يتساءل العديد من العملاء عن فرصة الاستثمار المتاحة لهم هل هي جيدة أو يمكنهم البحث عن فرصة أفضل، بالإضافة إلى كيفية حساب الربح من عقار اشتريته مسبقًا أو عقار أريد شراءه لذا سنتحدث في مقالنا عن أكثر الأسئلة شيوعًا وهو ماذا يقيس العائد على الاستثمار. ومن الطبيعي أن أول ما يهمك في استثمارك هو تكلفة الشراء والربح الذي ستحصل عليه جراء استثمارك. لكن للأسف ستتعرض في مسيرتك الاستثمارية إلى العديد من الدعايات التابعة للشركات لمحاولة جذبك للاستثمار أو شراء عقار عن طريقهم. على سبيل المثال، ستقدم لك شركة عرضًا وليكن اشتري هذا العقار وستحصل على ربح مضمون 8% أو 10% فرضًا، لكن كما تعلم أن السوق في تغير دائم فمن المستحيل ضمان العائد. فيجب عليك غض النظر عن فكرة العائد المضمون وتدرجها ضمن الأمور التسويقية. ولا عليك إلا امساك الورقة والقلم للقيام ببعض العمليات الحسابية، تابع معنا.
مفهوم العائد
يعبر العائد عن الدخل الذي يعود للمستثمر في استثماراته في كل عام، وهو النسبة المئوية من قيمة الاستثمار الأصلية. ويمكننا حساب العائد باتباع المعادلة التالية وهي:
العائد = الربح خلال العام / المبلغ الذي تم إنفاقه في الاستثمار
على سبيل المثال، لنفترض أنه تبلغ قيمة أسهم شركة أجهزة الكمبيوتر 50 دولارًا أمريكيًا، فقامت هذه الشركة بتوزيع أرباحًا بقيمة دولارًا واحدًا لكل سهم، فيحسب العائد على السهم على النحو التالي.
العائد = 1/50= 0.02 أي 2%.
حيث أن معدل الفائدة لا يتغير بتغير عدد الأسهم
أما بالنسبة لعملية مقارنة العوائد. على سبيل المثال، لو افترضنا أن المستثمر حصل على عائد 500 دولارًا أمريكيًا من استثمار مبلغ 5000 دولارًا أمريكيًا في أحد الصناديق الاستثمارية وحصل أيضًا على 500 دولارًا أمريكيًا من استثمار مبلغ 25000 دولارًا أمريكيًا في أحد الشركات. هنا سنلاحظ أن عائد الاستثمار مختلف.
فالعائد من الصناديق الاستثمارية = 500/5000= 0.01 أي 10%، بينما العائد من سهم الشركة = 500/25000= 0.02 أي 2%
كما أن العائد يقيس الدخل لا النمو. على سبيل المثال، إذا افترضنا أن العائد من السهم A يساوي 5% والعائد من السهم B يساوي 3% فسينتابك انطباع أول بأن السهم A أفضل من السهم B، لكن في الواقع إذا أظهرت الشركة B توقعات في إمكانية النمو أي اكتساب السهم B فرصًا في الارتفاع فسيكون السهم B أفضل من السهم A.
مفهوم العائد على الاستثمار
يعد عائد الاستثمار من أكثر الطرق شعبية لقياس أداء الاستثمار. يطلق عليه أحيانًا اسم معدل العائد أو معدل الربح ويستخدم لقياس الربحية من خيار استثماري معين أو المقارنة بين عدة خيارات استثمارية، ويعبر عن النسبة المئوية لزيادة أو نقصان الاستثمار خلال فترة زمنية محددة.
كيفية حساب معدل العائد على الاستثمار لمشروع
يحسب العائد على الاستثمار بخصم تكلفة الاستثمار من القيمة النهائية للاستثمار، ثم يقسم الناتج على تكلفة الاستثمار. على سبيل المثال، أنت استثمرت في أحد المشاريع وكانت تكلفة الاستثمار 5 ملايين، وبعد عام أصبحت قيمة استثمارك 6 ملايين فيكون العائد على الاستثمار يساوي 6 ملايين وهي القيمة النهائية للاستثمار بعد عام مطروح منها 5 ملايين وهي تكلفة الاستثمار فتساوي مليونًا تقسم على 5 ملايين تكلفة الاستثمار فتكون النتيجة 0.2 أي 2%.
وهذا الرقم يمثل العائد على الاستثمار، فكلما ارتفعت النسبة المئوية للعائد على الاستثمار كان ذلك لصالح الاستثمار في المشروع. علاوةً على ذلك يستخدم هذا المعدل لقياس العائد على الاستثمار وليس التدفقات النقدية للمشروع. على سبيل المثال، أنت وقعت عقدًا مع أحد الشركات بقيمة 5 ملايين وأرباحك من هذا العقد ستكون مليونًا واحدًا إلا أن التدفقات النقدية التي حصلت عليها ببداية المشروع تساوي 5% من قيمة العقد، وستنفق على متطلبات المشروع من معدات وعماله وغيرها. وهنا يقيس العائد على الاستثمار الربح من المشروع ككل ولا يقيس التدفقات النقدية.
كيفية حساب عائد الاستثمار العقاري
تعتبر هذه الطريق من أكثر الطرق شيوعًا في حساب العائد من قبل أغلب المستثمرين العقاريين في دول الخليج وغيرها. ويمكن حسابه عن طريق المعادلة التالية:
عائد الاستثمار العقاري = الأرباح السنوية/ التكلفة الشاملة مضروب بالعدد 100
على سبيل المثال، لنفترض أنك اشتريت محلًا تجاريًا في مكان معين بتكلفة 350000 دولارًا امريكيًا. ثم دفعت 50000 دولارًا أمريكيًا للصيانة، والدعاية وما شابه ذلك! فستصبح التكلفة الكلية 400000 دولارًا امريكيًا. وإذا افترضنا أن أجار هذا المحل يقارب 2500 دولارًا في السنة.
فالعائد الكلي للأرباح = 2500 ضرب 21 شهرًا = 30000 دولارًا.
العائد = 30000/ 400000 ضرب 100 = 7.5%.
معدل العائد على الاستثمار IRR
هو اختصار للمصطلح المالي INTERNET RATE OF RETURN ويعني معدل العائد الداخلي، ويساوي القيمة الحالية للتدفقات ناقص الاستثمار المبدئي يساوي صفر ولتبسيط هذا القانون. هو نقطة التعادل بين الإيرادات والتكاليف فكلما كان الإيراد أكبر كلما كان معدل العائد الداخلي أكبر والعكس صحي. وهو عبارة عن نسبة ربحية أو العائد لمشروع ما بعيدًا عن تأثير تكلفة التمويل والتضخم.
كما يعتبر IRR أداةً ماليةً مهمةً تستخدمه الشركات لاتخاذ القرار حول مدى جدوى استثمار معين. ولو كانت تكلفة تمويل المشروع تقدر بحوالي 10% سنويًا، فيجب أن يكون IRR 11% أو أكثر، وكلما كان الفارق أعلى كلما كانت فرص النوم في المشروع وعوائده على الشركة أكبر.
على سبيل المثال، لنفترض أن لدى شخص ما مؤسسةً تجاريةً لبيع مواد البناء وقرر الشخص القيام بمشروع توسعة إضافية للمؤسسة، وبعد دراسات وجد أن تكلفة مشروع التوسيع 1 مليون دولارًا أمريكيًا سيدفع منها 500 ألف دولارًا من حسابة الشخصي و500 ألف دولارًا تمويل بنكي على شكل قرض. التكلفة النسبية لمبلغ التمويل أو العائد المطلوب للتمويل بلغ 10% سنويًا له وللبنك كفوائد.
وحسب دراسات الجدوى وضع الشخص توقعات لأرباح السنوات الخمس لتكون كالتالي: السنة الأولى 200 ألف دولارًا، السنة الثانية 300 ألف دولارًا، السنة الثالثة 350 ألف دولارًا، والسنة الرابعة 400 ألف دولارًا، والسنة الخامسة 500 ألف دولارًا. وحتى يكون المشروع ذا جدوى يجب أن يحقق صافي قيمة حالية موجبة. كما يجب أن تكون نسبة IRR أعلى من نسبة تكلفة المشروع، ففي المثال IRR يساوي 18% وهي أعلى من نسبة تكلفة تمويل المشروع 10%، وهو المطلوب.
وأخيرًا، وبعد أن استوضحنا ماذا يقيس العائد على الاستثمار. ينصح في معظم الأوقات حساب العائد على الاستثمار قبل تطبيق المشروع الاستثماري على أرض الواقع، وذلك بإعداد دراسة الجدوى الاقتصادية والبحث عن أسعار السلع والخدمات في السوق أو لدى المنافسين. مما يضمن تحقيق الأرباح واستمرار النجاح.