كيف تحترف السوق المالية أو البورصة

نتيجة لإتساع حجم الإنتاج والاستثمارات في مختلف القطاعات والمجالات، برزت الحاجة لوجود مؤسسات مالية، مهمتها تأمين التمويل اللازم والضروري للمشاريع الاستثمارية والإنتاجية التي تحتاج رؤوس أموال كبيرة وضخمة، وذلك من خلال تجميع مدخرات الأشخاص وتحويلها إلى القطاعات والأنشطة المختلفة، ومن ضمن هذه المؤسسات المالية التي تقوم بهذا الدور، كانت الأسواق المالية.

مفهوم السوق المالية

السوق المالية حالها حال أي سوق أخرى، حيث تتشابه جميع الأسواق فيما بينها فيما يتعلق بالوظائف التي تقوم بها، مثل عمليات التداول والمتاجرة بالسلع التي تتضمنها كل سوق من هذه الأسواق، ولكن الاختلاف فيما بينها يكمن في نوعية السلع والأدوات التي توجد في هذه الأسواق، وما يميز السوق المالية عن باقي الأسواق هو السلعة التي تتعامل بها هذه السوق، أي الأدوات المالية والنقدية التي توجد فيها.

كذلك فإن السوق المالية تكتسب أهمية كبيرة نظراً للدور الكبير الذي تقوم به في تمويل الاستثمارات وتأمين احتياجات المستثمرين للقيام بهذه الاستثمارات، وتنمية رؤوس الأموال، وما تسهم به من زيادة التنمية الاقتصادية في الدول التي تعمل بها، وذلك من خلال تمويل عملية التنمية في هذه الدول.

مكونات السوق المالية

تقسم السوق المالية إلى سوقين رئيستين هما: سوق النقد وسوق رأس المال، حيث تعتبر سوق النقد رافداً للتمويل قصير الأجل، يتم من خلالها تبادل الالتزامات المالية (القروض والأوراق المالية) قصيرة الأجل، في حين تعتبر سوق رأس المال رافداً للتمويل متوسط وطويل الأجل، يتم من خلالها تبادل الالتزامات المالية (القروض والأوراق المالية) متوسطة وطويلة الأجل.

تقسم سوق رأس المال بدورها إلى وجود نوعين من الأسواق

أسواق العملات

هي أسواق مالية تتعامل بأدوات استثمارية ومالية قصيرة الأجل (تستحق في مدة تزيد عن اليوم الواحد وتقل عن السنة) سهلة التحويل إلى سيولة، ومن أهم هذه الأدوات: أذونات الخزينة- اتفاقيات إعادة الشراء- القبولات المصرفية- الأوراق التجارية- شهادات الإيداع القابلة للتداول.

وأهم مؤسسات هذه السوق: المصرف المركزي- المصارف التجارية- بيوت الصرافة. وتنقسم هذه السوق إلى النوعين التاليين:

أ – السوق الأولية: ويقصد بها السوق التي يتم فيها إصدار الأصول المالية قصيرة الأجل، والاكتتاب عليها (بيعها). ذلك أن عملية الاكتتاب بالأسهم تسمى بالأولية لأنه يتم تداولها لأول مرة.

ب – السوق الثانوية: أو سوق التداول وهي السوق التي يتم فيها بيع الأوراق المالية قصيرة الأجل وشرائها والتي تصدر في السوق الأولية، مما يتيح زيادة عدد المتعاملين وتوفير الفرص لجميع الأطراف لتداول الأوراق، مما يوفر السيولة الكافية لزيادة الاستثمار والمستثمرين.

أسواق رأس المال -الأسواق الاستثمارية

يطلق على هذه السوق أيضاً سوق المعاملات طويلة الأجل، وتتولى المؤسسات المصرفية وغير المصرفية القيام بهذه المعاملات، والأصول التي يتم تداولها في هذه السوق هي: الأسهم (العادية والممتازة) – السندات- صكوك التمويل– صكوك الاستثمار.

وأهم مؤسسات هذه السوق:

– المؤسسات المصرفية: (مصارف التنمية الصناعية- المصارف العقارية- مصارف الاستثمار والأعمال).

– المؤسسات غير المصرفية: (صناديق الادخار والاستثمار- شركات التأمين).

تتميز هذه الأسواق بأنها على عكس الأسواق النقدية، حيث يلعب العائد فيها دوراً كبيراً في حركة التدفقات المالية بين الأصول المالية المختلفة.

أنواع أسواق الأوراق المالية

تصنف أسواق الأوراق المالية من حيث التعامل على الشكل التالي:

السوق الأولية (سوق الاكتتاب أو الإصدار)

        هي السوق التي يتم فيها إصدار الأوراق المالية (الأسهم والسندات) لأول مرة من أجل تأسيس الشركات أو زيادة رأس مال الشركات، ويتم الاكتتاب العام والتي سيتم تداولها في السوق الثانوية.

السوق الثانوية (سوق التداول)

        هي تلك السوق التي يتم فيها التعامل بالأسهم والسندات وتداولها (بيعاً وشراءً) فيما بين المستثمرين، والتي تم إصدارها في السوق الأولية.

وتشمل السوق الثانوية على نوعين من الأسواق وهما:

  • الأسواق المنظمة: وتتميز بوجود مكان محدد يلتقي فيه المتعاملون بالبيع والشراء، ويدار هذا المكان بوساطة مجلس منتخب من أعضاء السوق. ويشترط التعامل في الأوراق المالية أن تكون مسجلة بتلك الأسواق.
  • السوق غير المنظمة: يستخدم هذا المصطلح على المعاملات التي تتم خارج السوق المنظم، حيث لا يوجد مكان محدد لإجراء التعامل. ويقوم بالتعامل ببيوت السمسرة من خلال شبكة الاتصالات السريعة التي تربط بين السمسرة والتجار والمستثمرين، ومن خلال هذه الشبكة يمكن للمستثمر أن يختار أفضل الأسعار.

وتقسم أيضاً سوق الأوراق المالية تبعاً لطريقة التداول إلى: أسواق حاضرة (فورية) وأسواق آجلة.

هناك أيضاً الأسواق المستقبلية التي يتم فيها تداول المشتقات المالية، وتتكون من:

  • أسواق الاختيار Option.
  • أسواق العقود المستقبلية Futures.
  • أسواق العقود الآجلة Forward.
  • المبادلات Swaps.

هكذا تلعب الأسواق المالية دوراً استراتيجياً، رئيسياً، محورياً وهاماً في اقتصاديات الكثير من الدول، حيث تمثل نقطة الاتصال والالتقاء بين الأفراد والمؤسسات، من خلال جذب رؤوس الأموال وحشد المدخرات وتحويلها إلى استثمارات تسهم في عملية التنمية الاقتصادية المنشودة

 وتوفير السيولة اللازمة وجذب الاستثمارات الأجنبية وتخفيض كلفة رأس المال، وتسهيل انسياب الأموال من المقرضين إلى المقترضين، وبالتالي تسهم بتوفير قاعدة صلبة ومتينة للاقتصاديات الوطنية للدول التي توجد فيها.

Scroll to Top