في ظل ارتفاع أسعار النفط، مازالت أوبك+ تحاول الحفاظ على نظامها، فقد أصبح النفط سلعة ساخنة، حيث ارتفع خام برنت بما يزيد عن 65 دولار للبرميل، وتجاوز خام غرب تكساس 60 دولار في هذا العام.
ودفع انتعاش أسعار النفط لزيادة تصميم أوبك+ على محاولة خفض الإنتاج أكثر مما تقوم عليه الآن، حيث كان النفط يتعافى بشكل طردي قبل أن تفقد الولايات المتحدة إنتاجها بنسبة 40% وذلك بسبب موجة البرد التي اجتاحت البلاد، علاوةً على أن التجمد العميق في تكساس قد كان عاملاً مساعداً لها، على الرغم من أن تأثيره تناقص مع إحراز الأرباح للمتداولين، فقد انخفض بنسبة ضئيلة في ذلك الوقت، ومع ذلك .. لا تزال التوقعات سائدة نحو الارتفاع مما قد يخلق مزيداً من التوترات بين أعضاء أوبك+ .
وكان سبب التعافي الواضح هو البدء بحملة التطعيم الذي نتج عنه تكثف في إنتاج الوقود، حيث ارتفع بدوره مخزون البنزين والإنتاج، وبالرغم من ذلك فإن إنتاج الولايات المتحدة سيظل أقل من 12 مليون برميل يومياً في الفترة المقبلة.
وأوضحت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها عن هذا الخلل أنه سيكون نقطة تحول الولايات المتحدة إلى مصدر صافي هذا العام، والذي بدوره سيدفع أسعار النفط لمزيد من الارتفاع مما يعكس أهمية كبيرة بالنسبة لأوبك+ .
وإضافةً إلى ذلك، فقد أوضحت المملكة العربية السعودية سابقاً أنها ستقوم بإضافة مليون برميل إلى الإمدادات العالمية يومياً على الرغم من أنها ستؤثر سلباً على الأسعار مستقبلاً.
وأضافت روسيا في تقريرها الأخير، أن سوق النفط قد أصبح متوازناً حيث قال رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك ” أن الطلب على النفط كان في العام الماضي أقل بنسبة 25% من مستواه الآن، وبحلول عام 2025 قد تقلص إلى 9% “.
أما بالنسبة إلى العراق فقد أبلغت عن زيادة في صادراتها النفطية في أوائل شهر فبراير على الرغم من محاولاتها في خفض إنتاج النفط الخام بشكل كبير وذلك لتعويض فائض إنتاجها في العام السابق، لكنه قد يتجاوز سقف 3.6 مليون برميل يومياً .
أما إيران تعد في منظمة أوبك+ من الأعضاء التي تعمل على زيادة الإنتاج بالفعل لأنها مُعفاة من التخفيضات، والتي تحمل خططاً كبيرة لعودتها.
ومازال الخلاف في أوبك+ شديد بين خفض الإنتاج أو زيادته، فقد حذر وزير النفط السعودي من التراخي حيث قال ” عدم اليقين مرتفع للغاية وعلينا أن نكون حذرين للغاية، ندوب أحداث الماضي يجب أن تعلمنا الحذر”.
وبالرغم من كل ذلك، هناك تهديدات باستسلام المنتجين الأمريكيين لإغراء نفط خام غرب تكساس بأكثر من 60 دولار ومازالوا يقاومون ذلك … ولكن قد يحدث أن يصل الإغراء إلى حالة يصعب مقاومتها مما ينعكس سلباً على أوبك+ .