مفهوم الاستقرار وأهميته أنواع استراتيجيات الاستقرار

مفهوم الاستقرار وأهميتها أنواع استراتيجيات الاستقرار ولكن لا يكفي الحديث بهذا الشكل! لنتحدث بشكل بسيط الآن. بالتأكيد تعرفون شركة dell، في حال كنتم من متابعي صناع التكنولوجيا فبالتأكيد قد عرفتم أن شركة dell الأمريكية الشهيرة والرائدة كان قد توقفت عن العمل بعد بدئها بفترة قصيرة. وذلك لأنها شهدت نموًا هائلًا لم تكن على استعداد له، فاتبعت استراتيجية معينة لم تكن من خلالها تتخلى عن مكانتها، ولكن لأنها حققت نموًا بنسبة 285% في غضون عامين! مما دفعها لأخذ استراحة قصيرة حتى تتمكن من إعادة رسم خططها، ووضع موظفين ومدراء جدد قادرين على إدارة هذا النمو، وبناء المرافق الجديدة لتؤمن صناعة أجهزة الكمبيوتر لزبائنها الذين توزعوا في 95 دولة، وإدارة حقيقية لـ 2 مليار دولار من الإيرادات، وأكثر من 5600 موظف. وها هي اليوم من أعظم شركات صناعة أجهزة الكمبيوتر. فما هي الاستراتيجية التي اتبعتها؟ لنتعرف سويًة على تعريف استراتيجيات الاستقرار وما يتعلق بها بالتفصيل.

مفهوم الاستقرار

المقصود بـ مفهوم الاستقرار هو استراتيجية مؤسسية تركز فيها المؤسسة أو الشركة على الحفاظ على وضعها الحالي في السوق. كما تركز الشركات التي تتبنى مثل هذا النهج على منتجها الحالي وسوقها. كما وتركز على تقديم مثل هذه المنتجات لنفس العملاء ولا تهدف إلى تقديم منتجات جديدة للحفاظ على حصتها في السوق.

تستخدم غالبية الشركات التي تكون راضية عن حصتها في السوق أو مركزها الحالي لهذه الاستراتيجية أيضًا، ولا تحتاج حينها إلى أي موارد إضافية أو خبرات عالية. يكفي استخدام الخبرة الحالية للقوى العاملة ولكن تحتاج هذه الاستراتيجية إلى بيئة بسيطة ومستقرة.

بعبارة أخرى إن تعريف استراتيجية الاستقرار هو آلية عمل تحافظ على استقرار الشركات في بيئة غير مستقرة. فعندما يصبح السوق غارقًا بمنتجات الشركة سيكون من الخطورة تقديم إصدارات جديدة، بغض النظر عن مدى ذكاء وابتكار المنتج.

مفهوم الاستقرار وأهميتها أنواع استراتيجيات الاستقرار

شاهد أيضًا: الإدارة الاستراتيجية Strategic Management تعريف المفهوم مع الأمثلة.

أهميته استراتيجية الاستقرار

عرفنا أن مفهوم استراتيجية الاستقرار هو آلية عمل تتبناها الشركة للحفاظ على حصتها في السوق، وعادةً ما يتم تبني هذه الاستراتيجية من قبل الشركات الناضجة في السوق، لأنها تكون أكثر عرضة للمخاطر من الشركات الناشئة.

إن اتباع هذه الاستراتيجية لا يعني أن الشركة لا تسعى للتحسين والنمو! إنما هي هنا تركز على تحقيق الاستقرار والتحسين التدريجي. على سبيل المثال، قد تركز شركة كهربائيات استهلاكية على تقديم خدمات الصيانة بعد البيع للعملاء الحاليين، وليس على اكتساب عملاء جدد. وفي ظل تبني هذه الاستراتيجية تضع الشركة خطة دقيقة للعمل عن طريق بيع القطاعات غير العاملة أو عن طريق الاستثمار في البحث والتطوير.

قد يضيع الوقت والاستثمار في الشركة مما يؤدي إلى وقوع الشركة في أزمة مالية حادة. ولتجنب هذا تلتزم الشركات بمنتجات مجربة من قبل وهنا تكمن أهمية التعرف على تعريف استراتيجيات الاستقرار بالشكل الصحيح.

شاهد أيضًا: استراتيجية التسعير لزيادة المبيعات.

أنواع استراتيجية الاستقرار

لكل مرحلة من مراحل السوق هناك نوع من استراتيجية الاستقرار تناسب المرحلة. إليكم فيما يلي أنواع استراتيجيات الاستقرار وهي:

استراتيجية مع عدم التغيير: يوحي الاسم إلى أن الشركة لن تقوم بأي أنشطة جديدة. وبدلًا من ذلك ستواصل أعمالها الحالية وقد تتبع الشركات القديمة الراسخة لهذه الاستراتيجية.

استراتيجية ذات نمو متواضع: تسعى الشركة لنفس الهدف كما فعلت سابقًا. على سبيل المثال، إذا حققت الشركة نموًا بنسبة 5 % في العام الماضي ففي العام الحالي أيضًا سوف تستهدف ذات النسبة المئوية عن طريق إجراء تعديلات للتضخم. وهو النهج الأكثر استرخاءًا، كما أن مخاطرهُ منخفضة، ولا يحتاج إلى أي جهود أو موارد إضافية.

استراتيجية النمو المستدام: تُتبع هذه الإستراتيجية من قبل الشركات في حال اعتقدت تلك الشركات أن البيئة الخارجية غير مواتية. على سبيل المثال، إذا كان الاقتصاد في حالة ركود، أو إذا كان هناك نقص في الموارد المالية يتم اتباع هذه النوع من استراتيجيات الاستقرار.

استراتيجية الربح: إذا كان هدف الشركة هو توليد الربح فقد تتبنى الشركة استراتيجية الاستقرار، وقد تكون تلك الشركة التي تتبع هذه الإستراتيجية على استعداد للتخلي عن بعض حصصها في السوق لكسب المال.

استراتيجية التوقف: حيث يتم تبني هذه الاستراتيجية في حال تمتعت الشركة بنمو سريع في الماضي واستخدام هذا النمط تكون الشركة على نية في أخذ قسط من الراحة قبل الدفع باتجاه النمو مرة أخرى. أو يمكننا القول إن الشركة تتحرك بحذر لبعض الوقت قبل السعي لتحقيق النمو مرة أخرى، وهي استراتيجية مؤقتة تسمى بفترة الراحة، لجعل إنتاجها أكثر كفاءة لاستغلال الفرص المستقبلية.

من الجدير بالذكر، أنه على الشركات دراسة ظروف السوق بعناية، ودراسة تعريف استراتيجيات الاستقرار بعناية. لأنها العامل الذي سيحدد نجاح أو فشل استراتيجية استقرار معينة من أنواع استراتيجيات الاستقرار المذكورة أعلاه.

متى يتم اعتماد استراتيجية الاستقرار

بعد أن تعرفنا على مفهوم الاستقرار وأهميتها وأنواع استراتيجيات الاستقرار، من الجدير بالذكر أنه في حال كانت الشركات تخطط وتسعى لتعزيز موقعها ومكانتها في الصناعة التي تعمل فيها. فهي ستستعين بأحد استراتيجيات الاستقرار. بعبارة أُخرى، لنفترض أن الدولة التي تعمل فيها أحد الشركات تواجه ركودًا أو تباطؤًا في أسواقها، هنا سترغب الشركات في توفير النقود بدلًا من إنفاقها لأغراض التوسع لذلك تستخدم استراتيجية الاستقرار.

علاوةً على ذلك، في حال كان لدى الشركة ديون أو قروض كبيرة فيمكنها أيضًا تطبيق تلك الاستراتيجية بدلًا من السعي للتوسع. وذلك لأنها تضمن أن لديها النقد لدفع الفائدة والمبلغ الأساسي أيضًا. لأنه لم يعد هناك مجال للنمو بسبب وظائف الشركة التي وصلت إلى مرحلة النضج والخبرة.

على سبيل المثال، ذكرنا لكم في المقدمة سيناريو عن شركة dell التي كانت قد استخدمت استراتيجية الاستقرار بعد النمو السريع في تجارة بيع الأجهزة التقنية وأجهزة الكمبيوتر. وامتدت عملياتها إلى أكثر من 95 دولة وبلغت المبيعات حوالي 2 مليار دولار، مما زاد من عدد الموظفين إلى حوالي 6000 موظف. واضطرت الشركة حينها إلى إعادة هيكلة عملياتها ومؤسساتها من خلال تطبيق مفهوم أحد استراتيجيات الاستقرار، في وقت لم تكن هي مستعدة للتعامل مع هذا النمو الهائل.

مفهوم الاستقرار وأهميتها أنواع استراتيجيات الاستقرار

أسباب تبني الشركات لاستراتيجية الاستقرار

نستنتج أن تطبيق مفهوم استراتيجية الاستقرار لدى الشركات يساعد على الحصول على قسط من الراحة بعد النمو السريع في السنوات القليلة الماضية. مما يسمح بتوحيد النتائج والموارد والتخطيط لخطواتها القادمة. كما أنه من الوارد جدًا أن تقرر الشركات التباطؤ بالعمل في ظل ظروف السوق المعاكسة. وذلك لتجنب أي فقدان للسيطرة المالية في السوق. ومن أهم أسباب تبني الشركات لاستراتيجية الاستقرار هي كما يلي:

  • تكون الشركة راضية عن وضعها الحالي في السوق.
  • تعمل الشركة في ظروف حركة سوق ضئيلة أو معدومة.
  • تتطلع الشركة إلى تعزيز مكانتها في السوق.
  • ظرف الاقتصاد العامة في البلاد.
  • اضطرابات اقتصادية.
  • طلب قليل ومخاطر عالية مما يفسد الاستثمارات.
  • الابتعاد عن المخاطر مؤقتًا.
  • اتخاذ وقت للراحة والنظر في الخطط المستقبلية.
  • تسمح الاستراتيجية بالانتقال السلس إلى الخطط والكيانات الجديدة للشركة قبل البدء بإجراء تغييرات جذرية.

مميزات استراتيجية الاستقرار

لا يعطل تطبيق مفهوم استراتيجية الاستقرار النمو الروتيني للشركة كما هو متعارفٌ عليه. بل إنها تمتلك بعض المميزات وهي كما يلي:

  • هذه الاستراتيجية أقل خطورة ما لم تواجه الشركة ظروفًا قاهرة مختلفة.
  • تسمح الاستراتيجية بإعادة التفكير في خطط الشركة للمستقبل أي تنظيم أعمالها.
  • الحفاظ على الشبكة الروتينية الحالية.
  • الرضا عن الأداء في الشركة.
  • لا يتم التركيز على المنافسين بل على السوق ونسبة المبيعات الثابتة.
  • لا يوجد متاعب مالية.

شاهد أيضًا: استراتيجية المحتوى Content Strategy.

عيوب استراتيجية الاستقرار

إن تطبيق مفهوم استراتيجية الاستقرار ليس فعالًا على المدى الطويل، ويمكن أن تجعل الشركة تخرج من السوق، أو عفا عليها الزمن في السوق. كما لا يوجد فيها أي حافز للابتكار أو خلق منتجات جديدة بالإضافة إلى :

  • خطورة فقدان حصة الشركة في السوق والتقدم من قبل شركات منافسة.
  • نمو معدوم وأرباح ثابتة.
  • تناسب الشركات الصغيرة بشكل أكبر من الشركات الكبيرة.

شاهد أيضًا: تعلم استراتيجية إدارة رأس المال

في ختام مقالنا الذي تحدثنا من خلال سطوره المتواضعة عن مفهوم الاستقرار وأهميتها أنواع استراتيجيات الاستقرار. ننوه إلى أن اعتماد الشركات إلى أحد استراتيجيات الاستقرار المذكورة، هي فقط لتلبية بعض الاحتياجات والمتطلبات الخاصة بالشركة. ويتم تبنيها بشكل أساسي عندما يتم العمل في سوق راكدة أو مشبعة بالمنتج. أي إنها استراتيجية منخفضة المخاطر ومنخفضة العائد، ولكنها تتيح للشركة أخذ استراحة محارب قبل البدء من جديد.

Scroll to Top