البحث عن السعادة الحقيقية هي غاية الجميع على اختلاف أعمارهم وظروفهم. فمن منا لا يريد أن يعيش سعيدًا بعيدًا عن الهموم. متناسيًا قسوة الحياة والظروف. وقد تحدث عن السعادة الحقيقية العديد من العلماء وأطباء النفس والكتاب ومن بينهم الكاتب مارتن سيليجمان وهو رائد في علم النفس الإيجابي. حيث يتكلم عن السعادة في كتابه السعادة الحقيقة ويصفها بأنها ليست سعادة مؤقتة أو لحظية وإنما سعادة متواصلة الأثر في النفوس. لنتعرف معًا على الكاتب مارتن سيلجمان والأفكار المطروحة في كتابه الذي يعد من أهم الكتب التي تناولت موضوع السعادة.
نبذة عن الكاتب
ولد الكاتب مارتن سبلجمان في نيويورك في 12 أغسطس عام 1942. وقد حصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة بنسلفانيا. وعمل كأستاذ مساعد في جامعة كورنيل وكمدرس لعلم النفس في جامعة بنسلفانيا. كما أجرى العديد من الأبحاث حول الاكتئاب ومشاكل الحياة بعد أن شعر أن الناس من حوله يميلون إلى الاستسلام بدلًا من الكفاح والنضال لتحقيق أهدافهم. فكانت أبحاثه متركزة على السر لإيجاد العلاج للاكتئاب والوقاية منه.
كما انتخب رئيسًا لرابطة علم النفس الأمريكية عام 1996. واتخذ علم النفس الإيجابي منهجًا في أبحاثه ولدخول حقبة جديدة في علم النفس التي تركز على مواضيع علم النفس الإيجابية والتي تجعل الناس يكتشفون سر سعادتهم ويحافظون عليها.ولعل كتاب السعادة الحقيقة أهم وأشهر هذه الكتب والذي نشر سنة 2002. وقد ترجم إلى العربية من قبل دار العين للنشر.
ملخص كتاب السعادة الحقيقية
يعد من أكثر الكتب مبيعًا في العالم ويعتبر الكتاب دليلًا للتعرف على السعادة. حيث يركز الكاتب على فكرتين رئيسيتين: أن السعادة الحقيقية مختلفة وتتجاوز السعادة اللحظية وإن اعترفت بها. والثانية وأن السعادة يمكن أن تنمو. كما اهتم الكاتب بالبحث عن الأسباب التي تجعل الإنسان شخصًا جيدًا وكيف يمكن أن تولد السعادة. علاوة على ذلك يحوي العديد الكثير من الاستبيانات والاختبارات التي من شأنها أن تساعد القارئ على فهم السعادة الحقيقية وكيفية تطبيقها في حياته وعلى نفسه بشكل أفضل ويقدم له تدريبات تساعد على تطوير حياته. كما يقوم الكتاب على دراسات علمية واستنتاجات وأبحاث متعلقة بعلم النفس الإيجابي. علاوة على القيام بدراسات تحليلية في الكتب السماوية والفلسفية. ولخص الكاتب نتائج دراسته وأبحاثه في ستة فضائل تعد مكونات السعادة وهي: الحكمة والمعرفة والعدالة والشجاعة والروحانية والحب.
كما ينطلق الكاتب من فكرة أن السعادة هي حق لكل إنسان وكيف تتطبق السعادة في مكوناتها التي يلخصها في الحب والعمل وتنشئة الأطفال. كما يؤكد على الرضا عن الماضي والسعادة بالحاضر والتفاؤل بالمستقبل. علاوة على ذلك تتركز جهود علم النفس الإيجابي الحديث على تعديل الخبرات التي اكتسبها الإنسان في حياته والتي أدت إلى تشكل شخصيته التي هو عليها ومساعدته لتحقيق السعادة الحقيقية.
ومن أهم مؤلفاته أيضًا في علم النفس الإيجابي
تعلم التفاؤل
يقدم الكتاب أفكار تساعد القارئ على اكتساب المرونة والقدرة على السيطرة على الأفكار السلبية في الظروف الصعبة. وكيفية التخلص من الشعور بالذنب والاتهامات التي يوجهها الشخص إلى نفسه والتي لا وجود لصحتها عند الشعور بالتشاؤم. كما يشرح الكاتب كيفية كسر الاستسلام من خلال العديد من التقنيات البسيطة مثل التحدث مع النفس عند التعرض لأي مشكلة لأن ذلك يساعد في تحسين الحالة المزاجية وتفادي الاكتئاب. كما يؤكد على كيفية ممارسة عادات معينة لتعزيز التفاؤل والأفكار الصحية والتي تؤدي إلى تطوير الإمكانيات وجعل الشخص أكثر سعادة.
الطفل المتفائل
يساعد الكتاب الآباء والمدرسين على معرفة كيفية تعليم الأطفال مهارات التفاؤل التي تساعد في تحسين صحتهم البدنية. وذلك من خلال تقديم برنامج متعمد لمنع الاكتئاب لدى الأطفال. كما أن تعليم الأطفال مهارات التفاؤل يساهم في تعزيز الأداء الدراسي ويجعلهم يعتمدون على نفسهم وخصوصًا مع بلوغهم سن المراهقة. علاوة على ذلك الكتاب يقدم الكثير من النصائح العلمية بلغة علمية سهلة وواضحة. كما تجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب كان من أكثر الكتب مبيعًا عند صدوره.
انتعش
صدر الكتاب سنة 2012 وهو من الكتب الشيقة والمفيدة والذي يعيد فيه مارتن تعريفه للسعادة وطرح فيه نظريته “بيرما” المتعلقة بالسعادة والطموح إلى الرفاهية . فبنظره أن السعادة لا تعطي للحياة معنى لوحدها وأن الرفاهية أكثر استقرارا وشمولية. كما يقدم السبيل لتنمية المواهب وكيفية استغلالها وإخراج أفضل ما لديك.
ومن أهم مؤلفاته أيضًا:
- كتاب ما الذي يمكنك تغييره.
- كتاب دائرة الأمل.
- قوة الشخصية والفضائل.
- العجز: في الكآبة والتنمية والموت.
- كتاب علم النفس الإيجابي.
- كتاب الصلابة النفسية.
في الختام نكون قد تعرفنا على الكاتب مارتن سيلجمان وعلى كتابه الشهير السعادة الحقيقية. ولا تنسى أن السعادة يمكن الحصول عليها من الفهم الصحيح لمعنى السعادة. وألا نربطها بأشياء وأمور مؤقتة تزول بزوالها. فالسعادة موجودة في أعماق النفس الإنسانية ومرتبطة بوجهة نظر الإنسان للأمور. وأخيرًا احرص على مجاورة الناس السعيدين والذين يملكون القناعة في حياتهم فتصيبك عدوى السعادة.