مؤشرات البورصة

بينما أنت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو تستمع إلى نشرة أخبار لا بدّ لك أن تكون سمعت بسوق البورصة والأسهم أو مؤشرات البورصة. بالتأكيد قد تكون لفتت انتباهك، حيث أنها مفهوم جديد نشأ بنشوء مفاهيم التجارة الحديثة. أي القائمة على التقنيات الحديثة كالإنترنت والمحطات الإذاعية وما إلى هنالك.

ولم تخلق مؤشرات البورصة من العدم أو بشكلٍ مفاجئ. فهي نتاج منطقي لتطوّر التجارة ومبادئها منذ غابر الأزمان حتى يومنا هذا. فما هو مفهوم مؤشرات البورصة ما أهميتها؟ وما هي أهم الشركات المهتمة بمؤشرات البورصة عالميًا؟ هذا ما سنتعرّف عليه من خلال مقالنا التالي.
بدايةً سوف نعرض لمحة موجزة عن تاريخ نشوء البورصة، بعد ذلك نخوض في موضوع مقالنا الرئيسي.

تاريخ نشوء البورصة

يعود أصل الكلمة بورصة إلى اسم عائلة فان دربورصن “Van der Bürsen” البلجيكية. وهي عائلة كانت تعمل في مجال البنوك والفنادق، أهمها فندق في مدينة “Bruges” الذي كان مكانًا لالتقاء التجار المحليين ليصبح هذا الفندق بعد ذلك رمزًا شهيرًا لسوق رؤوس الأموال والتجارة. ومن هنا بدأت فكرة البورصة التي تطورت في عام 1592 عندما نشر قائمة تشبه ببنيانها قائمة أسعار البورصة الحالية. بعد ذلك انتشرت أفكار التعامل بالبورصة في كل أرجاء أوروبا ففي فرنسا استقرّت عمليات البورصة في قصر “Brongniart”. أما في الولايات المتحدة الأمريكية بدأ التعامل بالبورصة في منتصف القرن الرابع عشر في مدينة نيويورك.

تعريف بمؤشرات البورصة

هي عبارة عن سوق منظمة لتبادل تلك الأوراق المالية (أسهم أو سندات). يتبادل الأفراد من خلالها هذه الأوراق في إطار منظم وقانوني كي لا تضيع حقوق رؤوس الأموال. وغالبًا ما يوجد تقييم موضوعي لحقيقة تلك الشركات؛ حيث أن الشركات الرابحة تتميز بطلب عالٍ على سنداتها وأسهمها، لأن أوضاع المؤشرات المالية لهذه الشركات تكون مستقرة نوعًا ما. ولذلك تنال ثقة المستثمرين، فيقبلون على أوراقها وأسهمها المالية في البورصة. وبالطبع ذلك يؤدي إلى زيادة أسعار تلك الأوراق، وتسمى عمليًا “القيمة الاسمية”. أي السعر الأساسي عند صدور السند أو السهم، وبالتأكيد العكس صحيح بما يخص الشركات الخاسرة حيث تكون أسعار أوراقها المالية منخفضة، أو متقلبة غالبًا.
تستند مؤشرات البورصة هذه إلى قيم محددة، وهذه القيم مستندة بدورها على العديد من المعايير المهمة في سوق البورصة، نذكر أهمها:

  • رأس المال السوقي.
  • وزن الإيرادات.
  • وزن التعويم.

ولكي تتمكن كمستثمر في البورصة من قياس تحركات السوق، يجب أن تقتدي بالمؤشرات التي يطرحها سوق البورصة دائمًا. ويمكن اعتبار مؤشرات الأسهم التي تتبع أداء السوق الأمريكية من أهم هذه المؤشرات وأكثرها شيوعًا، حيث لا يمكنك الاستثمار مباشرة في مؤشر البورصة إلا إذا استخدمت إحدى المحافظ الثلاث الشهيرة (DJIA، S&P 500، ومؤشر ناسداك المركب). وغالبًا ما تُستخدم هذه المحافظ كمعايير أساسية لتطوير صناديق المؤشرات.

أهم مؤشرات البورصة عالميًا

  • BBC Global 30: وهو المؤشر الرئيسي لأهم 30 شركة حول العالم من حيث القيمة السوقية للأسهم .
  •  (iShares MSCI EAFE (EFA: يقدم نتائج الاستثمار باستمرار، حيث يعادل هذا المؤشر سوق الأوراق المالية المتداول في أستراليا وأوروبا والشرق الأقصى.
  • MSCI World: وهو معيار مشترك لصناديق الأسهم العالمية، كما يعدّ مؤشر للأسهم الموزونة الحرة، فهو بذلك يشمل مؤشر أسهم جميع الأسواق المتقدمة.
     
  • S&P Global 1200: يغطي 31 دولة حول العالم، وحوالي 70 في المئة من رأس مال السوق العالمية.
  • AMEX Composite: يختص بالتعبير عن القيمة المركبة لعامة الأسهم االمتداولة في البورصة الأمريكية داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
  • DJIA: وهو المؤشر العالمي الرائد في سوق الأسهم، إضافة إلى أنه أحد أكثر مؤشرات السوق تداولًا. كما يعتبر مؤشرًا هامًا لأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية، ويبلغ عددها 30 شركة.
  •  Dow Jones Wilshire 5000: يختص بشركات الولايات المتحدة الأمريكية المتداولة، ويعمل على تتبع حركة وأداء هذه الشركات.
  •  NASDAQ Composite: عبارة عن سوق كبير لجميع الأسهم العادية والأوراق المالية.
  • NYSE Composite: يغطي بدوره جميع الأسهم المضمنة في بورصة نيويورك.

كيف تعمل مؤشرات البورصة

بالطبع سوق البورصة كأي سوق آخر تحدث ضمنه عمليات البيع والشراء والربح والخسارة أيضًا، فإذا أردت أن تكون مشاركًا أو مساهمًا في رأس مال إحدى الشركات، فما عليك إلا شراء عدد من أسهم الشركة المرادة، وبذلك تكون من مالكين تلك الشركة بحسب نسبة أسهمك.

إيجابيات وسلبيات البورصة ومؤشراتها

سوف نبدأ بالإيجابيات:

  • تنوع المؤشرات المتداولة في صناديق الاستثمار، بالتالي يتاح لك اختيار قطاع محدد بلا الحاجة إلى الاطلاع إلى خيارات كثيرة.
  • يبسط عملية البحث عن الأسهم، أي أنها تصبح أسرع وأسهل حيث أنها تجمع الأسهم المتقاربة في مؤشر واحد.
  • إتاحة الرؤية الشاملة للسلع مباشرةً، حيث يمكن للمستثمر شراء مؤشر السلع المناسب له والتابع للسوق الذي يريد التداول به، من خلال النظر إلى مؤشر الأسهم الذي يقدّم صورة عامة عن نمط الأسهم المتداولة في السوق.

أما بما يخص السلبيات، نذكر منها:

  • غالبًا ما يكون  التداول خارج وداخل مراكز محددة ليس سهلًا، وذلك اعتمادًا  على المؤشر المتبع.
  • مؤشرات البورصة لا تتمتع بالدقة الدائمة، حيث يوجد عوامل عديدة يمكن أن تُغيّر مسار الاقتصاد بلا وجود سبب مباشر وواضح لذلك.
    .

في الختام نستطيع القول أن مؤشرات البورصة كانت وما زالت عماد التجارة الحديثة وأحد أهم أساليبها، كما تعدّ من أهم مصادر الدخل الاقتصادي للعديد من دول العالم، والسبب الرئيسي لقيام العديد من الشركات ورؤوس الأموال.

Scroll to Top