صناعة المعلبات مكونات صناعة المعلبات

صناعة المعلبات مكونات صناعة المعلبات، لا شك أنك قد تساءلت وأنت تمسك بعلبة التونا أو المربى لتأكلها عن تاريخ تلك المعلبات ومراحل صنعها وتقديمها لك بهذه الدقة. سنتحدث اليوم في هذا المقال عن تاريخ صناعة المعلبات بالإضافة إلى مكوناتها وخطوات صناعتها.

تاريخ صناعة المعلبات

يستخدم التعليب كوسيلة لحفظ الطعام في علب زجاجية أو معدنية محكمة الإغلاق ومعرضة لعوامل حرارية خاصة بهدف الحفاظ على الغذاء دون فساد لفترات طويلة قد تصل لعام كامل. وقد استخدم عرب بلاد الشام قديمًا الأواني الفخارية لحفظ الأغذية مثل المشمش وعصير العن لعدة أشهر.
ولكن أصل المعلبات كما نعرفها اليوم، يرجع إلى عام 1804 حين اكتشف الطباخ نيكولاس آبرت أن السوائل من الحساء والثمار يمكن حفظها بوضعها في عبوات زجاجية محكمة الإغلاق وإغراقها في حمام ماء مغلي. إلا أن آبرت لم يعرف أنه بذلك يقتل البكتريا التي تفسد الغذاء. وفي عام 1864، اكتشف لويس باستور الأحياء الدقيقة وبالتالي عُرف السبب وراء فساد الأغذية عند تعرضها للهواء. ولكن لم تدخل المعلبات للصناعة حتى عام 1900، حيث شهدت صناعة المعلبات تطورًا كبيرًا من خلال استخدام القفل المزدوج والسيطرة على البكتريا التي تنمو فيها.

مكونات صناعة المعلبات

استعملت علب الصفيح والأوعية الزجاجية في بداية صناعة المعلبات، لكنها سرعان ما تطورت إلى استعمال علب الألمنيوم والأكياس المرنة وشبه الصلبة.
حيث تُصّنع علب الصفيح من صفائح الحديد المعالجة، لصنع ألواح ذات صلابة ومرونة كبيرة. كما تطلى بالمينا المركب من مواد عضوية لمنع تفاعل الغذاء مع مكونات العلبة. أما علب الألمنيوم فهي مقاومة للتآكل خصوصاً في الرطوبة، كما أنها لا تؤثر على نكهات الأغذية لكنها أعلى سعرًا من من علب الصفيح.
كما ينتشر استخدام الأوعية الزجاجية في صناعة معلبات الخضار والثمار. وتتميز بعدم تفاعلها مع المواد الغذائية وإمكانية إعادة استعمالها إلا أنها ثقيلة الوزن ومعرضة للانكسار.
بينما تستخدم الأكياس المرنة في تغليف اللحوم والخضار والفواكه، وتتميز بسرعة تعقيمها ،ووصول الحرارة إلى مركزها مما يحافظ على لون ونكهة الأغذية الموجودة داخلها.

مع تطور التكنولوجيا أصبح هناك معدات خاصة من أجل تصنيع المعلبات. بدءًا من معالجة الصفائح حتى تزيينها بالطباعة والطلاء وصولاً إلى الشق واللحام والوصل. حيث يحتوي كل معمل إنتاج وصناعة معلبات اليوم على قسم مراقبة الجودة تتركز مهماته الأساسية في اختبار التسرب للعبوات والفحص البصري لها وذلك باستعمال معدات اختبار متطورة.

خطوات صناعة المعلبات

تتضمن تقنية صناعة الأغذية المعلبة عدة خطوات تهدف إلى منع فساد المواد الغذائية وإيقاف تكاثر البكتريا فيها. يمكن تلخيص هذه الخطوات في:

1. مرحلة استقبال المواد الخام

حيث يجب التحقق من مطابقة المواد الخام الأولية للمواصفات المطلوبة والمعتمدة. وذلك من ناحية درجة النضج والجودة والسلامة ومتطلبات التصنيع.

2. مرحلة فصل الجزء الصالح للأكل

حين تصل الخامة الزراعية إلى المصنع، يتم إزالة الأجزاء التالفة منها بالإضافة إلى تقشيرها والتخلص من تلك البقايا.

3. مرحلة الفرز والتفتيش

في هذه الخطوة، يتم فرز الخضار والفواكه حسب درجة النضج والحجم واللون. كما يتم التحقق من عدم وجود مواد غذائية تالفة بينها.

4. مرحلة النقع والغسيل

بعد فرز المواد الغذائية وإزالة التالف منها، يُنقع الجزء الصالح للأكل بالماء النظيف المكلور من أجل إزالة البكتريا والجراثيم. كما تفيد هذه الخطوة في إزالة آثار المبيدات الحشرية العالقة على الخضار والفواكه.

5. مرحلة السلق

يجب سلق الخضار والثمار بعد نقعها وذلك باستخدام الماء أو البخار لعدة دقائق بدرجة حرارة لا تقل عن 80 درجة مئوية.  وذلك من أجل تثبيط الأنزيمات المؤكسدة وقتل الجراثيم والأحياء الدقيقة. يتبع ذلك عملية المعالجة الكيميائية للأغذية وذلك بإضافة السكر والبكتين والحمض في حالة معلبات المربيات أو الملح مع التوابل في حالة معلبات الخضار.

6. مرحلة التعبئة

توضع المواد الغذائية في أحد العبوات المخصصة لها بعد معالجة الطبقة الماسة للأغذية من العبوة. وذلك كي لا يتفاعل سطح العبوة مع أحد مكونات الغذاء وبالتالي يصبح الطعام عرضة للفساد.

7. مرحلة طرد الهواء من العلبة

يستخدم بخار الماء كمصدر للحرارة من أجل التسخين الأولي للعلب من أجل طرد الهواء من العبوة. مما يوقف تفاعلات الأكسدة التي تفسد الطعام داخل العبوة.

8. مرحلة القفل المحكم

بعد طرد الهواء من العبوة يجب إغلاقها بشكل محكم لمنع دخول الهواء إليها مرة أخرى. كما يسهم هذا القفل أيضًا في منع  دخول بكتريا جديدة إلى داخل العلبة.

9. مرحلة التعقيم الغذائي

لا تكفي خطوات التعقيم السابقة لمنع تكاثر البكتريا وحفظ المواد الغذائية فيها. حيث يجب أن تتعرض المعلبات بعد إقفالها المحكم إلى درجات حرارة عالية تتراوح بين 100 و120 درجة مئوية. وذلك لفترة تكفي للقضاء على معظم ما تبقى من البكتريا التي قد تتكاثر في شروط التخزين العادية.

10. مرحلة التبريد المفاجئ

بعد مرحلة التعقيم بالحرارة، يتم تعريض المعلبات للتبريد المفاجئ الذي يضمن موت ما تبقى من الأحياء الدقيقة.

11. مرحلة التخزين المناسب

أخيرًا، لا بد من ذكر أهمية تخزين المعلبات في درجة حرارة مناسبة التي لا تزيد عن 30 درجة مئوية. حيث يمكن أن تعود بعض أبواغ الجراثيم التي نجت من مراحل التعقيم السابقة للحياة والتكاثر. لذا يُنصح بتخزين المعلبات في درجة حرارة تتراوح بين 15 و20 درجة مئوية خصوصًا إن كان التخزين لفترات طويلة.

بذلك نصل إلى ختام مقالنا حول صناعة المعلبات ومكوناتها وخطواتها، نأمل بأن نكون قد وفقنا في الإجابة على الأسئلة اليومية التي تراودك حول صناعة المعلبات. ووفقنا في شرح خطوات هذه الصناعة.

Scroll to Top