تربية النحل هي ممارسة ونشاط يهتم بمواصفات وطرق العناية بخلايا النحل وكل تبعات تربيته للاستفادة من منتجاته المتنوّعة التي تتعشّق بالأرباح الجيّدة والفوائد الكثيرة. وتختلف طرق تربيته حسب نوع الخلايا المستخدمة، وعلى اختلاف أنواعها تحتاج لعناية واهتمام كبيرين. فإن كنت من مربّي النحل اعمل بالمثل الشعبي الشهير “ما تزرعه اليوم، تحصده في الغد”؛ فالاهتمام بعملك هو القاعدة الأساسية لحصد النتائج المرجوّة.
سنعرض في هذا المقال الطرق الأساسية لصناعة والعناية بخلايا النحل، بعد ذلك سنتوقّف عند أفضل الطرق لكيفية التعامل مع نحل العسل.
طرق صنع خلايا النحل
الخلايا طبعًا هياكل مصنوعة من الخشب، ويوجد نوعان رئيسيان من الأنظمة لصنعها. وهي:
- خلية لانجستروث (Langstroth Hive): تتكوّن من مجموعة من الصناديق الموضوعة فوق بعضها بشكل عمودي. حيث يتكوّن كل صندوق من إطارات ليبني النحل أقراص العسل ويخزّنه بداخلها. كما أنه عند جمع العسل تستطيع سحب الصناديق إلى الخارج لتحصد العسل، وبعد ذلك يمكنك القيام بأعمال الصيانة المطلوبة. إن احتجت مساحة إضافية تستطيع إضافة صناديق للخلية بشكل عمودي.
- خلية الإطارات العلوية (Top _bar Hive): تتكوّن من مجموعة من الإطارات المرتبة بشكل أفقي. يبني النحل في هذا النوع من الخلايا أقراص العسل بشكل إطار دون قاعدة، بعد ذلك يُسحب الإطار خارجًا من الأعلى لاستخراج العسل.
آلية العناية بخلايا النحل
لا يحتاج النحل لاهتمامٍ كبير، بل يُعتبر من الكائنات سهلة التربية. فهو يؤمن غالبيّة حاجاته بنفسه من جلب المياه والطعام، إلى التنظيف وإصلاح الشقوق والفتحات في الخلية. وكل ما يجب عليك فعله كمربٍّ للنحل هو الاهتمام ببعض الخطوات البسيطة؛ أهمها اختيار المكان المناسب لوضع الخلايا، حيث يتّصف المكان المناسب لتربية النحل بالعديد من المميزات، نذكر فيما يلي أهمّها:
- مكان بعيد عن الغبار والضوضاء والدخان مسافة لا تقلّ عن 30 متر.
- محاط بسياج لحماية خلايا النحل من الحيوانات المفترسة من جهة، ومن بطش البشر من جهةٍ أخرى.
- يجب أن يكون على مقربة من الأزهار والشجيرات التي تؤمن مصادر جيّدة من حبوب اللقاح والرحيق.
- يجب أن يحتوي المكان على مصدّات رياح من الجهة الشمالية.
- يُفضّل وضع خلايا النحل بالقرب من الأشجار النفضيّة التي تسمح بتمرير ضوء الشمس من خلالها، مما يوفر الحرارة والضوء في فصل الشتاء.
- توفّر مصدر مياه بالقرب من المكان ضرورة لا بدّ من وجودها.
كما تؤمن العناية بخلايا النحل من خلال حمايتها من الرطوبة بوضعها بشكل مائل قليلًا، بالإضافة إلى ضرورة تأمين حماية كبيرة من الأمراض الفتّاكة التي تعرّض حياة النحل للخطر. وبالطبع يوجد العديد من طرق العناية بالنحل وحمايته من الآفات، لك أهمّها فيما يأتي:
- إغلاق مداخل الخلية بإحكام بواسطة شبكة شديدة الخشونة للحماية من السحالي والقوارض المختلفة.
- الانتباه إلى وضع حامل الخلية في زيت محركات أو دهن أرجله بالشحوم. علاوة على ذلك يجب قص الأعشاب المحيطة بالخلية لمنع حشرات النمل من الوصول إليها.
- كما يُقال “الوقاية خيرٌ من العلاج”،بالتالي عليك استخدام بعض المنتجات مثل زهر الكبريت الذي يقتل بيوض الفراشات المتواجدة في الخلية، أو تعريض الصناديق لحرارة اللهب السريعة عند إفراغها من محتوياتها بهدف قتل أية آفات موجودة في الخشب.
مواصفات خلايا النحل الصحيّة
لعلّ أبرز ما يميّز مملكة النحل الصحيّة هو وجود عدد كبير من النحل بداخلها. وهذا يعني صحّة الملكة الجيّدة ووضعها لعدد كافي من البيوض. حيث يصل العدد في الخلية إلى ما يقارب 75 ألف نحلة خلال فصل الصيف. ومن الجدير بالذكر أن غالبية سكان الخلية من النحلات العاملات اللواتي توكّل لهم العديد من المهمّات كإنتاج الشمع الضروري لبناء شمع العسل، وتبريد الخلية وتهويتها، وجمع العكبر، وتغذية اليرقات، وجمع الرحيق، بالإضافة إلى حراسة الخلية.
كما تستطيع تحديد صحّة الخلية من خلال كميّة العسل التي تنتجها، هذا يعني أنه كلما زادت كميته كانت الخلية بصحة أفضل. ومن الجدير بالذكر أن النحل يخزّن العسل في الخلية لفصل الشتاء، لحماية النحل من الجوع شتاءً.
المعدات الضرورية لحصاد عسل النحل
يتعامل مربّو النحل مع العديد من الأدوات اللازمة للعناية بخلايا النحل ومحتوياتها بطريقة آمنة، سنذكر فيما يأتي أهم هذه الأدوات:
- مجموعة أدوات الخلية: وهي سكين من الفولاذ المقاوم للصدأ، وفتاحة خلية النحل، وفرشاة مصنوعة من الألياف الطبيعية. كما يمكن استخدام جهاز طرد مركزي لاستخراج العسل من الأقراص.
- حذاء مطّاطي أو أكياس البوليثين التي يمكن استخدامها فوق الحذاء العادي.
- البدلة والقفّازات: لحماية الجسم من أخطار التعامل مع النحل.
في الختام نستطيع القول أن العمل الصحيح يعطيك النتائج الجيّدة. وباتباع التعليمات السابقة للعناية بخلايا النحل تستطيع حصد النتائج المطلوبة بطريقة بسيطة وعمليّة. هيّا فلتبدأ بمشروعك الخاص بتربية النحل لتجني الأرباح الهائلة!