مجموعة جديدة من المعايير العالمية التي ستفيد أصحاب المصلحة في جميع أنحاء العالم».
بيئة جديدة
أشار المتكلمون “إلى أن التحول الالكتروني وتبني منظومة «المرونة والتكيف» من الممكن أن يعززوا جهوزيّة المناطق الحرة حول العالم وأن يسرعوا انتعاشها وسط التأثير الاقتصادي للجائحة. وفي الندوة الرقمية، تم عرض الجيل الرابع من برنامج المنطقة الحرة المستقبلية، وهي مبادرة فريدة من نوعها وتمثل دليلاً إرشادياً متميزاً يساهم في تطوير منظومة المناطق الحرة وتعزيز جهوزيتها لعالم بعد الجائحة”.
كما أكّد الدكتور جورسوامي “إلى أن كورونا لقد مهدت الطريق بشكلٍ مبدأيّ لظهور بيئة أعمال جديدة، الأمر الذي يتطلب من المناطق الحرة إعادة توجهها الاستراتيجي لعملياتها، وقال إن نموذجنا العالمي الجديد، الذي نسميه أيضاً «الوضع الطبيعي الجديد»، يمهد الطريق للخروج بشكل أقوى من الأزمة. ويتطلب التجديد تحولاً في العقلية، مع التركيز على التعاون بدلاً من المنافسة، وزيادة الشمول، والابتكار المستمر، وانعكاس مبادئ «ESG»، إضافة إلى التركيز بشكل أكبر على الاستدامة أثناء التشغيل، وتتصور الاستراتيجيات الجديدة تحولاً في شبكة الإنتاج وثورة صناعية جديدة مدفوعة بالرقمنة”.
وقالت موخشليبوك، معبرة عن تفاؤلها: على الرغم من انخفاض المعنويات الاقتصادية بسبب الجائحة، إلا أن المناطق الحرة طبقت تدابير استباقية للتخفيف من آثار الجائحة من خلال التركيز على الرقمنة وزيادة الوعي، إضافة إلى تعزيز قنوات اتصالها وخدماتها الرقمية، وتعزيز قيمة محفزاتها واستراتيجياتها.
التعافي
كما أوصت المنظمة في تقريرها بأن الرقمنة والابتكار وأنظمة الإدارة العاملة، واستكشاف طرائق جديدة وقادرة للتمويل، بالإضافة إلى إدخال إطار لإدارة الأخطار المؤسسية من الممكن أن تعزز عملية تعافي المناطق الحرة، وظهروها بشكل أقوى للمرحة المقبلة بشكلٍ مستدام.