السلام عليكم. أحدثكم اليوم عن نبات الكوسا، أو القرع (الأسم العلمي: Cucrbita pepo)، و الاسم الإنجليزي Summer Squash، والذي يعدُ من الخضار الصيفية التي تتلون ثمارها بلون الأصفر، أو الأخضر اللون (الذي يطبخ، ويؤكل بطرق مختلفة)، وتقدم على مائدة الطعام على شكل أطباق لذيذة المذاق، وهي غير ناضجة نباتياً. أي لا تؤكل نيئة في الغالب، ويصنف نبات الكوسا بأنه من فصيلة القرعيات (Cucurbitaceae)، ويرجح أن أصل النبات يعود إلى الولايات المتحد الأمريكية، ويوجد داخل ثمرة الكوسا بذور تستخدم للأكل إما نيئه، أو بعد تحميصها (موالح) بعد استخلاصها من ثمار الكوسا الكبيرة الحجم.
فوائد الكوسا الطبية
من الخصائص الصحية للكوسا محتواه المنخفض من السعرات الحرارية، ولذلك ينصح به في برامج تخفيض الوزن عند، ويحتوي الكوسا الكثير من المعادن مثل البوتاسيوم ، والزنك ، والكبريت ، واليود ، و الكلسيوم، والفسفور، والنحاس ، والكثير من الفيتامينات مثل فيتامين أ ، وفيتامين ب ، وفيتامين و، و يحتوي الكوسا على الألياف بكميات كبيرة كلما كان حجم الثمرة أكبر، والكثير من السكريات، والبروتينات، والدهنيات، وكما يعتبر الكوسا من مضادات الأكسدة، ولكن يفقد الكوسا الكثير من محتواه بعد عمليات الطبخ، ويحتوي كل 100 غرام من الكوسا الغذائية التالية:
السعرات الحرارية: 17، الدهون: 0.32، الكاربوهيدرات: 3.11، الألياف: 1، السكر: 2.50، البروتينات: 1.21، وتحتوي ثمار الكوسا على الكثير من الماء قد تصل إلى 95% مما يساعد في التخلص من الجفاف والعطش، ويحقق بذر الكوسا فوائد طبية متعددة أوجزها فيما يلي:
- تستخدم بذور الكوسا في التخلص من الديدان المعوية.
- تستخدم البذور في تخفيف حدة أعراض تضخم غدة بروتستانتا عند كبار السن.
- يعالج موضوع القيء عند النساء الحوامل.
- يساعد في علاج الأشخاص المصابين بدوار البحر.
- تساعد بذور الكوسا في تخفيف العطش وتخفيض الحرارة عندما يكون الجو حاراً.
- تساعد بذور الكوسا في إدرار البول وتفتيت الحصى.
- تستخدم بذور الكوسا كمقشع.
- تساعد في تهدئة الأعصاب والطباع.
كما تحقق ثمار الكوسا فوائد طبية متعددة أذكرها فيما يلي:
- تستخدم ثمار الكوسا في علاج الكثير من الأمراض الجلدية، وترطيب البشرة.
- تستخدم ثمار الكوسا في دعم جهاز المناعة بشكل عام .
- تساهم ثمار الكوسا في نمو العظام، والأسنان.
- تساعد ثمار الكوسا في منع اليرقان، وتنشط الكبد .
- تعتبر ملينة للمعدة، بالإضافة إلى تليين الأمعاء .
- تساعد ثمار الكوسا في تخفيض ضغط الدم .
- تساعد في تحسين وتقويّة الذاكرة .
- تستخدم في برامج تخفيض الوزن .
- تستخدم الكوسا في الكثير من الأكلات الشهية.
الظروف الجوية المناسبة لزراعة الكوسا
يفضل زراعة الكوسا في الأجواء الجافة، وتعتبر أفضل درجات الحرارة التي تناسب نموه 15 – 27 مئوية، والكوسا لا يتحمل الصقيع، ويمكن التغلب على هذه المشكلة بعمل زواريب حول النباتات بواسطة الحطب (عيدان القطن الجافة )، أو البوص (عيدان الذرة الجافة ).
التربة المناسبة لزراعة الكوسا
تجود زراعة الكوسا في جميع أنواع الأراضي ما عدا الأراضي الملحية، و رديئة الصرف، وتجود في الأراضي الصفراء الخفيفة الغنية بالمواد العضوية، والأراضي الثقيلة التي تتميز بإعطاء محصول وفير. بينما تعطى الأراضي الخفيفة محصول مبكر.
إعداد الأرض لزراعة الكوسا
يتم حرث الأرض مرتين أو ثلاث مرات، وتنعم التربة جيداً، ثم يضاف السماد البلدي قبل الحرثة الأخيرة، وبعد ذلك تخطط الأرض بمعدل 7 – 9 خطوط للأصناف القائمة. أما الأصناف المدادة فيتم حفر 4 مساطب. أما في الأراضي الرملية، والخفيفة يتم وضع السماد البلدي في خنادق، ثم يطمر بالتراب بحيث يكون اتجاه المساطب، أو الخطوط من الشرق إلى الغرب .
مواسم زراعة الكوسا
أولاً : الأصناف القائمة:
وهى تزرع على مدار العام طالما توفرت الحرارة الملائمة مثل الكوسا الاسكندراني . وتزرع في ثلاث عروات.
- عروة صيفية من فبراير حتى يونيو.
- عروة نيلية في يوليو وأغسطس .
- عروة شتوية من سبتمبر إلى نوفمبر وهذه تحتاج إلى عملية تدفئة.
ثانيا: الأصناف المدادة:
مثل الكوسا البلدي، وتزرع في عروتين.
- عروة صيفية من فبراير إلى مايو.
- عروة نيلية في يوليو وأغسطس .
كمية البذور اللازمة لزراعة الكوسا
يحتاج الفدان إلى 1 – 3 كغ من بذور الكوسا، وتتوقف الكمية المطلوبة من البذور على الصنف، والعروة فنجدها تزداد في الأصناف القائمة، وكذلك في الأوقات الباردة . ويجب مراعاة الظروف، والتوقيت في الزراعة ففي بعض الأشهر تزرع الكوسا بنظام الزراعة المكشوفة، وفي بعضها الآخر تزرع الكوسا في نظام الزراعة المحمية.
إعداد البذور اللازمة لزراعة الكوسا
عند الزراعة في الأوقات الباردة يتم نقع البذور في الماء الدافئ 36 ساعة ثم توضع بعد ذلك بين طبقتين من الخيش المبلل، ونحيطه بالتبن لمدة 24 – 48 ساعة ليصل طول إنبات البذور إلى 1-3 سم.
طريقة الزراعة الكوسا
عند الزراعة في الأراضي الرملية، والخفيفة تزرع البذور جافة في جور على أبعاد 40 سم للأصناف القائمة، و80 سم للأصناف المدادة ثم تروى الأرض بعد عملية الزراعة، وعند الزراعة في الأراضي الثقيلة، و في العروات الدافئة تزرع البذور جافة (بالطريقة التعفير) في جور أبعادها 40-60 سم بمعدل 2-3 بذور في الجورة للأصناف القائمة، و 80-120 للأصناف المدادة ثم تروى الأرض بعد عملية الزراعة على أن تكون الزراعة على الاتجاه القبلي شتاءً، وعلى الاتجاه البحري صيفاً، وفى العروات الباردة تكون الزراعة بالبذور المنبتة بمعدل 3-5 بذور في الجورة الواحدة .
إعداد الأرض للزراعة
يتم حرث الأرض مع مرتين، أو أكثر بشكل متعامد على أن يضاف السماد البلدي قبل الحرثة الأخيرة ثم تخطط الأرض بمعدل 9 خطوط للأصناف البلدية، و10 – 12 خطوط للأصناف الأجنبية.
عمليات الخدمة نبات الكوسا:
الري:
تروى النباتات الرية الأولى بعد حوالى 20-25 يوم من الزراعة بعد إجراء عملية الخف حيث تظهر الورقة الرابعة على النبات ثم يكون الري بعد كل 7-10 أيام في الصيف، وكل 10-15 أيام في الشتاء، ويجب أن تتقارب فترات الري أثناء جمع المحصول في الأراضي الخصبة. أما الأراضي الرملية، وأراضي المناطق الدافئة فيجب أن تكون فترات الري متقاربة ففي الأراضي الرملية يتم الري كل 3-4 أيام .
العزيق:
يتم إجراء العزيق للأرض عند جفاف الأرض، وبعد تمام الإنبات، وتحتاج الكوسا بشكل عام إلى ثلاث عزقات خلال الموسم.
خف النباتات:
يتم خف الجور على نبات واحد عندما يكون على النبات 2-4 ورقات، وتروى الأرض بعد الخف مباشرةً، ويمكن خف الجورة على نباتين في الأصناف القائمة.
الترقيع:
تتم عملية الترقيع بعد حوالي أسبوعين من الزراعة حيث تستبدل الشتلات الغير صالحة، أو الذابلة، أ والميتة، وبعدها تروى الأرض.
التسميد:
يحتاج الفدان إلى 200 كغ سلفات نشادر على دفعتين الأولى بعد 3 أسابيع من الزراعة، والثانية بعد 3 أسابيع من الأولى . أما عند إنتاج التقاوي يضاف 100-150 كغ سوبر فوسفات يتم نثرها. هذا مع العلم إن الأراضي الرملية تحتاج إلى 200-300 كغ سوبر فوسفات + 50-100 كغ سلفات بوتاس لكل فدان.
النضج والحصاد:
بعد نحو 45-70 يوم من الزراعة يتم جمع الثمار، وذلك حسب الصنف، والعروة، ويستمر جمع الثمار 2-3 شهر، وتجمع الثمار بمجرد تفتح الأزهار، أو بعد سقوط النورة بيوم واحد، وتجمع الثمار كل 2-3 يوم في الصيف، وكل 5-7 يوم في الشتاء.
كمية الإنتاج
يعطى الفدان في الصيف بمعدل 10-12 طن، وفى الشتاء 6-8 طن .
أهم الأصناف :
- البلدي:
من الأصناف المدادة يصل طول النبات إلى حوالي ثلاثة أمتار، وكمية المحصول الناتج قليلة، وتتميز الثمار بالتفاوت فى وقت النضج مما يتيح الحصول على أحجام متفاوتة في وقت واحد.
- الاسكندراني:
من الأصناف المدادة، وهو صنف مبكر، وغزير الإنتاج، ويبدأ جمع المحصول بعد حوالى 40 يوم من الزراعة .
- ستريت تك:
صنف مشابه للصنف الاسكندراني، ولكن هناك اختلافات بسيطة بين النوعين مثل لون الثمرة حيث يكون لون الثمرة في هذا الصنف أصفر مخضر، وملمسها به تجاعيد طفيفة.
- زوكيني:
صنف مشابه للصنف الاسكندراني، ولكن هناك اختلاف في طبيعة النمو، وشكل الثمرة فتتلون الثمار في هذا الصنف بلون الأخضر الغامق مع بقع صفراء فاتحة، أو يمكن أن يكون اللون أخضر فاتح.
- كوكوزيل:
صنف إيطالي يماثل صنف الزوكيني، وثماره مخططة .
الآفات والأمراض :
يعد البياض الزغبي، والبياض الدقيقي، ودودة ورق القطن، الذبابة البيضاء، والمن، وخنفساء القثاء، وبقة القرع، والحشرة ذي الرائحة الكريهة، والدبابير من أهم الآفات، والأمراض التي تصيب الكوسا.
إنتاج التقاوي:
الكوسا نبات وحيد المسكن. أي يوجد أزهار مؤنثة توجد فى أعناق قصيرة، وأزهار مذكرة توجد فى أعناق طويلة على نفس النبات، وللحصول على بذور يكون ذلك خلال العروتين الصيفية، والنيلية فقط حيث يتم انتخاب ثمار على نباتاتها حتى يتم نضجها تماماً، وذلك باصفرار قاعدة الثمرة وزيادة تصلبها، والنبات يعطى 2-3 ثمرات بعدها تقطع هذه الثمار، ويتم تخزينها حتى تلين ثم تقطع بأله حادة، وتستخرج البذور، وتغسل بالماء، وتجفف ثم تعبأ.
زراعة الكوسا في البيوت المحمية:
تعدُ زراعة الكوسا في البيوت المحمية من الطرق التي يتم فيها التغلب على الظروف الجوية الغير ملائمة، والتي قد تؤدي إلى تلف المحصول، وإنتاج الكوسا في غير مواسمها، ولزراعة الكوسا في البيوت المحمية فوائد عدة منها زيادة الإنتاج، وقصر دورة حياة النبات التي تمتد من 50-60 يوم من الزراعة، وحتى موعد الحصاد، وتخفيض اليد العاملة المطلوبة.
طريقة زراعة الكوسا في البيوت المحمية:
بعد انتهاء برودة الجو نبدأ في عمل حفر في التربة يصل عمقها إلى 2.5 سم، و تكون المسافة بين الحفرة، والأخرى نحو 91 سم، ويجب قياس درجة حموضة التربة على أن تكون بين 6 و 7.5 درجة ثم نقوم بوضع بذور الكوسا داخل هذه الحفر، ومن ثم نبدأ في تغطية البذور بالتربة، ونقوم بعدها بري التربة.
نصائح هامة عند زراعة الكوسا:
الكوسا من النباتات الحساسة تجاه العطش، ولهذا لابد من تجنب تعرضها للعطش، والحرص على ريها بانتظام.
وفي نهاية هذا المقال أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم الفائدة المرجوة من هذا المقال بشكل شيق، وممتع، وأستودعكم الله على أمل اللقاء القريب إن شاء الله.