زراعة القهوة في تونس
من المعروف أن القهوة هي مشروب يتم إعداده بعد تحميص بذور البن، وينمو نبات القهوة في زيادة عن سبعين بلد، خاصة المناطق الاستوائية، مثل أفريقيا، وشبه القارة الهندية، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا الجنوبية والشمالية، ويذكر أن حبوب القهوة الخضراء تعتبر ثاني السلع الأكثر تداولاً في كافة أنحاء العالم، ونتيجة إحتواء القهوة على الكافيين، فيمكن أن تمتلك تأثيراً قوياً كمنبهات للبشر، واليوم تعتبر القهوة إحدى المشروبات الأكثر انتشاراً في العالم كله، ومشروب القهوة نشأ في اليمن حوالي القرن الخامس عشر، أما نبتة القهوة ظهرت في إثيوبيا، على يد أجداد القبيلة التي عرفت باسم (الأورومو)، فكانوا من أوائل الناس اللذين اكتشفوا وتعرفوا على أثر نبات القهوة، وفي هذا المقال سنتناول زراعة القهوة في تونس وتاريخها.
زراعة القهوة في تونس
من المتعارف عليه أن القهوة لم تزرع في أراضي تونس، وذلك لأن القهوة لكي تنمو وتزدهر بشكل جيد وصحيح، تحتاج إلى مناخ استوائي متميز بالأمطار الغزيرة ودرجة الحرارة العالية، ويعتبر الشاي من المشروبات المفضلة في شمال أفريقيا، لكن هناك استثناء في الساحل التونسي، حيث تم تقديم مشروب القهوة في الساحل التونسي أثناء الحكم العثماني خلال القرن (16)، وظلت القهوة المشروب الشعبي حتى وقتنا الحالي، وأيضاً قام الأتراك بتقديم ثقافة المقهى عام (1846)، وعدد المقاهي الموجودة في تونس حوالي (102) مقهى، ونصفها ملكاً للأتراك.
وقد قام الاستعمار الفرنسي بتقديم مشروب القهوة بالنمط الغربي، لكنه يمكنكم العثور على المقاهي المحلية التي تقدم القهوة التقليدية، وحتى الآن يتشابه إناء القهوة التونسي مع الوعاء الذي قام العثمانيون بتقديم القهوة به، والقهوة التي تقدم في تونس تكون مختلفة عن البن التركي، وذلك نتيجة مستوى التحميص، وطعم زهرة البرتقال الجميلة المستوحاة من بلاد الأندلس.
طريقة زراعة القهوة
من الطرق التقليدية لزراعة بذور البن هي وضع حوالي (20) بذرة بداخل كل حفرة، ويتم ذلك مع بدايات موسم
نزول الأمطار، وفي هذه الطريقة نفقد حوالي (50٪) من بذور القهوة، في حين أن النصف الآخر ينمو ويزدهر، لكن
الطريقة البرازيلية تعتبر الأكثر فاعلية في زراعة القهوة، وتتم هذه الطريقة من خلال وضع شتلات القهوة بداخل حاضنة، وتركها لتنمو في الخارج وذلك من (6 إلى 12) أشهر، وفي معظم الأحيان تتداخل زراعة القهوة مع زراعة المحاصيل الأخرى، وذلك مثل الأرز، والفاصولياء، والذرة، وذلك خلال السنوات الأولى من الزراعة، لأن المزارعين يكونوا على دراية بمتطلبات هذه النباتات.
تاريخ نبات القهوة
عند البحث عن تاريخ نبات القهوة، ستجد العديد من القصص عن أول شخص قام بشرب القهوة، وهناك إعتقاد من
البعض أن حبوب القهوة تم أكلها أولاً قبل شرابها، حيث تروي القصص أن هناك راعي للأغنام قد لاحظ حالة نشاط
كبيرة على أغنامه بعد أن أكلوا نبات معين، وقد قام باكتشاف ماهية هذه المادة التي ساهمت في إنعاش قطيعه، فقام
بأخذ كمية من هذه الحبوب وقام بغليها وشربها، وهناك رواية أخرى تذكر أنه أكل الحبوب كما هي بدون غليان،
وبعدها قد لاحظ تأثيرها المنشط، وهناك عدة قصص مختلفة عن البلد الأول الذي تم اكتشاف القهوة بها، فبعضها يذكر
أنها إثيوبيا، والبعض الآخر يقول اليمن، وغيرهم يذكرون أنها تركيا، ومن الأمور الشائعة أن المتصوفة من أوائل
الناس اللذين قاموا بلفت الانتباه إلى القهوة.
في النهاية تحدثنا عن زراعة القهوة في تونس ، وطريقة زراعة القهوة، وتاريخ نبات ومشروب القهوة، ونتمنى أن ينال المقال على إعجابكم.