مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية متعددة، كما أنها تزداد في وقتنا الحالي الذي نتعرض فيه بشكل مستمر للعديد من الإعلانات والدعايات في كل مكان. سواء على الهواتف المحمولة أو على شاشات التلفاز، أو الأجهزة اللوحية، وحتى في الطرقات. عدا عن الإحصائيات التي وصلنا إليها اليوم، والتي تشير بأننا جميعًا نرى يوميًا ما يزيد عن 280 إلى 310 دعاية إعلانية تجعلنا باللاشعور نتأثر بما نراه، وننساق خلف ما نشاهده ليؤثر علينا بشكل ما قد لا يكون سليمًا في ظل تعدد الإعلانات. فإذًا ما هي مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية؟ وإلى مدى تؤثر في مختلف نواحي حياتنا اليوم؟ وهل يمكن تخطيها ومواجهتها. تابعوا معنا عبر منصة تجارتنا لمعرفة ذلك، ومعرفة كيفية مواجهة مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية.
مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية
تكمن مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية في كونها واجهة دعائية تفقد قدرة المتلقي على التفكير الناقد، وتجعل محور تفكيره فيما يراه في الإعلان الظاهري فقط متغاضيًا عن ما تحمله حقيقة الإعلان أو الدعاية الإعلامية خلف واجهتها. وفيما يلي سنبين العديد من مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية التي تعكس تأثيرها السلبي على المتلقي بصورة واضحة:
- من أبرز مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية أنها تجعل المشاهد يشعر بالنقص، وأنه ليس جيد بشكل كافي بحسب ما يراه في الدعايات.
- كما وتجعل المتلقي يوقن أن المال هو أساس كل شيء في الحياة، وأنه من دون المال ليس هنالك سعادة.
- تمنح الدعايات الإعلامية الشعور بأن سعادة الإنسان مرتبطة بالاستهلاك والشراء والثراء، وليس بأشياء قيمة.
- توهم المتلقي بأن كل ما يراه حقيقيًا، ويمكن الحصول عليه بسهولة ودون عناء.
- تضعف قدرة المشاهد على التفكير الإيجابي في كل جوانب الحياة، وتربطها بما يراه ضمن الإعلان.
اقرأ أيضًا: تحديد الجمهور المستهدف في الحملات الإعلامية.
الشعور بالنقص من مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية
على سبيل المثال، تلجأ الشركات إلى التسويق لنفسها بأساليب دعائية جذابة وبارزة تجعلك تشعر بأنك ناقصًا، وأن حياتك ليست مثالية بالشكل الكافي. كما وتدفعك فوريًا لمقارنة حياتك الطبيعية وكل ما تملك بما تراه ظاهرًا أمامك في الإعلان، فتظن أنك لست ذكيًا أو جميلًا أو سعيدًا أو قادرًا على تحقيق ما تراه أمامك. وذلك يعود بالطبع لأسلوب التفاعل العاطفي الذي يبرزه الإعلان لك، والذي يعتبر حقيقةً أمرًا ظاهريًا ويبطن خلفه الكثير من الأكاذيب.
اليقين بأن المال يصنع كل شيء من مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية
وهو في الحقيقة من أبرز مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية التي تولد في داخل المشاهد انطباعًا خاطئًا بأن المال هو مقياس النجاح وأنه الوسيلة لشراء كل شيء، وأنك من دون المال لن تحصل على شيء في حياتك. مما يجعلك تشعر بعدم الرضا عن أي شيء يخصك. بل ويدفعك لإنفاق كل ما تملك على أشياء غير نافعة ستجعلك تدرك لاحقًا أنك مخطئ. نعم لا يمكن نكران أهمية المال في كل أساسيات الحياة، لكنه مجرد وسيلة وليس دافع حتمي للحصول على كل ما تتطلبه الحياة.
الشعور بأن السعادة مرتبطة بالاستهلاك من مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية
فعندما تقتنع بأن ما تشاهده في الإعلانات والدعايات الإعلامية التي تظهر لك صحيحًا، ستعتقد تلقائيًا أنك لن تصبح سعيدًا حتى تجرب ما تراه، وبالتالي تصبح مستهلكًا. كأن ترى إعلانات لمستحضرات تجميل شركة ما، فتحسب أنك تحتاج لشرائها وتجربتها حتى تصبح سعيدًا. لكنك في الواقع، ستكون شخصًا استهلاكيًا وستشتري أشياء كثيرة قد لا تكون بحاجتها. ومن الجدير بالذكر أن تلك الأمور هي أهداف أصحاب الإعلانات والدعايات الذين يحتاجون إلى تلك الأساليب لجذب الزبائن وزيادة نسبة مبيعاتهم والترويج لما ينتجونه بكل الأساليب والطرق.
اقرأ أيضًا: نموذج كتابة إعلان تسويقي جديد.
كيفية مواجهة مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية
لمعرفة كيفية مواجهة مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية، لابد من التحلي بالتفكير الناقد السليم الإيجابي.، والتثقيف الإعلامي والدعائي اللذين يساعدان على فهم ما تضمنه الرسائل الإعلامية. وبالتالي ستصبح قادرًا على أخذ قرارك سليمة فيما يخص ما تراه في الإعلان، ولن تتأثر فيما تراه.
لذلك، يستوجب عليك عند مشاهدتك للإعلان أن تجيب عن عدة تساؤلات في داخلك تتعلق بمن أنشأ الإعلان؟ ولماذا أنشأه؟ وماذا استخدم في إعلانه ليؤثر فيك ويجذبك ويجعلك تتحول لمستهلك بطريقة اللاوعي؟ وما هو الهدف من تلك الدعاية الإعلامية التي تراها أمامك.
ومن ثم، قرر إذا كنت ستقع ضحية الإعلانات التي تظهر أمامك أم لا. وحاول كثيرًا أن توظف تفكيرك الناقد في تمييز المعلومات الحقيقية من المبالغ فيها، والتي يظهر عليها أنها ترويجية وكاذبة وغير هادفة بهدف إيجابي كليًا.
أهمية التفكير الناقد في مواجهة الإعلانات والدعاية الإعلامية
من المهم جدًا أن تتحلى بالتفكير الناقد في ظل تعدد الإعلانات التي تظهر يوميًا في مختلف مجالات حياتنا. حيث تكمن أهمية التفكير الناقد في كونه يجعلك تحلل ما تراه أمامك، وتكون قادر على أن تتخذ قرار سليم غير متأثر بأساليب العطف والخداع من أصحاب الإعلان. وليس ذلك فحسب، إنما يجعلك التفكير الناقد تحسم أمرك فيما إذا كنت على صواب باتخاذ قرارات جديدة تخص شراء منتج معين أم لا. ولا تنسَ أن تلك الشركات هدفها إقناعك وجذبك بما تنتجه وتقدمه بأي وسيلة كانت، وهنا يعود القرار لك ولتفكيرك في الوقع ضحية الإعلان، أو النجاة منه.
اقرأ أيضًا: الضجة الإعلامية Publicity لجذب العملاء.
إلى أي مدى تعتقد أن الإعلانات تؤثر على الأطفال والمراهقين بشكل عام
نعم تؤثر الإعلانات حتمًا على عقول الأطفال والمراهقين، لاسيما أنهم غير قادرين على تحليل ما يرونه أمامهم واتخاذ القرار الصائب. ففي حال قدمت الإعلانات محتوى عنيف، ستجد الأطفال والمراهقين حتمًا يتصرفون بعنف. أو كان محتوى مثير، فلا شك سيؤثر على من هم في سن المراهقة. أو حتى كان محتوى تقديم منتجات جذابة، فستجد جيل الأطفال والمراهقين يرغبون بشراء ما يرونه وتجربته. لذلك، لا بد من أخذ الحيطة والحذر فيما يراه الأطفال أمامهم من دعايات مبالغ فيها قد تؤثر سلبًا على الجيل الناشئ.
هل الإعلانات تجعل الناس يرغبون في شراء المزيد وإنفاق الأموال
في الواقع، نعم تجعل الإعلانات الناس يرغبون بشراء المزيد وإنفاق الأموال إذا لم يحكموا عقلهم وتفكيرهم فيما يروه أمامهم. فالإعلانات تؤثر سلبًا على المشاهد بأنها تخلق له الرغبة بشراء سلع يراها حتى لو لم يكن يحتاجها. الأمر الذي يؤدي بدوره لإنفاق الأموال وهدر اقتصادي على مستويات عديدة. خصوصًا أن الإعلانات ترفع من التوقعات بالقدرة على الحصول على السلع والخدمات المعلن عنا. والذي بدوره ومن الجانب الآخر يحبط شريحة كبيرة من الناس لا تملك القدرة على الشراء، الأمر الذي يولد الشعور بالنقص وعدم الرضا والعديد من مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية. لذلك، لابد من معرفة كيفية مواجهة مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية تجنبًا للوقوع فيها.
وفي الختام، نكون قد تعرفنا على مخاطر الإعلانات والدعاية الإعلامية، وكيفية مواجهتها. ليتبين لنا أنه أيًا كانت إيجابية الإعلانات التي نواها بالنسبة لأصحابها، أو حتى إيجابياتها في نجاح عمليات التسويق والشراء اليوم. إلا أنها تحمل في طياتها مخاطر وسلبيات كثيرة لابد أن نحكم عقلنا في تخطيها واجتيازها، وإلا سنقع حتمًا ضحايا أساليب تسويق وإعلان عديدة.