مازالت صعوبة العيش والحصول على حياة كريمة في سورية تتجه في طريق التعسر والضيق حتى بات تحقيق حلم الحصول على سيارة أمرٌ مرهِق على معظم السوريين في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والغلاء المعيشي وانخفاض قيمة الدخل لشرائح واسعة من الناس، فقد ازدادت أسعار السيارات المستعملة بنسبة 100% متأثرة بانهيار الليرة السورية وعوامل أخرى.
حيث يصل متوسط سعر سيارة الغولف 1976 إلى 8 ملايين ونصف ليرة والتي تعد من أكثر السيارات طلباً، وبلغ سعر الكيا ريو 2008 30 مليون تقريباً، والكيا فورتي 2009 بلغت 40 مليون، وارتفعت البيجو إلى 20 مليون ليرة، والشيري 2008 إلى 16 مليون ليرة، وارتفعت الهونداي سوناتا 2007 نحو 47 مليون تقريباً ، والسيتروين 38 مليون، والانفنتي 2006 بلغت 55 مليون ليرة، وتختلف أسعار السيارات المستعملة في سورية وفقاً لاستعمالها وعدد المسافات المقطوعة.
ويعود السبب الرئيسي لارتفاع أسعار السيارات بالدرجة الأولى إلى ارتفاع سعر الصرف بشكل هائل في هذا العام، بالإضافة إلى توقف الاستيراد منذ سنوات مما يقلل من السيارات المعروضة في الأسواق، كما يضاف إليها كثرة التجار والسماسرة الذين اتخذوا تجارة السيارات مهنة لهم وهذا ما يعكس ارتفاع السعر نتيجة الرغبة في الحصول على نسبة ربح من السيارة.
ولم تكن سورية وحدها من تواجه ارتفاع في سوق السيارات بل وشهدت الجزائر أيضاً ارتفاعاً ملحوظاً في الأوان الأخيرة إذ يبلغ سعر سيارة رونو سامبول بين 270 و285 مليون دينار جزائر، والهونداي إي 20 عرضت ب 290 مليون دينار جزائري ويعود سبب هذا الارتفاع في الجزائر إلى جمود مشاريع استيراد السيارات خلال السنوات الماضية حيث طالبت المنظمة الجزائرية بعودة الاستيراد للتخلص من الندرة الحادة في السوق.
بالمقارنة مع باقي الدول الأخرى حيث بلغ سعر الهونداي موديل 2019 في مصر 590 ألف جنيه مصري، والبيجو 508 تقريباً 479 ألف جنيه مصري، والأوبل كروس لاند 335 ألف جنيه، ويعود سبب انخفاض اسعار السيارات في مصر إلى انخفاض الفائدة في البنوك مما يقلل من نسبة التكاليف على الشركات والوكالات المستوردة، بالإضافة لإلغاء الجمارك على السيارات التركية وهذا سيسهم في انخفاض اسعار السيارات المصنعة في تركيا والمُصدرة إلى مصر، ناهيك عن ازدياد المنافسة بين الشركات ودخول العديد منها إلى مصر مما يؤدي إلى تخفيضات على اسعار السيارات .
أما الإمارات تعتبر من أكثر الدول التي تمتلك أهم أنواع السيارات الحديثة وتعيش حالة استقرار في أسعار السيارات حيث بلغ سعر الميستوبيشي ميراج 36.900 درهم إماراتي، والشيري أريزو 35.000 درهم، وتبلغ النيسان باترول من 199.900 إلى 342.000 درهم إماراتي
ويتضح سبب انخفاض السيارات المستوردة في الإمارات أنها قد لا تتناسب مع البلدان الخليجية ولا تحمل مواصفاتها، بينما تلك المصنعة وفق مواصفات الخليج وملائمة لمناخه، وقادرة على مواجهة الرمال والغبار نظراً لتواجدها الغزير في الإمارات قد تكون ذات تكاليف أكبر نوعاً ما.