مرض الفاروا الذي يصيب النحل وطرق علاجه

بعد الفاروا من الكائنات الصغيرة التي تصيب خلايا النحل وتهدد وجودها بسبب طبيعتها الطفيلية. لذلك من الضروري التعرف عليها، وتكوين معرفة كاملة بأعراض الإصابة بها، والوقاية منها في سبيل حماية خلاياك من أضرارها. وها نحنا ذا في مقالنا التالي سنوضح لك تفصيلًا أهم الأمور المتعلقة بمرض الفاروا.

كائنات الفاروا

الفاروا أو كما تعرف بالفاروا المدمرة، هي إحدى أنواع الحيوانات التي يعود جنسها للفصيلة الفاروية. وتتميز بحجمها الصغير، ولونها البني الداكن، بالإضافة إلى شكلها البيضوي المسطح.

وتسمى هذا الكائنات بقراد الفاروا المدمرة بسبب آثارها الفتاكة، فهي تعيش متطفلةً بين حلقات البطن لذكور النحل أو على يرقاتها، لتتغذى على النحلة نفسها. ويحدث ذلك من خلال إنشاء ما يشبه الثقب أو حتى الجرح في جسم النحلة عن طريق أجزاء حادة موجودة في الفم، لبدء عملية امتصاص الدماء.

تشخيص الإصابة بمرض الفاروا

تعد الطريقة الأفضل لتشخيص الإصابة بهذا المرض هي الفحص الدقيق لحلقات النحل البطنية، وليس أي نحل بل النحل السارح على وجه التحديد. ويمكن ذلك عبر كشط بيوت الحضنة الذكرية في فصل الربيع، وكشط بيوت النحلات العاملات في فصل الخريف. وفي حال الإصابة ستظهر الفاروا بوضوح على جسم الحضنة وفق أعراض سنذكرها فيما يلي.

أعراض الإصابة بمرض الفاروا عند النحل

  • قلة انتاج النحلات العاملات للعسل.
  • ظهور عذارى ويرقات النحل على شكل أكوام ميتة موجودة على مدخل الخلية.
  • ظهور القراد بوضوح، وبالعين المجردة على حلقات النحل البطنية، حتى أنه قد يظهر على براويز الخلية.
  • ضعف عام في طائفة النحل، وانتشار نحلات مشوهة خاصةً في أول الخريف والربيع.

طرق نقل العدوى للنحل

تنتقل عدوى مرض الفاروا بطرق مختلفة، ومن هذه الطرق نذكر ما يلي:

  • دخول ذكور النحل المصاب إلى أماكن تواجد طوائف سليمة في الربيع، وحتى خلال مدة التلقيح للملكات.
  • تواجد طوائف مصابة وسلمية بالقرب من بعضها.
  • استعمال النحال لأدواته دون تعقيم بين المناحل السليمة والمصابة بشكل متعاقب.
  • دخول نحلات تائهة مصابة إلى طوائف غريبة عنها وسليمة.
  • عند موت الملكة، ستحول الخلية إلى خلية ذكورية، التي تعتبر بيئة مناسبة للقراد.

دورة حياة الفاروا

تبدأ دورة حياتها على شكل طفيلي يدخل للعين السداسية التي تحتوي على اليرقات في الطور الأخير قبل أن تغلق تلك العين بفترة قصيرة. فيمتص هذا الطفيلي جرعات دم من اليرقة، وتضع بعدها بيوضها على جدران تلك العين. يصل عدد تلك البيوض لخمس بيضات تقريباً.

وخلال 24 ساعة تتطور حياة الجنين ضمن البيضة، ليبدأ بطور يسمى طور الحورية الأولي. بعد 48 ساعة تفقس تلك البيضة وتتغذى كائنات الطور الأول لتنسلخ عنها كائنات الطور الثاني التي تعتمد في غذائها على دماء النحلات العذارى لأكثر من يوم. في النهاية ينسلخ الطور النهائي الكامل لتصبح الفترة الممتدة من البداية حتى الطور الأخير هي 7 أيام للذكور و9 أيام للإناث كحد أقصى.

طرق العلاج والوقاية من مرض الفاروا

  • يجب استخدام نوع محدد من الزيوت كزيت النعناع أو زيت القرنفل أو زيت الكافور أو الزعتر بمعدل لا يقل عن 1 ملم للطائفة ككل.
  • ينصح المختصين باستخدام حمض الفورميك بنسبة 60%، إذ تعطي هذه النسبة نتائجًا جيدة.
  • استخدام شرائط تسمى بشرائط الأبستان، حيث تحتاج الطائفة لشريطين في غضون 28 يوم.
  • يعتمد كثير من المربين على مبيدات جهازية كالبيرزرين، إذ يخلط 10 ملم منه مع 490 ملم من محلول سكري. ويضع مربي النحل ما لا يزيد عن 50 ملم على شكل نقاط.
  • يمكن أيضاً استعمال شرائط البيفارول، لكن يجب أن يكون عددها ضعف ما يتم وضعه في حالة شرائط الأبستان.
  • يستخدم النحالون مبيد جهازي اسمه أبيتول، وهو على شكل بلورات يحصلون عليها بكمية ثابتة 2 غرام، حيث يذيبون بلتر من محلول سكري فيشكلون كمية تكفي لطائفتين.
  • يمكن الاستعانة بحمض الأوكساليك بتركيز لا يتعدى 3 %، ليرش على النحل ثلاث أو أربع مرات يومياَ، مع العلم يجب أن يزيد المربي الكمية حتى 2 ملم كل أربعة أيام على براويز الخلية دون إغفال رش الوجهين.
  • يستخدم عدد من مربي النحل حمض اللاكتيك عبر نفس النسب والطريقة السابقة.

في نهاية المطاف يجب التأكيد على أن مرض الفاروا الذي يصيب النحل مرض لا يستهان به، ويجب البحث عن طرق علاجه والوقاية منه باستمرار، سواء كانت عبر مواد طبيعية أو عبر طرق كيماوية. لأن أي آفة قد تصيب طائفة النحل ستؤثر على إنتاجية هذا النحل، وجودة العسل، وقدرة الطائفة كلها على البقاء والاستمرار.

Scroll to Top