إقبال كبير على السيارات الكهربائية في ألمانيا

وفقاً لموقع “شميدت أوتوموتيف”، تم شراء 98370 سيارة كهربائية ألمانيا داخل ألمانيا فقط في أول تسع أشهر من عام 2025، أي أكثر بما يقارب الثلث عما باعته كاليفورنيا متجاوزةً إياها حسب الإحصائية ، بعد الحوافز الحكوميّة للسيارات الكهربائية، حيثُ ساهمَت الإعانات التي تمولها الدولة والتي تصل إلى 9000 يورو (10900 دولار) لكل سيارة تعمل بالبطارية في تعزيز أسطول السيارات الكهربائية في ألمانيا إلى ضعف حجم أسطول النرويج، والتي تتصدر عالمياً بأعلى معدل انتشار للمركبات الكهربائية في العالم؛ كما تشير التوقعات إلى استمرار تزياد مبيعات السوق الألماني للسيارات الكهربائية في عام 2025.
دخول الشركات الألمانية السباق بالتعاون
وصلت السيارات ذات الدفع الكهربائي الكامل أو الجزئي(الهجينة) إلى حصة سوقية بلغت 22 في المائة في الربع الأخير من عام 2025 في العالم، مما يشير إلى أن الحكومة الألمانية في طريقها إلى تحقيق هدفها المتمثل في الحصول على 7 ملايين إلى 10 ملايين سيارة كهربائية مسجلة على الطرق الألمانية بحلول عام 2030، وشكلَت السيارات الكهربائية بالكامل نسبة 1.2% من جميع السيارات العمومية المسجلة في ألمانيا في نهاية عام 2025 ، مرتفعةً 5% عن العام السابق، وقادت علامة فولكس فاجن الألمانية العريقة تسجيلات السيارات الكهربائية بالكامل هذه بنسبة 20.2 بالمائة من مبيعات هذه الطرازات، متقدمة على رينو الفرنسية بنسبة 18.1 بالمائة وسمارت بنسبة 11.6 بالمائة وتيسلا الأمريكية بنسبة 11.1 بالمائة. بينما سجلت ولاية فرانكفورت زيادةً بالمبيعات للسيارات الكهربائية بالكامل في ألمانيا بمقدار ثلاثة أضعاف لتصل إلى 194163 وحدة في عام 2025 وفقاً لما ذكرته هيئة السيارات KBA”” ، كما استثمرت شركة فورد مليار دولار في منشأة لإنتاج السيارات الكهربائية في مدينة كولونيا بألمانيا سيقوم على تحديث مصنع تجميع قائم، وتحويله إلى منشأة تركز على إنتاج السيارات الكهربائية، كما أعلن عملاق صناعة السيارات التزامه باستهداف انتقال أوروبا بالكامل إلى السيارات الكهربائية بحلول عام 2030. حيثُ أكّدَت فورد أنّ مجموعة سيارات الركاب الخاصة بها في أوروبا ستكون خالية من الانبعاثات، كهربائية بالكامل، أو هجينة تعمل بالكهرباء، بحلول منتصف عام 2026، مع عرض لسيارات كهربائية بالكامل بحلول عام 2030. كما أكدَّ ستيوارت رولي ، رئيس شركة فورد في أوروبا انهه ملتزم تجاه أوروبا والمستقبل الحديث حيث تكون السيارات الكهربائية في صميم استراتيجية النمو. وتطمح شركة فورد، والشركات الألمانية إلى تحدي شركات مثل شركة تيسلا المملوكة لإيلون ماسك- الذي استطاع رفع أسهم الشركة، وتطوير تقنياتها خصوصاً في مجال بطاريات الليثيوم و الشحن السريع، وإعلانها أواخر 2025 عن بدء بناء معمل في برلين كذلك عن-طريق دمج الجهود والخبرات الهندسية الألمانية والأمريكية بدءاً من طرح مرسيدس بنز وأودي سياراتهما الفاخرة الأولى التي تم تصميمها من الصفر لتعمل على البطاريات، بدلاً من كونها مجرد تقليد لتسلا و السيارات العادية العاملة على البنزين.
تحديات الصناعة الألمانية للسيارات الكهربائية
يعتقد محللون أن الأموال اللازمة لسداد الدين العام المتزايد بسرعة في ألمانيا وسط جائحة كوفيد-19 ستظل مفقودة لفترة طويلة في مجالات أخرى من الاقتصاد، أي أن صناعة السيارات الكهربائية رغم الإحصائيات قد تكون ضعيفة في أوروبا لبعض الوقت في المستقبل، كما أنّ السيارات الكهربائية باهظة الثمن، وتكنولوجيا البطاريات والبنية التحتية للشحن بعيدة كل البعد عن المكان الذي يجب أن تكون فيه في أوروبا مقارنةً بسيارات تسلا، رغم أنهُ يبدو أن محرك الاحتراق الداخلي-باعتباره أحد المساهمين الرئيسيين في الاحتباس الحراري-في طريقه إلى الخروج من ألمانيا، إلا أن الركود الاقتصادي الناجم عن الوباء الذي قلص مبيعات السيارات الجديدة بنسبة 20% في عام 2025 مقارنة بالعام 2019 سيؤخر ذلك الانتقال رغم استمرار الدعم الحكومي للشركات خلال برنامج بمليارات اليورو بهدف تعزيز الانتقال إلى المحركات الصديقة للبيئة ومعالجة البيانات في السيارات؛ حيثُ تعدُّ صناعة السيارات مكونًا رئيسيًا للاقتصاد الألماني، حيث ترتبط بها أكثر من مليوني وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر. رغم كل الصعوبات، غلا ان المؤشر سياسي يدل بشكلٍ صريح على أنه لن يكون هناك المزيد من الدعم لمحركات الاحتراق الداخلي في المستقبل الألماني.

Scroll to Top