كيف تدخر المال من راتبك

كيف تدخر المال من راتبك؟ قد يجد البعض أن الإجابة على هذا السؤال هو ضرب من الخيال ففي معظم الأحيان يتبخر الراتب خلال بضعة أيام من استلامه. لذلك وبغض النظر عن الوضع المالي وكمية الراتب، لا بد من وجود خطة للادخار من هذا الراتب الذي يعد المورد الرئيسي للبشر.

في البداية، تقسم المصاريف بشكل أساسي إلى نفقات أساسية ثابتة ونفقات متغيرة. تتمثل النفقات الأساسية بما لا يمكن الاستغناء عنه كالطعام والملابس والفواتير، بينما النفقات المتغيرة يعبر عنها بالكماليات والحالات المتغيرة من شهر لآخر كالهدايا والمناسبات وتناول وجبات سريعة من الطعام خارج المنزل.

في الواقع، يمكن الادخار من خلال إدارة النفقات المتغيرة. لكن إن كان راتبك لا يكفي لتغطية النفقات الأساسية، فلا يوجد أي طريقة للتوفير منه وهنا لا بد من بدء عمل إضافي أو حتى تغيير العمل للحصول على مرتب أفضل. أما الآن، فلنتعرف على إجابة سؤال كيف تدخر المال من راتبك؟ 

المفاهيم النظرية اللازمة لبدء الادخار من الراتب

بما أن المعرفة بالمشكلة هي أساس إيجاد الحل لها. لذلك، وقبل البدء بوضع خطة للادخار، لا بد من التعرف على الجانب النظري من هذا الموضوع لزيادة الوعي المالي وفهم إدارة الأموال.

الوعي بالنفقات والمصاريف

كما نعلم يمتلك الإنسان احتياجات متنوعة وقد تختلف من شخص إلى آخر، لكنها تقسم بشكل أساسي إلى ضرورية وكمالية. بالتالي، من الضروري تحديد الأشياء التي تنفق عليها أموالك لمعرفة كيفية الادخار. ويمكننا تعريف الأنماط الرئيسية للمصاريف كالتالي:

  • الضروريات: تشمل كافة النفقات والاحتياجات الأساسية والثابتة التي لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة كالطعام، الشراب، والملابس.
  • التحسينات : تعرف بالعناصر التي تسهل الحياة وتخفف الجهد اللازم للعيش. لكن لا يجب الإنفاق عليها قبل استكمال الضروريات.
  • الكماليات: وهي تلك التي لا تتأثر المعيشة بفقدها وإنما تستخدم لجعل الحياة أكثر رفاهية.

خلاصة القول، بمجرد تحديد أوجه الإنفاق باستطاعتك التمييز بين ما تحتاجه فعلًا وهو الأهم وبين ما ترغب به وربما يمكنك الاستغناء عنه، ومن هنا ستعرف أين يمكنك الادخار.

تعزيز ثقافة الترشيد والادخار

في الحقيقة، إن غياب هذه الثقافة تدفع الأشخاص إلى الاستهلاك السلبي، حيث ينفقون الأموال دون تخطيط. لذلك لا بد من الابتعاد عن التفكير بطريقة “اصرف ما في الجيب يأتي ما في الغيب” والانتقال إلى التفكير بطريقة أخرى. على سبيل المثال يمكن تلخيص ثقافة الترشيد بالمثل القائل “على قد بساطك مد رجليك”، ثم الانتقال إلى مستوى ثقافة الادخار من مبدأ وفر قرشك الأبيض ليومك الأسود.

تغيير أنماط الاستهلاك

بعد تحديد أوجه الانفاق، لا بد من تغيير النمط الاستهلاكي الذي تتبعه إن كنت ترغب بالادخار من الراتب. بمعنى آخر، يجب التقليل من الإنفاق على الكماليات لمجاراة الآخرين، فهي تتسبب في اتباع سياسة الاستهلاك المفتوح وصرف الكثير من الأموال دون التخطيط. لذلك ننصحك بعدم البحث عن المتعة الآنية، بل التخطيط للادخار بهدف تحسين وضعك المالي والحصول على متعة دائمة فيما بعد.

كيف تدخر من الراتب

  • تتبع الأموال: خطوة بسيطة لكنها في غاية الأهمية، فكل ما عليك فعله هو تسجيل الدخل  الشهري، ثم رسم جدول من عمودين فقط لتدوين النفقات. يضم العمود الأول المصاريف الأساسية أو الثابتة كالفواتير والاحتياجات الغذائية الأساسية، بينما يخصص العمود الثاني للمدفوعات المتغيرة مثل الهدايا، المناسبات، تناول الطعام خارج المنزل.
  • إعداد خطة للميزانية الشهرية: تتمثل خطة إنشاء الميزانية لأموالك في توزيع الدخل على عناصر الإنفاق والادخار من خلال تحديد النفقات التي يمكن تجنبها أو المصاريف غير الضرورية والتي لا يمكن تحمل نفقاتها. بالتأكيد الأولوية لسداد الديون إن وجدت فإن كنت تسعى إلى ادخار المال من الراتب، يجب التخلص أولًا من الأعباء المادية التي تسببها الديون. كما يفضل في الخطوة التالية اقتطاع المبلغ الذي تنوي ادخاره. بعد ذلك، ابدأ في ترتيب المصاريف حسب أهميتها وتذكر المصاريف الثابتة دائمًا في البداية ثم تأتي المصاريف المتغيرة.
  • تخصيص صندوق للطوارئ: ألن تجد نفسك في ورطة عند حدوث حالة طارئة وأنت لا تمتلك شيئًا؟ يلجأ الكثير من البشر في مثل هذه الحالات إلى الاستدانة والقروض وغيرها. فلماذا لا نستبق الأحداث ونفكر في ادخار المال لمثل هذه الحالات. لا يتطلب الأمر سوى اقتطاع مبلغ بسيط مخصص للحالات الاستثنائية والأزمات، وعدم الاقتراب من هذه الأموال إلا في الحوادث الطارئة. يمكن أن تحدد هذا المبلغ بنسبة 5% من الراتب.
  • الادخار من الراتب والاستثمار: يمكنك تحديد المبلغ الذي تنوي ادخاره من الراتب منذ البداية ويفضل أن يعادل 20% من الدخل. أو ادخر ما يتبقى من الراتب بعد تحديد النفقات واقتطاع المبلغ الخاص بحالات الطوارئ. كما ينصح بتحويل المبلغ المدخر إلى حساب بنكي لتجنب احتمال الصرف منه إن كان بين يديك، فالسحب من البنك يتطلب بعض الإجراءات التي تدفع البعض إلى الامتناع عن الذهاب لسحب المبلغ. من ناحية أخرى، اعمل على توفير المبالغ التي تحصل عليها كمكافأة إضافية من عملك.

نصائح الادخار من الراتب

  • الاعتماد على مبدأ التسوق الذكي: الاستفادة من العروض والتخفيضات على المنتجات. لكن انتبه إلى شراء ما تحتاجه فقط فالهدف ليس شراء كميات كبيرة من المنتجات التي قد لا تحتاجها إطلاقًا، فقط لمجرد وجود عروض عليها.
  • إعداد وجبات الطعام في المنزل: حيث يمكن تحضير العديد من وجبات الطعام السريعة في المنزل بتكلفة أقل من سعر شرائها جاهزة من محلات الوجبات السريعة.
  • التوقف عن التدخين: إلى جانب الأضرار الصحية التي يسببها التدخين، فهو يشكل عبئًا ماديًا، حيث تعد مصاريف التدخين مرتفعة. احسب كم يضيع من أموالك على التدخين وستعرف ما هي كمية الأموال التي يمكنك ادخارها في حال الإقلاع عنه.
  • ابتعد عن الديون قدر الإمكان.

طرق مساعدة في تقسيم الراتب

يوجد ثلاث طرق يمكنك اختيار الأنسب منها للمساعدة في ادخار المال من الراتب، وتقسيمه خلال مرحلة وضع الميزانية الشهرية وهي:

  • توزيع المصاريف في ظروف: تتلخص هذه الطريقة في تخصيص ظروف منفصلة لكل بند من النفقات ثم وضع القسم المخصص من الراتب لكل بند في الظرف الخاص به، والصرف منه دون السحب من البنود الأحرى.
  • الطريقة الإلكترونية: تتمثل في استخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة الأمور المالية من خلال التطبيقات المخصصة لإدارة النفقات الشهرية. تساعد هذه التطبيقات على الاحتفاظ بالمشتريات ضمن فئات منظمة وتتبع النفقات الشخصية بدقة لضبط الميزانية.
  • قاعدة 50-30-20: تعتبر هذه القاعدة إحدى أهم طرق إدارة الموارد المالية، حيث تتميز بفعاليتها. وتعتمد هذه القاعدة على تقسيم الراتب إلى 3 أجزاء كالتالي:
    • 50% مخصصة للنفقات الثابتة التي لا يمكن الاستغناء عنها كفواتير المياه والكهرباء والطعام.
    • 30% للنفقات المتغيرة أو ما يعرف بالكماليات: قد لا تتكرر هذه المصاريف كل شهر. لكن بشكل عام، يوجد دائمًا مصاريف متغيرة مثل الرحلات، المناسبات، الهدايا وتناول الطعام خارج المنزل.
    • 20% لحالات الطوارئ والادخار والخطط المستقبلية كشراء سيارة.

في الختام، تشير الإحصائيات إلى أن البشر يميلون إلى زيادة الإنفاق مع زيادة الدخل، وهنا تكمن المشكلة الأساسية في عدم القدرة على الادخار مهما بلغ الراتب. إذن، فالسبب ليس الجهل بطرق التوفير، بل بالفوضى المالية التي نعيشها. لذلك، كلما زاد الدخل يجب التفكير في زيادة الكمية المدخرة من هذه الأموال، وننصحك بالبحث عن طرق جديدة لزيادة الدخل الشهري وتحسين المعيشة.

Scroll to Top