صناعة الزبدة مكونات صناعة الزبدة

الزبدةُ هي واحدةٌ من أهمّ هدايا الطبيعة في ثقافةِ الطعام للبشرية جمعاء. الأمر الذي يجعل معرفة صناعة الزبدة ومكونات صناعة الزبدة أمرًا ملحًا للعديد من الطهاة والذوّاقين، وأيضًا الناس العاديّين. ذلك أنّ الزبدة هي إحدى أهم المكونات في تحضير كلًّ من الأطعمةِ البسيطةِ والمأكولاتِ الراقية. وكنصيحة، إيّاك أن تقترحَ على ربّة منزلٍ فرنسيةٍ أنّ تقللَ من استخدام الزبدة، بالتأكيد ستكون عرضة للخطر.
هنا في هذا المقال سنحاول البحث قليلًا عن ماهية الزبدة ومكوناتها، وطريقة صناعتها؟

ماهي الزبدة

قبل البدء بالحديثِ عن صناعة الزبدة، لابدّ من تحديدِ ماهية المادة.
لطالما كانت الزبدةُ عنصرًا أساسيًا في وجبات الطعام. بشكلٍ عامٍ تكون نسبةُ الدهونِ في الزبدة حوالي 67% مشبعة، 29% أحاديةً غير مشبعة و4% متعددةً غير مشبعة. تحتوي الزبدةُ بشكلٍ طبيعي على نوعٍ من الدهون يسمى حمض اللينوليك المترافق (CLA)، والذي تظهرُ الأبحاث أنّه قد يساعدُ في الحمايةِ من بعض أنواع السرطان.

فوائد الزبدة

تحتوي الزبدة على ما لا يقل عن 80% من دهنِ الحليب، وحوالي 16% ماء، و2.0% ملح، و2% موادً صلبةً أخرى للحليب. كما تحتوي على مجموعةِ فيتامينات ضرورية لصحةِ العينين خاصةً لمرضى الرؤية الليلية. وهي مفيدةٌ لعظامٍ قويةٍ وبشرةٍ صحيةٍ، بالإضافة إلى ذلك:

  • تحتوي الزبدة على فيتامين (أ) وهو أكثر الفيتامينات وفرةً فيها. توفرُ ملعقةٌ كبيرةٌ واحدةٌ من الزبدة أيّ ما يعادل 14 جرامًا حوالي 11% من المدخول اليوميّ لهذا الفيتامين. بالإضافة إلى فيتامين (د).
  • فيتامين (هـ)، أحد مضادات الأكسدة القوية، والذي يوجد غالبًا في الأطعمة الدهنية.
  • يتوافر فيتامين (ب 12) بشكلٍ جيدٍ في الزبدة، والذي يُعرف أيضًا باسم كوبالامين. إذ إنّ فيتامين (ب 12) يوجد فقط في الأطعمة التي من أصلٍ حيوانيّ أو بكتيريّ.
  • فيتامين (ك 2) وهو شكلٌ من أشكالِ فيتامين (ك)، والذي الذي يعرف أيضًا باسم ميناكينون، وهو يقي من أمراض القلب وهشاشة العظام.

صناعة الزبدة مكونات صناعة الزبدة

صناعةُ الزبدةِ من الصناعاتِ السهلةِ التي يمكنُ انجازها في المنزل من خلال عمليةٍ بسيطةٍ وسهلةٍ بشكلٍ مدهش، ولا تحتاج الى العديد من المكونات لكي تنجزها. المكون الرئيسي الذي يستخدم في صناعة الزبدة هو الحليب أو اللبن الرائب، وهو الأكثر شهرةً واستخدامًا. حيث يمكنُ صناعة الزبدة التجارية من الحلويات وكذلك الكريمة.
كما ينتج القليل جدًا من الزبدة المستنبتة في الهند والولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من أنّ الزبدة المستنبتة في أوروبا وكندا تعتبر منتجًا مهمًا، تفضل معظم المعامل إنتاج الزبدة من القشدة الحلوة لأنها تنتج من حليب الزبدة الحلوة، الذي له قيمةٌ اقتصاديةٌ أفضلُ من حليب الزبدة الحامض الذي ينّتج عندما تخلط القشدة الحامضة.

الطريقة التقليدية في صناعة الزبدة

في جوهرها، لا تتطلبُ صناعةُ الزبدةِ أكثرُ من فكرةٍ بسيطةٍ. جلّ ما تحتاجُ فعله هنا هو:

  1. فصل الدهن عن اللبنِ الرائب. ويكون ذلك باستخدام الخلاط الكهربائي، أو بمجرد الخفق باليد بواسطة وضع اللبن الرائب بوعاء أو مرطبان، ورجّه يدويًا لمدة 15 دقيقة. ستتمكن من معرفة متى تبدأ الزبدة في التكوّن والانفصال عن اللبن الرائب.
  2. تمرُ الزبدةُ بمرحلةٍ كريمّيةٍ، هنا يمكنُ التوقف واستخدامها ككريمة مخفوقة عن طريق إضافة السكر لها، الأمر الذي يجعل لها طعمًا لذيذًا للغاية. أو يمكن الذهاب أبعدُ من ذلك بقليلٍ والاستمرارُ حتى تحقيق الانفصال.
  3. يغسلُ اللبنُ الرائبُ من الزبدة تحت الماء البارد لمدة 1-3 دقائق. وتوضعُ الزبدة مرارًا وتكرارًا تحت الماء البارد لإزالة كل الحليب منها، وهذه هي الخطوة التي تفتقدها معظم نساء العصر الحديث.
  4. في نهاية هذه العملية يمكنُ وضع القليلِ من الملحِ حسب الرغبة. حيث يستخدم لتحسين النكهة وزيادةِ فترة الصلاحية، لعمله كمادة حافظة. ويمكن إضافة توابلَ أخرى إذا كنت من هواةِ النكهاتِ و الطعمات الجديدةِ، مثل القرفة الفانيلا أو حتى جوزة الطيب.

طريقة حفظ الزبدة

تأتي أهمية صناعة الزبدة من كونها تدومُ لفترةٍ طويلةٍ في حال توافرت درجةُ حرارةٍ مثالية لها. إذ من الأفضلِ حفظُ الزبدةِ في الثلاجةِ عند درجة حرارة 4 مئوية. ويجب حمايتها من الضوء، وحفظها في وعاءٍ محكمِ الإغلاق في عبوتها الأصلية. أو تغليفها حتى يحين وقت استخدامها لأنها تمتص الروائح بسهولة من الأطعمة الأخرى.
تبقى الزبدة في الثلاجة لمدةٍ قد تصلُ إلى ثمانيةِ أسابيع، ولكن من الأفضل شراؤها عند الحاجة إليها بدلاً من تخزينها. فهي تذوب عند 35 درجة مئوية، ومن الأفضل حفظها في الثلاجة في المناخات الأكثر دفئًا. لأنه مع ارتفاع درجاتِ الحرارةِ تتأكسدُ الدهونُ الموجودةُ في الزبدة ببطءٍ وتصبحُ الزبدةُ فاسدةً. لذلك يمكن الاحتفاظ بالزبدة المحكمة الإغلاق بشكلٍ صحيحٍ مجمدةً لمدة تصل إلى 12 شهرًا تقريبًا.

في النهاية يمكن القول إنه وعلى الرغم من كونها من أبسط الصناعات المنزلية. إلا أنّ صناعة الزبدة تعتبر واحدةً من أهمّ الصناعات الغذائية بسبب تعددُ مجالاتها، الأمر الذي يجعل لها دورًا هامًا في اقتصاديات الدول والبلدان.

Scroll to Top