في دوامة التساؤلات التي أثارها الارتفاع الكبير في أسعار بعض العملات الرقمية والتغيرات غير المتوقعة المحرضة بتصريح لشخصية بارزة أو استثمار شركات مشهورة بعملات معينة. بالإضافة إلى وجود عدد كبير من العملات بخلفيات وغايات مختلفة جعل واقع العملات الرقمية عرضة للتقلبات غير المتوقعة. وأصبح مستقبل هذه العملات ضبابيًا، لذلك سنسلط الضوء على العملات الرقمية ذات المستقبل الجيد من خلال هذه المقال.
العملات الرقمية ومعايير قيمتها
كان أول ظهور لعملة رقمية مفتوحة المصدر في عام 2009 الذي شهد ولادة البتكوين، وهي على خلاف العملات الرقمية لا تتبع للنظام المركزي في تحديد قيمتها، وإنما يوجد عدة معايير تحدد مجتمعة قيمة أي عملة الكترونية. ومن هذه المعايير نذكر:
- العرض والطلب:
إن هذا المعيار من المبادئ الاقتصادية الأساسية، حيث ترتفع قيمة العملة التي تحمل طلبًا عاليًا وعرضًا منخفضًا. في حين تنخفض قيمة العملة التي تحمل طلبًا منخفضًا، وعرضًا عاليًا.
- التنظيمات والتشريعات:
تؤثر التنظيمات بشكل كبير على قيمة العملة بسبب الشريحة الواسعة التي يطالها التأثير، على سبيل المثال: موافقة الحكومة اليابانية على طرح البيتكوين للتعامل، الأمر الذي نقل اليابان من حجم تداول لا يتجاوز 1% إلى حجم تداول 6% حالياً.
- الزخم:
الخلفيات الإعلامية أو الشريحة المستهدفة بالعملة لا تؤثر بشكل كبير على قيمة العملة فقط بل على ثبات هذه القيمة أيضًا.
- الظروف الاقتصادية العالمية:
فقدان المستثمرين الثقة بالعملة الورقية نتيجة التغيرات الاقتصادية الكبيرة، والتوجه إلى العملات الرقمية كبديل أكثر أمانًا.
مستقبل العملات الرقمية
العوامل المؤثرة على مستقبل العملات الرقمية معقدة ومتشابكة على عكس بساطة العوامل التي تؤثر على قيمتها، حيث يحتاج التنبؤ الصحيح بمستقبل العملة إلى دراسة جيدة لخلفية العملة، وأهداف طرحها وخطط الشركة المستقبلية الخاصة بها.
لكن يمكن القول إن تداول العملات الرقمية في المعاملات اليومية ليس بعيد المنال خاصة بعد تحول الشركات الكبيرة للاستثمار في عملات لها مستقبل جيد.
العملات الرقمية التي لها مستقبل جيد
عملة البيتكوين
تتجاوز قيمة البتكوين حالياً الخمسين ألف دولار. وتعد هذه العملة حاليًا من أكثر العملات الرقمية شعبية بفارق شاسع عن أقرب المنافسين لها. وكانت الفكرة الأساسية منها إنشاء عملة لامركزية مفتوحة المصدر لا تتبع لجهة معينة. وتعد من العملات التي لها مستقبلًا جيدًا بسبب ما يلي:
- القاعدة الجماهيرية الهائلة التي تملكها.
- تصدرها لواجهة العملات الرقمية، بسبب سعر صرفها العالي وعدم وجود منافس حقيقي لها.
- بدء استخدام بعض الدول لها مثل اليابان في المعاملات اليومية.
- الاستثمارات التي تتلقاها من شركات كبيرة مثل شركة تسلا.
عملة الإيثيريوم أو الإيثر
تتجاوز قيمة الإيثيريوم 2000 دولار. وتأتي في المرتبة الثانية بعد البيتكوين من حيث الشعبية. كما تشكل الإيثيريوم نظامًا لإطلاق تطبيقات وعقود غير قابلة للإغلاق أو المراقبة، وتمكن المستخدمين من التفاعل معها وضبطها للعمل دون تدخل بشري. ويعود سبب توقع مستقبل جيد لها إلى ما يلي:
- قدرة المبرمجين على التفاعل معها مما يجعلها أكثر من مجرد عملة للتداول.
- الخدمات الفريدة التي تقدمها الإيثيريوم، مثل العقود الذكية غير القابلة للتعديل التي تتضمن وجود الزخم اللازم لبقاء العملة قيد التداول.
- تشكل الإيثيريوم المزيج المثالي بين شعبية البيتكوين والخدمات الفريدة التي تتميز بها العملات الأخرى.
- المعروض غير المحدود من هذه العملة.
- استثمار شركات عالمية فيها مثل سامسونج وانتل مايكروسوفت.
عملة tron
لا تتجاوز قيمة هذه العملة ثلاث سنتات (0.03 دولار). ولا تحظى هذه العملة بشعبية كبيرة حتى الآن، لكن استحوذت الشركة التي تسوق لها على برنامج bit torrent الشهير. ومن الجدير بالذكر أن هذه العملة كانت تعمل على منصة الإيثيريوم واستقلت عنها في عام 2018.
تسعى الشركة الى تعزير فكرة الانترنت اللامركزي بشكل أساسي بالإضافة الى توفير بديل للإيثيريوم قادر على القيام بأربع أضعاف المعاملات في الثانية دون وضع ضغط على الشبكة. ولعل أكثر ما يجعلها في قائمة العملات الرقمية ذات المستقبل الجيد ما يلي:
- تضع الشركة العملة كأساس لتنفيذ خططها بتعزيز الانترنت اللامركزي.
- دخول شركات استثمارية كبيرة مؤخرًا في أسهم العملة.
- القيمة المنخفضة الحالية للعملة، مما يجذب الراغبين بالاستثمار إليها.
- تتبع الشركة سياسة حرق العملات من أجل زيادة قيمة العملات المتداولة، حيث في يوم استقلال العملة عن الإيثيريوم أحرقت الشركة أكثر من مليار عملة لتعزيز الشبكة التي سيطلقونها، مما سيزيد من فرص ارتفاع سعر العملة في المستقبل.
- قدرة شبكة العملة على تحمل ضغط المعاملات العالمية على عكس شبكة الإيثيريوم.
عملة Chainlink
تبلغ قيمتها حوالي 30 دولار في الوقت الحالي. وبدأت هذه العملة بتشكيل شعبية كبيرة بعد الارتفاع بسعر صرفها. وجاءت لسد الفجوة بين العقود الذكية المبنية على تقنية Blockchains للعملات السابقة باستخدام شبكة أوراكل لامركزية. وتعتبر من العملات ذات المستقبل الجيد، بسبب ما يلي:
- إمكانية استخدمها لتسجيل معطيات خارج العقد على عكس العملات السابقة.
- البدء باستخدامها من قبل عدد من المنظمات لجمع المعلومات البيئية.
- دعم الشركة المالكة للعملة بمخططات على المدى القصير والبعيد.
- تعطيها شبكة اوراكل اللامركزية ميزات لا تملكها أي من العملات السابقة من ناحية الأمان والكفاءة عن طريق إنشاء العقود بمعطيات خارجية.
لتلخيص ما سبق يمكن القول أن العملات الرقمية هي مستقبل التداول والمعاملات اليومية، ويشكل الاستثمار فيها حاليًا فرصةً يجب استغلالها وخاصة العملات التي ذكرت مسبقًا.