أسعار الأسمدة عالميا تشهد ارتفاعا حادا نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية. حيث صعدت أسعار الأسمدة وسط مخاوف من أن تتسبب الحرب الروسية الأوكرانية في كبح الكميات المعروضة عالميا. إذ زادت أسعار اليوريا المستخدمة لأسمدة النيتروجين في مدينة نيو أورلينز الأمريكية إلى سعر 700 دولار للطن الأمريكي، مقابل سعرها 560 دولارًا في وقت سابق. كما بلغت نسبة الزيادة في أسعار الأسمدة نحو 25 %.
فيما تعد روسيا من أكبر المصدرين لمنتجات النيتروجين في العالم عام 2025. وقد تزامنت مخاطر تعطل شحنات النيتروجين مع ارتفاع تكاليف الأسمدة، وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا.
ارتفاع أسعار الأسمدة عالميا
بذلك حذر وزير الزراعة الأمريكي “توم فيلساك” شركات صناعة الأسمدة، وأيضا موردي المزارع من استغلال الحرب الروسية الأوكرانية.ذلك في رفع سعر الأسمدة، وقد أكد فيلساك على أن الوزارة ستعمل على مراقبة الزيادات غير المبررة للأسمدة.
أيضا تركز الوزارة على مراقبة أسعار السماد لأن ارتفاعها على المزارعين، يسهم في رفع أسعار المواد الغذائية.
كذلك صرح توم فيلساك للصحفيين يوم الخميس 24 فبراير إن وزارة الزراعة تحرص على منع الشركات من استغلال الأزمة الروسية الأوكرانية ذريعة لزيادة سعر الأسمدة لمستويات ليست مبررة.
اقرأ أيضا: تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي
أسعار الأسمدة والتضخم
حيث يعد التضخم من أهم المخاوف المحلية لإدارة بايدن إذ وصلت الزيادة السنوية لسعر السماد في يناير في نسبة 7.5%. هذا في مؤشر أسعار المستهلك؛ ليصل أعلى مستوى للأسعار على نحو 4 عقود. كما أدى الصراع الروسي الأوكراني إلى زيادة أسعار النفط الذي سينعكس على ارتفاع أسعار البنزين للمستهلكين.
فضلا عن ذلك قال فيلساك إنه لا يمكن تقييم نتائج الحرب الروسية الأوكرانية على الأسواق الزراعية العالمية وعلى سعر السماد. بالإضافة إلى أنه من غير المتوقع أن ينتج عن الأزمة الأوكرانية تضخم أسعار الغذاء للمستهلكين الأمريكيين.
خطر تعطيل الإمدادات
يشكل الهجوم الروسي على أوكرانيا خطر تعطيل الإمدادات العالمية من مغذيات المحاصيل. فقد قفزت أسهم شركة CF Industries Holdings Inc، إحدى كبريات شركات إنتاج الأسمدة النيتروجينية، إلى مستوى قياسي يوم الخميس 24 فبراير. فيما قال المحلل الاقتصادي أليكسيس ماكسويل إن السبب في صعود أسهم الشركة، جاء نتيجة كون روسيا أكبر المصدرين في العالم لمنتجات النيتروجين عام 2025. لكن في ظل الحرب الدائرة والتهديد القائم لا يمكن التوقع بشأن أي شي يخص الإمدادات.
الجدير بالذكر تعد روسيا المنتج العالمي لجميع الأسمدة، في كميات كبيرة، وأسعار منخفضة. كذلك هي ثاني أكبر منتج على المستوى العالمي لمادة البوتاس، بعد دولة كندا. حيث أن البوتاس هو مادة مغذية يتم استخدامها في الزراعة. بينما أفاد كبير المحللين باتريك دونلي في شركة “ثيرد بريدج” للاستشارات بأن سعر السماد قد ارتفع لأعلى مستوى على الإطلاق. مما سيؤدي ذلك إلى مزيدًا من الضغوط مع احتمال كبير في نقص التوريد في العام القادم، قبل موسم الزراعة في أمريكا الشمالية.
اقرأ أيضا: بورصة موسكو والروبل ينهاران مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا